إعلان جوائز مسابقة اللقاء الأولى للفنانين الشباب
جائزة الحفر حجبت لغياب المستوى المطلوب

18/تشرين الأول/2008

أعلنت صالة «قزح» للفنون يوم الاثنين 13 تشرين الأول 2008 نتائج مسابقة «اللقاء» الأولى للفنانين التشكيليين السوريين الشباب، والتي بدأت في شهر آذار 2008، وتقدم للمشاركة فيها 115 فنّاناً توزعت أعمالهم على أربعة فئات هي التصوير، والحفر، والنحت، والفيديو آرت، الذي يشارك لأول مرّة في مسابقات الفنّانين التشكيليين الشباب في سورية، وأتت النتائج على النحو التالي:
حصلت على جائزة التصوير الفنّانة إيمان حاصباني «لغنى مادتها التصويرية وقوة الشحنة النفسية في لوحتها».
ومنحت جائزة النحت مناصفة للفنّانتين نور عسلية «لجمال الحركة وقوة البناء في عملها»، وبشرى مصطفى الذي تميّزت أعمالها بعمق السخرية.
أما جائزة الفيديو آرت فكانت من نصيب الفنّان أحمد علي «بسبب إيقاع عمله والتقاطه لروح المدينة».
في حين حجبت لجنة التحكيم جائزة الحفر «لعدم توفر المستوى المطلوب».
وإضافة إلى الجوائز الرئيسية السابقة منحت جائزة الفنان الراحل عبد اللطيف صمودي -صاحب الفكرة- للفنان الياس أيوب الذي وصفته لجنة التحكيم بالفنّان الشاب الواعد. وحضر حفل توزيع الجوائز الفنانين المشاركين ولجنة التحكيم، وجمهور من المهتمين بالفن التشكيلي، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المقيم بسورية.
ومنحت الجوائز بناءً على قرار اتخذته بالتصويت لجنة تحكيم خاصة اختارتها صالة «قزح» لفنون وتألفت من يوسف عبدلكي، وصالح بركات، وليوبا يوتيشيفتش، وكريستين طعمة. وهذه اللجنة مستقلة عن اللجنة الأولى التي اختارت الأعمال، واتخذت قراراها بمنح الجوائز بعد عرض جميع الأعمال المشاركة أمام جمهور الفن التشكيلي بدمشق، وذلك على مدى عشرة أيام بدءاً من17 أيلول 2008 في صالة «قزح» للفنون التشكيلية.
وبذلك تكون المرحلة الأولى من مسابقة «اللقاء»، بينما يتابع الفنّانون المشاركون نشاطهم بورشات عملٍ لكافة تشمل كافة الاختصاصات المشاركة، وتمتد لغاية شهر أيار 2009، ليقام بعدها معرض ثاني يقدّم نتاجات الفنانين الشباب الجديدة وذلك بإشراف عدد من أساتذة الفن التشكيلي بسوريّة.
«اكتشف سورية» واكب المرحلة الأولى من مسابقة «اللقاء»، والتقى بمعظم الفنّانين المشاركين، في حين التقينا اليوم بالفنانين الفائزين لنتعرف منهم على طبيعة أعمالهم، وانطباعاتهم عن هذه التجربة بمجملها.
وعن ذلك قالت إيمان حاصباني: «العمل الذي قدّمته بعنوان "زواج"، وهو جزءٌ من مشروع بحثي تقدمت به لنيل الدبلوم في التصوير، ويرصد مشاهد مختلفة من حالات الزواج السائدة في مجتمعنا، وقد ذهبت في وجهة نظري إلى أن الزواج في مجتمعاتنا عموماً لم يعد قائماً على مفهوم الشراكة، فلابد لأحد الطرفين أن يعيش على حساب الآخر، هذا ما رصدته في لوحتي».
وأضافت «بالنسبة لتجربة "اللقاء" بشكل عام هي تجربةٌ مهمة، شأنها في ذلك شأن جميع اللقاءات الفنيّة التي يمكن أن تجمع الفنّانين الشباب شرط توفر الجدّية لديهم، أنا لم أتمكن من المشاركة في ورشات العمل بسبب ظروف خاصّة، لكن لو ساعدتني الظروف لكنت شاركت مع بقية الفنًانين لأنها كما قلت تجربة مهمة، وأنا أفضل هذا النوع من اللقاءات والمعارض الجماعية». وختمت بالقول: «أسعدتني الجائزة كثيراً، وقدمت لي دفعاً معنوياً جيداً خاصة أنها أتت بعد جائزة حصلت عليها منذ مدة قريبة في بنالي كندا، هذا "اللقاء" في المحصلة يمثل لي نقطة لانطلاقة جديدة ولكن في نفس الخط الذي بدأت منه. لا أظن أن الكثير سيتغير في المرحلة القريبة القادمة».
نور عسلية بدأت بالحديث عن أهمية المسابقة «هذه المسابقة مهمةٌ جداً بالنسبة للنحت، لأن المسابقات والمعارض التي تخص هذه الفئة قليلة مقارنة بالتصوير مثلاّ، الأهم من ذلك ورشة العمل التي شاركنا فيها مع نحاتين شباب بإشراف أساتذة مختصين، حملت الورشة فكرة المشاركة بمعناها الحقيقي، تبادلنا وجهات النظر، وتطورت آلية عملنا عبر التواصل مع فنانين آخرين».
وتابعت الحديث عن العمل الذي تقدّمت به إلى المسابقة «أنا عموماً اشتغل على "الجمل" كمفردة في أعمالي بدأت بالفكرة في مشروع التخرج، ومازلت مستمرة في هذا المجال، أحسست بأن "الجمل" يشبهني كثيراً، وهو مادة غنية للعمل عليه في النحت، ككتلة ضخمة محمولة على قوائم رشيقة، أغرتني فكرة هذه الرشاقة في الكتلة الضخمة وما تحمله من تزاوج بين الكتلة والفراغ، اعتمد مبدأ تحوير الأشكال، واللعب على الخصائص التشريحية لهذا الكائن، وقد ساعدتني المواد المختلفة "الداس" على تجسيد الفكرة التي تقدّمت بها للمسابقة، إلا أن فكرتي أصبحت أكثر وضوحاً من خلال ورشة العمل، وسترون في المعرض القادم الأعمال التي اشتغلت عليها في الورشة من خلال هذه الفكرة، وختمت قائلة: «الجائزة بغض النظر عن قيمتها المادية قدّمت لي دعماً معنوياً في غاية الأهمية».
وعن طبيعة أعمالها قالت بشرى مصطفى: «أنا أعمل عموماً على شخوص إنسانية أجسدها بمادة البرونز، وأطرح من خلالها حركات وحالات كثيرة أرصدها في الحياة اليومية، وقد تعني لي بصورة شخصية شيئاً ما، وليس بالضرورة أن يكون الطرح ساخراً، لكنه عموماً من وجهة نظر نقدية غالباً ما تعكس المرارة في حياة هؤلاء الأشخاص»، وأضافت:«ورشة العمل التي شاركنا بها في غاية الأهمية لجهة التواصل مع الفنانين الشباب، أهم ما فيها الخروج من العزلة في الورشة أو المحترف الخاص إلى عالم نتشارك فيه الإبداع معاً، هذه المسابقة كما غيرها هي حافز لتقديم أفضل ما عندنا، والحصول على جائزة في نهاية المطاف يلقي على عاتقنا مسؤولية الحرص على تقديم الأفضل دائماً».
وقال الياس أيوب: «شاركت في هذه المسابقة من خلال عمل زيتي يصور موديلاً بشرياً بحركةٍ ما، اشتغلت فيه على السطح واللون وتحليل حركة الوجه واليدين. أهم ما في هذه المسابقة أنها وضعت عملنا تحت المجهر وشعرنا من خلالها بجو منافسة حقيقي عبر عملنا جنباً إلى جنب في ورشات العمل، والأهم منذ لك كله أنها وفرت لنا فرصة عرض أعمالنا، وحصولي على جائزة الفنًَان الراحل عبد اللطيف صمودي أسعدني كثيراً، لما حملته هذه الجائزة من بعدٍ أنساني، فهو الذي أطلق فكرة المسابقة لكنه لم يتمكن من تحقيقها، وعندما حصلت على الجائزة التي منحها أهل الفنّان الراحل كنت في غاية التأثر، لأن لجنة التحكيم قالت لي بأنني أحمل نفس الصفات التي أراد عبد اللطيف صمودي أن تتوفر في من يحصل على هذه الجائزة كفنان شاب واعد. هذه الكلمات أسعدتني وأشعرتني بقدرٍ عالٍ من المسؤولية».
ونختم مع الفنّان أحمد علي الذي قال: «أهمية هذه المسابقة بأنها المرة الأولى التي يشارك فيها فنانون سوريون في مسابقة عن فئة "الفيديو آرت"، عموماً كان عدد المشاركين قلائل لكن مستوى الأعمال المقدمة جيد، شاركت في البداية لغرض المشاركة دون أن أعلم بأنها مسابقة يترتب عليها جوائز»، وعن الجائزة قال أحمد: «الفوز أسعدني وفاجأني في ذات الوقت، فالأمر مهمٌ جداً من الناحية المعنوية، ويُشكل دفعاً قوياً بالنسبة لنا باعتبار أن مجال الفيديو آرت ما زال محدوداً في سورية، هذه المسابقة شجعتني على الاستمرار في نفس الموضوعات ذات البعد الإنساني الذي يتعلق بإيقاع الحياة في المدينة».
