افتتاح المعرض الأول للمسابقة الأولى للفنانين الشباب
شباب يجمعهم الفن والمنافسة في غاليري قزح

20/أيلول/2008

بدأت القصة بإعلانٍ في مجموعة جرائد أطلقها سامر قزح أحد العارضين والمهتمين بالفن التشكيلي السوري. الإعلان كان عن مسابقة تستهدف مجموعة من الفنانين الشباب في فئات النحت، والتصوير، والفيديو آرت.
بحيث يتمّ انتقاء مجوعة منهم لعرضها في غاليري «قزح» مع جائزة للفائز الأول في كل فئة من الفئات، وورشة عمل ممتدة على مدى عامٍ كامل ستعرض نتائجها في معرضٍ ثانٍ سيتم عقده بنفس الغاليري في شهر أيار 2009.
يوم17 أيلول 2008 تحقق الجزء الأول من القصة الحلم بالنسبة للعديد من الفنانين الشباب، حيث افتتح معرض «اللقاء» في غاليري «قزح» لتشمل الأعمال المعروضة 13 لوحةً عن فئة التصوير، و9 لوحات عن فئة الحفر بأنواعه المختلفة، و5 منحوتات، وأربعة أفلام فيدو آرت هي حصيلة عمل ثلاثين فناناً تمّ انتقاؤهم مما يزيد على المائة فنان سوري شاب.
الفنانون المشاركون هم كارل نوباريان، ورامي صابور، وإيمان حاصباني، وأمجد وردة، والياس أيوب، وربى خويص، وشادي عيسمي، وعزة حيدر، وجوان خلف، ومحمد مختار، وميرفت برنبو، وفاروق محمد، وفادي عطورة في التصوير، وعدنان جتو، وأسامة هابيل، وعامر الشاعر، ورشوان عبد الباقي، ودانه النفوري، وسلطان صعب، وديانه الجابي، وعزة أبو ربعية في حفر، ويامن سويف، وأمل غزلان، وبشرى مصطفى، ونور عسلية، وباسل إبراهيم في نحت، وأحمد علي، ودانه حمص، ونسرين بخاري، ويزن الهجري في فيديو آرت.
وانتقت أعمالهم لجنة مؤلفة من أحد عشر فناناً سورياً هم نذير نصر الله، ونذير إسماعيل، وإدوار شهدا، ووليد الآغا، وغسان النعنع، ومصطفى علي، ونزار صابور، وباسم دحدوح، وناصر حسين، وحسكو حسكو، وياسر صافي.
«اكتشف سورية» واكب أجواء افتتاح المعرض في تل الحجارة بمنطقة باب توما والتقى بالأستاذ سامر قزح القائم على الفكرة، كما التقينا بعددٍ من أعضاء لجنة التحكيم والمشاركين في «اللقاء».
معرض «اللقاء» في غاليري قزحالأستاذ سامر قزح حدثنا عن فكرة «اللقاء»: «بدأت الفكرة منذ العام 2000، بإقامة معرض خمسة تجارب شابة، والذي انطلق من خلاله اثنين من الأسماء اللامعة في الحركة التشكيلية اليوم هما غزوان علاف وسامر صافي، ثم تطورت إلى هذا الشكل الذي نحن بصدده الآن، مسابقة يتنافس فيها فنانون شباب من كل المحافظات السورية عن أربعة فئات مع وجود جائزة للفائز الأول عن كل فئة، بالإضافة إلى ورش عمل ممتدة على مدار العام تمهد لمعرضٍ ثانٍ في عام 2009 يرصد حالة التطور التي مر بها هؤلاء الفنانين الشباب خلال عام من الاحتكاك بفنانين آخرين وأستاذة، بحيث يتبادلون الآراء التي تساعدهم على تعزيز خبراتهم. إذاً نحن وفرنا في هذا اللقاء فرصة العرض لهؤلاء الفنانين وعلى مرحلتين، فضلاً عن ورش العمل على مدى عامٍ كامل نقدم لهم من خلالها كل الدعم الذي يحتاجونه».
أحد أعضاء لجنة التحكيم حسكو حسكو أكد لنا على أهمية هذه المسابقة بقوله: «إنها تضمّ مواهب من كافة المحافظات السورية، فغايتها الأساسية تسليط الضوء على المواهب الشابة في عموم البلاد وليس في المدن الرئيسية فقط، وبالتالي دعوتهم إلى دمشق حيث تفتح لهم هنا آفاق جديدة يتعرفون من خلالها إلى حجم موهبتهم الحقيقي. نحن فوجئنا بحجم الاستجابة للإعلان الذي نشرناه في الجرائد مما يعكس التعطش لهذا النوع من المشاركة التي تفتح آمالاً للفنانين الشباب خاصة من المحافظات السورية البعيدة»
