الأدب السوري يمثل الأنموذج الجيد للأدب العربي 28/حزيران/2008
جرت في المكتبة الوطنية التركية بأنقرة فعاليات أيام الأدب العربي المعاصر في سورية، التي ينظمها اتحاد الكتاب العرب واتحاد الكتاب الأتراك أورواسيا، بالتعاون مع الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون.
وتحدَّث في الجلسة الافتتاحية كل من تونجل اجار -مدير المكتبة الوطنية التركية-، والسيد يعقوب دلي عمر أوغلو -رئيس اتحاد الكتاب الأتراك أورواسيا-، والدكتور حسين جمعة -رئيس اتحاد الكتاب العرب رئيس الوفد-، والسيد محمد شندر -رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية السورية-، والدكتور خالد رعد -سفير سورية في أنقرة-، فأكدوا أهمية هذا الملتقى في تعزيز أواصر العلاقات الثقافية والأدبية بين البلدين، لتتماشى مع التطور الحاصل في العلاقات السياسية والاقتصادية، كما أكدوا الاستعداد من أجل إعطاء دفع لهذه العلاقات لكي تصل إلى المستوى المفروض أن تكون عليه.
وقدَّم عدد من الأدباء السوريين البارزين أعضاء الوفد خلال ثلاث جلسات دراسات حول القصة، والمسرح، والشعر، والنقد الأدبي في سورية، اطلعوا من خلالها نظراءهم الأتراك من أدباء، وقصصيين، وشعراء، على التجربة الأدبية في سورية.
وقدم الدكتور حسين جمعة في الملتقى دراسة تناولت المشهد الثقافي في سورية، كما ألقت الشاعرة فادية غيبور -نائبة رئيس الاتحاد- بعض القصائد الشعرية، وبحث الدكتور نزار بني المرجة أوضاع الشعر في سورية.
بدوره تحدث الدكتور خالد البرادعي عن المسرح السوري، بينما تحدث الأديب مراد كاسوحة عن النقد الأدبي، واطلع الأديب محمد الفهد الأدباء الأتراك على كيفية استقبال الشعر التركي في سورية، فيما قدم الأديب عوض سعود عوض عرضاً حول القصة في سورية. وتحدث الدكتور عبد الحليم عصفور عن الحياة الثقافية في مدينة حلب.
حَضر الملتقى عدد من أعضاء السفارة السورية بأنقرة، ومن الجانب التركي الدكتور يعقوب دلي أوغلو -رئيس اتحاد الكتاب الأتراك أورواسيا- والبروفسور محمد بكار أوغلو -رئيس جمعية مؤتمر الشرق- التي تضم بعضويتها مجموعة من المفكرين، والأدباء، والمثقفين الأتراك المساندين للقضية العربية، والسيد محمد العادل- رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم، والثقافة، والفنون- وعدد كبير من الأدباء والمهتمين الأتراك.
وافتتح معرض كتبٍ ضمَّ أهمَّ إصدارات اتحاد الكتاب العرب بـدمشق، من مجلاتٍ، وكتبٍ أدبية، ورواياتٍ، ودواوين شعرٍ، ودراساتٍ نقدية وأدبية، وغيرها.
وعلى هامش الملتقى قال تونجل أجار -رئيس المكتبة الوطنية التركية- في حديث خاص لمراسل سانا: «إن هذا الملتقى يهدف إلى تعارف الأدباء الأتراك مع إخوانهم وأشقائهم الأدباء السوريين، ضمن الجهود المبذولة لتقارب الأدبين التركي والعربي».
وأضاف «أن التقارب على الصعيدين السياسي والاقتصادي بين البلدين الجارين والصديقين، يحتم تقارباً مماثلاً على جميع المستويات، وهنا نتحدث عن التقارب الأدبي والثقافي الذي ينبع من إرث مشترك».
وأعرب رئيس المكتبة الوطنية التركية عن سروره وسرور زملائه الأدباء الأتراك، لاستضافة الأدباء والشعراء السوريين، مردفاً أن اتحادي الكتاب في البلدين يُخططان لتوسيع نطاق اللقاءات الأدبية والثقافية في المستقبل القريب.
بدوره عبَّر تانشو كارا -نائب رئيس اتحاد الكتاب الأتراك- عن سعادته لاستضافة الأدباء السوريين، وقال: «إن ملتقى أيام الأدب السورية يشكل فرصة تعارف ثقافية وأدبية ثمينة، سوف نستفيد منها في التهيئة لمناخ أدبي جديد في المستقبل، يمثل العلاقات الصحيحة بين البلدين».
وأثنى الأديب كارا على الأدب السوري ووصفه بأنه يمثل الأنموذج الجيد للأدب العربي. وأضاف أن سورية معروفة بأنها بلد الشعراء، والأدباء، والكتّاب، وهي بلدٌ عريق بالحضارة، مضيفاً أن اتحاد الكتاب الأتراك أورواسيا لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيبذل كل الجهود الممكنة من اجل تطوير العلاقات بين أدباء البلدين، لكي تنعكس العلاقات الأدبية والثقافية على أحسن وجه.
وأشار إلى أن وفداً كبيراً من اتحاد الكتاب الأتراك برئاسة رئيس الاتحاد يعقوب دلي أوغلو زار دمشق قبل فترة قصيرة، حيث أتيحت للوفد الفرصة للتعارف على الزملاء الأدباء السوريين.
وأعرب عددٌ من الأدباء والشعراء الأتراك عن رغبتهم في المشاركة في فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية، من خلال عقد ندوةٍ تتحدث عن الموروث الثقافي والأدبي العربي في تركيا.
وتأتي هذه الفعاليات لتسهم في دفع علاقات التعاون الثقافي والأدبي بين تركيا والبلدان العربية عموماً، وتركيا وسورية بشكل خاص، حيث تشهد العلاقات بين البلدين الصديقين تقدما بارزا على جميع الصُعد
.
كما تأتي هذه الفعاليات كانطلاقة لفعالياتٍ أخرى للجهات المنظمة، التي تعكف حالياً على إعداد الترتيبات لإقامة أسبوع رمضانيات شامية في تركيا، وندوة علمية بعنوان صورة الأتراك لدى المفكرين العرب.
|