وختم بالحديث عن مشاريعه المستقبلية: «أعمل حالياً على فكرة المفارقة والصدمة التي يعيشها الإنسان الريفي بمجرد ولوجه إلى عالم المدينة المليء بالتناقضات، فبدلاً من أن تكون هذه المدينة فردوساً مفقوداً بالنسبة للآتي من الريف تصبح مأزقاً».
يُذكر أن أحمد علي خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق، قسم الاتصالات البصرية، شارك بعدة ورشات عمل مع فرنسيين وهولنديين، وحظي بفرصة عرض أحد أفلامه في هولندا، والفيلم الذي شارك فيه مسابقة «اللقاء» كان بعنوان «تقف. تموت»، ويتناول حياتنا اليومية التي تأخذنا في إيقاعها المتسارع بلا نهاية، بحيث تضيع الحياة ويمضي العمر دون أن نحقق ما نريد.
وأخيراً نختم بلقاء قصير مع السيد سامر قزح مدير صالة «قزح» للفنون، استفسرنا من خلاله عن حجب جائزة الحفر، وآلية اختيار لجنة التحكيم، ورؤيته الخاصة للجوائز الممنوحة، وعن ذلك قال: «كافة الأعمال المشاركة جيدة باعتبارها دخلت المسابقة، لكن لا بد أن يكون لدنيا جائزة أولى عن كل فئة، لم أتدخل مطلقاً في قرارات لجنة التحكيم، والتي تألفت في معظمها من أصحاب صالات العرض ممن لديهم إطّلاع على الحركة التشكيلية العالمية ، بحيث يكون التحكيم مبنياً على وجهات نظر خارجة عن إطار النظرة المحلية للفن التشكيلي السوري، وعلى هذا الأساس اخترنا إلى جانب الأستاذ يوسف عبدلكي كلاً من السيد صالح بركات "صاحب غاليري أجيال" من بيروت ، والسيدة كريستين طعمة من الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية "أشكال ألوان"، وليوبا يوتيشيفتش صاحبة صالة عرض في روما».
وعن حجب جائزة الحفر قال السيد قزح: «رأت لجنة التحكيم أنه لا يوجد بين الأعمال المشاركة ما يستحق منح الجائزة الأولى، وأنا بدوري احترمت قرارهم ، لكنني أحلت هذه الجائزة إلى المعرض القادم في شهر أيار، حيث سنحكم على مجموع أعمال الحفر التي سينجزها المشاركون في ورشة عمل حول فئة الحفر ستبدأ في شهر تشرين الثاني»، وأضاف «كشفت ورشات العمل التي رافقت المرحلة الأولى من مسابقة "اللقاء" عن إمكانيات الفنّانين المشاركين، ومنهم من قدّم أعمالاً متطورة بمراحل عن الأعمال التي شاركوا فيها بالمسابقة، وسنعمل في المرحلة القادمة على مواضيع مشتركة، وأعتقد أنّ المعرض الذي سنقيمه في شهر أيار سيكون في غاية الأهمية. نرجو ذلك».
وعن النسخة الثانية من مسابقة «اللقاء» ختم قائلاً: «سنعلن عنها بمجرد انتهاء معرض شهر أيار، وأرجو في الموسم الثاني أن يكون عدد المشاركين من المناطق السورية البعيدة عن دمشق وإطار كلية الفنون الجميلة أكبر، علنا نكشف عن إبداعات جديدة نؤمن بوجودها في هذا الوطن الغني بالجمال والإبداع».

مع هذا التقرير، يغادرنا السيد محمد الأزن للتفرغ في موقع شقيق.
أسرة تحرير «اكتشف سورية» تتمنى للزميل محمد التوفيق،
وتشكره للتعاون الإيجابي طيلة فترة عمله معنا.


محمد الأزن
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
محمد الأزن:

موقع «اكتشف سورية» سيكون من أهم المواقع الإلكترونية الثقافية السورية، وهو كذلك الآن.. أنا أؤمن بذلك. أشكر لكم حسن تقديركم.. أنتم أيضاً كنتم في غاية الإيجابية معي.. وأنا فخور جداً بالفترة التي عملت بها معكم..أعتز بصداقتكم.. وسأكون دائماً من روّاد هذا الموقع« اكتشف سورية» .. محمد الأزن

سورية