وعن معايير التحكيم والانتقاء قال حسكو: «الانتقاء كان بالتصويت بعد الحكم على الأعمال الفنية المشاركة من خلال رؤية فنية شاملة للون والتكوين وتوافر الشروط الفنية في اللوحة المشاركة بغض النظر عن موضوعها».
د. نذير نصر الله من أعضاء لجنة التحكيم أيضاً كان له رأي في نوعية المشاركات الشابة: «ما لاحظناه عند هؤلاء الشباب هو الاستيعاب الجيد للفن، واستخدام التقنيات الجديدة، يمكنني القول أن هذا الجيل من الفنانين الشباب لديه مفاهيم معقولة جداً حول اللوحة وتكويناتها واستخدام اللون فيها»، وعن المسابقة أضاف نصر الله: «هذه المسابقة فريدةٌ من نوعها في سورية، وممتازة بوجه عام، والأهم منذ لك ورشات العمل المرافقة لها حيث يحتك الفنانون ببعضهم البعض ويتبادلون الآراء أثناء مرحلة خلق العمل الفني».
«تقف. تموت» أحد أفلام الفيديو آرت المشاركة في المسابقة للفنان احمد علي وعنه فكرته قال: «إنها الحياة التي تأخذنا في إيقاعها المتسارع بلا نهاية، بحيث تضيع الحياة ويمضي العمر دون أن نحقق ما نريد. عبّرت عنها بصرياً بمجموعة مشاهد مأخوذة من ازدحام الحياة الذي نعيشه كل يوم، وبنيت المشاهد على أكثر من 250صورة فوتوغراف تمّت معالجتها بصرياً باستخدام مؤثرات الصوت واللون والحركة، الخلفية سوداء، الأبنية عبارة عن خطوط و ألوان، والموسيقى لا تنتمي إلى إيقاع محدد إنها تشبه هذه الحياة التي نعيشها، وعدّاد العمر يجري على يسار الشاشة».
أحمد علي خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق، قسم الاتصالات البصرية، شارك بعدة ورشات عمل مع فرنسيين وهولنديين، وحظي بفرصة عرض أحد أفلامه في هولندا وعندما سألناه عن آفاق فن الفيديو آرت في سورية أجابنا بأن هذا الفن لا يشهد إقبالاً في سورية كما بقية الفنون، رغم أن هذا العام شهد حجز أكثر من صالة تمّ تكريسها بالكامل لأعمال الفيديو آرت، وختم بالقول «الأمر يتطلب المزيد من الوقت».
معرض «اللقاء» في غاليري قزحكارل نوباريان طالب في السنة الثالثة بكلية الفنون شارك في المعرض عن فئة التصوير، ويرى في هذه المشاركة: «دعمٌ لجيل الشباب يقدم لهم نوعاً من الأمل». العمل الذي شارك فيه يمثل حالة تعبيرية ما من خلال الاشتغال على مفهومٍ جديد للجسد ليتحول هذا الجسد لاحقاً إلى فراغ آخر للشكل، بحيث تُعبّر لوحته تدريجياً من التعبيرية إلى التجريد، وأكد لنا أن هذه اللوحة هي جزء من عمله البحثي الذي يجتهد عليه في الكلية وأردف قائلاً: «هذا النوع من المسابقات وورش العمل المرافقة تعيدك إلى ذاتك، وتساعدك على اكتشاف نفسك من جديد، وتحضرك لمشروعك الخاص بعد التخرج، إنه الخطوة الأولى للمعرض الخاص الأول».
ونختم بالنحات يامن يوسف الذي عرض عملاً نحتياً بعنوان «أحمر أصفر» رأى فيه: «نوعٌ من الحوار السري بين الرجل الضعيف الأصفر، والمرأة القوية الحمراء التي تستلقي بتحدي على سرير في فضاء غرفة منزوعة الجدران»، يعمل يامن بصورةٍ أساسية على كسر النسب المثالية في الجسد البشري، ليمنحه ذلك طاقة تعبيرية قصوى من خلال تحوير الأشكال، أعماله من خامات البوليستر، والخشب، والبرونز. واعتبر يامن يوسف المعرض «فرصة للنحاتين الشباب للمشاركة ضمن معرض ضخم قلما تتكرر، فالنحاتون بشكلٍ عام يحظون بفرص عرضٍ قليلة، لأن نسبتهم قليلة مقارنة بالمصورين» وختم بالقول «إنها في النهاية فرصة هامة جداً بالنسبة لنا».


محمد الأزن
اكتشف سورية

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
احمدالدقنه:
اريد الاشتراك فى مسابقات النحت على الخشب اريد المساعده ولمن يريد مساعدتى لكى اشترك فى المسابقه يراسلنى على الايميل [email protected]