جيروم لانتان: قاموس «المحكية في دمشق» لا يندرج تحت إطار البحث اللغوي بقدر ما هو بحث حضاري أيضاً

ألقى الباحث الفرنسي الدكتور جيروم لانتان محاضرة بعنوان: «متع ومصاعب تأليف قاموس العامية السورية» في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق، مساء الأربعاء المنصرم 17 آذار 2010.

وتحدث لانتان عن متع ومصاعب تأليف قاموس «المحكية في دمشق»، الذي يعمل عليه بالاشتراك مع زميلة السوري كلود سلامة منذ سنوات عديدة، والذي سيكون عند انتهائه مؤلف من 5000 صفحة. وقد رأى لانتان، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء سانا، أنّ القاموس ليس عبارة عن لائحة كلمات فقط، بل ينبغي أن يتضمن كلّ الجوانب اللغوية من معنى وقواعد واستثناءات وإلى ما هنالك، حيث اعتبر أنّ المقاربة اللغوية الحثيثة هي وحدها التي تسمح بتحديد المعطيات التي ينبغي إدراجها فيه. وقد أوضح لانتان أنّ إنجاز قاموس «المحكية في دمشق» يندرج تحت الإسهام في تحديد جزء من قواعد اللغة العربية الدارجة، وتحديد قواعد بنائها باعتبارها تراثاً ثقافياً يستخدم للتواصل بين الناس على اختلاف تصنيفاتهم الاجتماعية والمهنية والاقتصادية.

وفي سياق حديثه عن اللغة العامية وتأثيرها، قال لانتان: «إنّ للغة العامية تأثيرها على أولئك الفنانين والأدباء الذين أبدعوا تلك الأفكار، ولذلك فإن تحقيق قاموس "المحكية في دمشق" لا يندرج فقط تحت إطار البحث اللغوي، بقدر ما هو بحث حضاري أيضاً».
وقد بيّن لانتان أسلوب عمله مع زميلة السوري كلود سلامة، الذي اعتمد على اللجوء إلى سماع مئات الساعات من البرامج التلفزيونية، والمسلسلات، والأعمال السينمائية، ومدونات الإنترنت المكتوبة باللغة العامية، وذلك لزيادة قاعدة البيانات مع استبعاد المصطلحات التخصصية التي ستعقد العمل على تحقيق ذاك القاموس. كما وأوضح لانتان أنّه من الضروري توخي الحذر والدقة أثناء العمل على هذا المشروع الضخم، إضافةً إلى ضرورة إدراج كلّ الكلمات المأخوذة من لغات أجنبية، وهذا ما يوجب خبرة كبيرة باللغات الأخرى كالتركية والفرنسية والإيطالية وغيرها.

ومن الجدير ذكره أنّ جيروم لانتان أستاذ مجاز في اللغة العربية، حاصل على دكتوراه دولة، وأستاذ اللغة العربية العامية في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس. وهو حالياً ملحق بالمعهد الفرنسي للشرق الأدنى بدمشق. أمضى قبل ذلك عشر سنوات 1976-1984. تتطرق أعماله ومنشوراته لتاريخ اللغة العامية وعلم لهجاتها ولسانيّاتها الاجتماعية. مجالات تخصصه هي اللهجات العربية في الشرق الأوسط واللغة العربية المتوسطة.

اكتشف سورية

طباعة

مشاركة

المشاركة في التعليق