مئة حكاية بحكاية يرسمها أطفال مركز أدهم إسماعيل

14/تشرين الثاني/2009

افتتح في التكية السليمانية بدمشق معرض أطفال مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية، والذي يضم مشروعاً لتخيل حكاية متوالدة تتآلف فيها مجموعة من الشخوص والأماكن أنجزها 450 طفل ويافع تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 16 سنة خلال ورشات عمل صيف 2008-2009 في المركز.

وحسب القائمين عليه يهدف المشروع إلى دفع الأطفال واليافعين إلى بلورة أفكارهم في تصميم شخصيات وخلق قصص حولها ثم وضعها في سياق أعمال فنية مشتركة مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويحفز خيالهم وأفكارهم ويدفعهم للاهتمام بقراءة القصص. كما يهدف المشروع إلى جذب انتباه القائمين من فنانين وكتاب ومهتمين بكتب الأطفال واليافعين إلى اهتمامات هذه الفئة العمرية وآلية تفكيرها.

من جهته تحدث الأستاذ هشام التقي مدير الثقافة في دمشق لـ «اكتشف سورية» عن المشروع وأهمية المعرض المقام قائلاً: «من خلال الجهود المبذولة من القائمين على مركز أدهم إسماعيل التابع لمديرية الثقافة في دمشق يقام هذا المعرض اليوم، وهو خلاصة عمل ورشات أقيمت في الصيفين الفائتين، كانت الفكرة الأولى منها هي سبر أغوار الأطفال وطريقة تعبيرهم عن الشخصيات التي يرونها أو يقرؤون عنها أو يتخيلونها وهكذا نشأت الفكرة من تصور بسيط، لكن بعد انتهاء ورشات العمل واطلاع القائمين والمشرفين على نتاج العمل الفني الذي قدمه الأطفال قررنا إقامة هذا المعرض الذي نراه اليوم ونحن في صدد طبع وتصوير هذه الرسومات وإنتاجها في كتاب يضم هذه القصص والرسوم وطرحها كمجموعات خاصة بالأطفال ومنجزة من قبل الأطفال».

بدورها الأستاذة ريم الخطيب رئيسة مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية ومن المشرفين على ورشات العمل تحدثت لـ «اكتشف سورية» عن المعرض: «هذا المعرض هو نتيجة لدورات اتبعها حوالي 450 طفل في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية، وهم مقسمون إلى فئتين من 6 حتى 12 سنة ومن13 على 16 سنة، في البداية تعلم الأطفال مبادئ الرسم وأساسياته وأولويات في الثقافة الفنية ثم وجهنا الأطفال نحو التركيز على قصص يقرؤونها ويرسمون من أحداثها شخوصاً وأماكن يمكن أن يتخيلونها وذلك بعد أن وجدنا أن أغلب الكتب الموجودة في المكتبات لا تتناسب مع خيال الطفل ومدركاته من حيث تصميماتها وطروحاتها الفنية، وبعد فترة قصيرة من العمل بدأنا نلمس النتائج المذهلة من حيث قدرة الأطفال في التخيل بجموح، وهذا كنا نلمسه عند الأطفال الأصغر عمراً فقد كان لديهم خيال أكبر وقدرة أعلى على الابتكار ومن هنا جاء القرار بأهمية إقامة معرض لرسومات هؤلاء الأطفال وعرض نتاجهم أمام الناس للفت الأنظار إليهم من قبل المهتمين والمختصين، ونحن نحاول أن نطبع هذه الرسومات في كتاب خلال المستقبل القريب».


من أجواء المعرض

الطفل نبيل دباس (10 سنوات) تحدث عن الدورات في مركز ادهم إسماعيل قائلاً: «تعلمت في المركز كيف أتعامل مع الألوان وقرأت كثيراً من القصص التي رسمتها فيما بعد كما تعلمت مبادئ في الرسم فأنا أستطيع اليوم مثلاً أن أرسم أشكالاً بخط واحد دون أن أرفع القلم عن الورقة».

أما الطفلة داليا جابر فتقول: «هذه ليست المشاركة الأولى لي مع مركز أدهم إسماعيل فقد شاركت بالجدارية التي رسمها طلاب المركز في معرض دمشق الدولي القديم وكان موضوعها يتحدث عن التطور والحضارة في الحياة واليوم رسمت قصة ليلى والذئب بالطريقة التي تخيلتها، بعد أن قرأت القصة وتعلمت استخدام الألوان المناسبة وخاصة الألوان المائية والألوان المصنوعة من الشمع».

والد داليا الدكتور عدنان جابر يتحدث عن موهبة ابنته وما شاهده من رسومات الأطفال قائلاً: «لمست لدى داليا ميلاً شديداتً نحو الرسم فهي منذ الصغر ترسم وتلون فعندما كانت في عمر أصغر أتذكر أنه كلما أتانا ضيوف كانت ترسمهم وتهديهم الرسومات عندما ينهون زيارتهم، هذه الأحداث الطريفة ربما كانت دافعي الأول لدفع داليا نحو مركز مختص مثل مركز أدهم إسماعيل وبالفعل كانت من الطلاب المميزين في المركز فكانت أصغر مشاركة في الجدارية التي رسمها الأطفال على حائط معرض دمشق الدولي القديم وفازت في الجائزة الأولى في يوم القدس العالمي عن لوحة قدمتها للملحقية الثقافية الإيرانية بدمشق».

مشروع «مئة حكاية بحكاية» مجهود جماعي بين الأطفال ومجموعة من الأساتذة هم: رجاء حتمل وزيا سمور وهناء الخالدي وحسن حسن ويوسف البوشي وآني مسروبيان وريم الخطيب وسوزانا حميدي وريم الخالدي ورزان عز الدين ولينا الغزولي وضحى الخطيب ودارين عيسى وعبد الله العمري.


عمر الأسعد
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك