من أجل دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع غيرهم: حفل تكريم في صلخد

02/شباط/2010

لأن الطفولة زمن دافئ يمر به الناس على السواء، ولأجل أن تبقى البراءة والصفاء تلفُّ الأطفال في إبداعاتهم وتحركاتهم وتفاصيل حياتهم، سواء أكانوا معاقين أم أصحاء، فقد كرَّمت شعبة جمعية الوفاء للمعاقين في منطقة صلخد بالسويداء عدداً من الأطفال الأصحاء والمعاقين في حفل فني خيري جمع جمهوراً كبيراً من الأهالي والأطفال والمهتمين بهذه النشاطات الخيرة، في صالة المركز الثقافي العربي بمنطقة صلخد والمناطق التابعة لها، وذلك يوم الإثنين 25 كانون الثاني 2010.

هذا الحفل الذي أقيم بهدف تكريم الأطفال المعاقين والأصحاء ليس حديث الولادة، حيث تحدثنا ميسون صبح -رئيسة اللجنة الإدارية بالجمعية- في حديث لـ«اكتشف سورية» وتقول: «هذا هو الحفل الخيري الرابع الذي تقيمه الجمعية في منطقة صلخد منذ عام 2006».


ميسون صبح
رئيسة اللجنة الإدارية بجمعية الوفاء الخيرية

وتتابع صبح عن أهداف الحفل وماذا قُدم فيه فتشرح لنا: «لقد تضمن الحفل توزيع الهدايا من الألعاب وغيرها مما يضعه الطفل في اهتماماته، هذا بالإضافة إلى مبالغ مالية وصلت إلى 40 ألف ليرة سورية. كان الهدف من ذلك خلق الأجواء والأحداث التي يندمج بها الأطفال المعاقون مع الأصحاء في المجتمع الذين يعيشون فيه على حد سواء، وتقوية الثقة بالنفس للأطفال المعاقين الذين يمتلكون الحقوق نفسها، بالإضافة إلى العمل على كسر حاجز الخوف عند المعاقين من الحياة الاجتماعية. هذا الخوف الذي تنشأ عنه العادات السلبية عند بعض الأسر التي تعتبر الإعاقة حالةً مرضية يجب إخفاؤها، مما يؤثر سلباً على الطفل المعاق ويجعله بعيداً عن المشاركة الإيجابية في المجتمع. وكل هذا عبر التكريم الذي يخلق الهاجس للمتابعة والإخلاص في العمل، ويعطي الطفل إحساساً بالوجود من خلال اهتمام الآخرين به». وعن انطباعها بالحفل، تقول ميسون: «لقد لوحظ اليوم من خلال الحفل فرحُ الأطفال المعاقين بعد تواجدهم مع أقرانهم، كما انتبه جمهور الحفل إلى نشوء صداقات بين الأطفال المعاقين والأطفال الأصحاء، فكانوا يغنون ويرقصون سوياً، وهذا ما يدفعنا إلى القول أننا حققنا هدفاً سامياً في إيصال الفرح إلى قلوب الأطفال، ونحن نوجه الشكر لكل الذين ساهموا في إنجاح هذا العمل، وخصوصاً أهالي مدينة صلخد وقراها والجمعية الأم بالسويداء لما قدموه من دعم مادي ومعنوي لإنجاح هذا الحفل».

من أجواء الحفل

أما صالحة الحجلي -رئيسة دائرة تعليم الكبار- التي حضرت الحفل فتقول: «اعتدنا على رؤية العمل الجاد والمميز والإخلاص في العمل الذي يأخذ طابع الخير والإنسانية من خلال ما تقدمه جمعية الوفاء. وتأكيداً لهذا الكلام، فإننا نراه اليوم في إقامة هذا الحفل الذي كرَّم الأطفال أصحاء ومعاقين بمضمونهم البريء والجميل، وهذا أيضاً يؤكد على أن المجتمع كلٌّ متكامل ولكلِّ شخص دوره الفاعل ومهمته في هذه الحياة، إذا أدركنا كيف تدار دفة الحياة. وفي النهاية، الشكر لكل من ساعد في تنظيم وإقامة هذا الحفل الذي رسم البسمة على شفاه الأطفال».

من أجواء الحفل
ويبدو السيد فهد الحلح إلى اليسار

كما تحدث السيد فهد الحلح -عضو مجلس الإدارة في شعبة جمعية الوفاء- قائلاً: «ضحكة الأطفال تحقق المحال. هذا ما عملَت عليه الجمعية من خلال إقامة الحفل الذي يدلّ على أهمية التكريم الذي يعطي المد المعنوي قبل المادي للأطفال، ويزرع نقطة مضيئة وابتسامة في حياتهم. ولقد سررنا كثيراً بهذا التفاعل من قبل الأطفال مع بعضهم، وخاصة أثناء الفقرات الفنية التي ضمَّت الغناء والعزف على الآلات الموسيقية مثل العود والشعر الشعبي، وفقرة الحزورة التي رافقت حلولها عشرات الهدايا للأطفال الفائزين. وكان الحضور ملفتاً للانتباه حيث غصَّت الصالة بجمهور كبير من الأهالي والأطفال الذين جاؤوا بدافع المحبة والدعم لأعمال الجمعية».

أما روان العربيد -الطالبة في قسم اللغة العربية- فقد شاركتنا مشاعرها وتقول: «إن مساعدة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي أقامته الجمعية أحيى في داخلنا دافعاً وهاجساً للمشاركة كعمل تطوعي في هذه الفعاليات. فهذه المشاركة تقدم لنا الإحساس بالوجود الحقيقي والتفاعل الإنساني الإيجابي في المجتمع من خلال تقديم شيء مفيد للطفل، وبالتالي للمجتمع ككل».


أكثم الحسين - السويداء
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك