مساهمة تنثر بعضاً من ألوان زبد البحر وعبق الماضي وجمال الطبيعة

22/تموز/2008

صدر حديثاً للزميل الصحفي مالك حبيب كتاب«دليل سورية السياحي» من 800 صفحة، باللغتين العربية والإنكليزية، ويتضمن تغطيةً للمواقع السياحية والأثرية في جميع محافظات القطر.

ويتألف من بابين، الباب الأول من ثمانية فصولٍ يفتتح الفصل الأول منه بما جاءت به الصحافة العالمية من كتابات عن سورية وعن روعة وجمال مواقعها الأثرية والطبيعية، وأنها بلد التسامح الديني والأمن والأمان، وعن شعبها المضياف والكريم.

ويركز في الفصل الثاني على الموقع الجغرافي المميز لسورية والذي يتوسط القارات الثلاث، ويتمتع بمناخٍ معتدل متوسطي وتضاريس متنوعة روعة في الجمال، وفي الفصل الثالث يُبيّن المؤلف طرق الوصول إلى سورية من كافة الاتجاهات والمنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية. أما الفصل الرابع فيُعطي فكرة للسياح وللزوار عن الإجراءات المتبعة في الدخول إلى سورية والخروج منها وهواتف المؤسسات والدوائر المهمة بالنسبة للسائح، ويشرح الفصل الخامس أنماط السياحة المناخية في سورية والخدمات المتنوعة المقدمة للسياح في المواقع المختلفة بالإضافة لأماكن الاصطياف الجميلة التي يمكن أن يقصدها السياح.

ويعرج حبيب في الفصل السادس على الغِنى الذي تتمتع به سورية بالموارد البيئية والطبيعية والتي تزيد من عوامل الجذب السياحي. وفي الفصل السابع يرجع بنا الكاتب بالزمن إلى الوراء، يرتحل قليلاً بين صفحات وسطور التاريخ التي يفوح منها أريج الحضارات العظيمة، فأيُّ حجرٍ وأي ذرّة ترابٍ تحكي قصص الحضارات التي مرّت على هذه الأرض، وحكايا الدأب المستمر للإنسان المبدع الذي عاش في ماري، وإبلا، وأوغاريت، وعمريت، وأفاميا، وتدمر، وغيرها الكثير من المواقع من أرض سورية، هذه الأرض التي بدأت فيها قصّة الزراعة من عشرة آلاف سنة، وأهدت للبشرية إنجازاً كبيراً باكتشاف النحاس وابتداع خليطة البرونز، وابتكار الصلصال وغيرها الكثير، ولكن من أهم المنجزات التي قدمتها هذه المنطقة للبشرية جمعاء كانت الأبجدية الأولى التي انطلقت من أوغاريت لتجوب العالم والتي تعد بحق أول ثورة معلوماتية يعود لها الفضل فيما وصلت إليه الحضارات من تقدم وازدهار.

وينتهي الفصل الثامن بنزهةٍ قصيرة عبر الزمن في مواقع سورية المختلفة ليدخل من خلالها الكاتب إلى الباب الثاني والمؤلف من 14 فصلاً، ليعرفنا على المحافظات السورية، يفرد فيه فصلاً خاصاً لكل واحدة حيث يغوص في التفاصيل والمكونات المختلفة لكل محافظة، يعّرف بتاريخها العريق، ومعالمها الأثرية والسياحية، والمطاعم، والحدائق، والمنتزهات، والمسابح، وغيرها من الأماكن الموجودة فيها، بحيث يُقدّم فكرةً سريعة للسائح ويضع بين يديه دليلاً مهماً ليعرف إلى أين هو قادم، وقاعدةً أساسية يبني بموجبه خطوط خريطة زيارته وتجواله.

يقول مالك حبيب مؤلف الكتاب: «إن سورية مهد الحضارات، وفيها كانت الصياغة الأولى لكل الأشياء، وفيها جاءت التجليات مجسدة في حاضر ثر يلفح الأيام بالطيب، والعبق، والحضارة. ودليل سورية السياحي مساهمة تنثر بعضاً من ألوان زبد البحر، وعبق الماضي، وجمال الطبيعة، ورائحة الغار، ولحظات العشق، وأمسيات الصيف، ومرابع الاستجمام، والاصطياف، والسياحة، وننثرها بين أكفّ القادمين».

كما قالت الزميلة الصحفية هلال لالا التي قامت بترجمة الكتاب إلى الإنكليزية: «إن دليل سورية السياحي لبنة أساسية في مجال الترويج السياحي لسورية، وهو كتابٌ شامل لكافة المعلومات السياحية والخدمية في محافظات القطر جميعها، ويحمل القارئ في نزهة جميلة عبر ربوع سورية الحبيبة إلى ماضيها الجميل، ورغم ضخامة العمل إلا أن ترجمته كانت سهلةً وسلسة فيها الكثير من المتعة نظراً لجمالية أسلوبه وجاذبية موضوعاته».

وفي نهاية المطاف يمكن القول بأن هذا الدليل هو كتابٌ شامل يمكن الاعتماد عليه في الكثير من الأماكن التي نريد فيها أن نحكي عن بلدنا، حيث يبرز كنوز سورية العظيمة ومميزاتها الفريدة التي يجهلها ليس الغريب فقط لا بل الكثير من أبناء الوطن، ويشكل هذا الكتاب رداً على الأفكار المغلوطة التي علقت بأذهان الكثيرين في العالم نتيجة الدعاية الصهيونية، والسموم التي يبثها الكثير من وسائل الإعلام الغربية عن سورية.

فالكتاب مرشدٌ حقيقي للسائح، والأجنبي، والعربي، حيث يُقدّم المعلومة باللغتين العربية والإنكليزية ويمكنه من الوصول إلى مبتغاه والمكان الذي يريده دون عناء البحث، نظراً للشروحات التي يقدمها عن كل المواقع والعناوين وأرقام الهواتف الخاصة بكل الأماكن.