مهرجان قيثارة الروح في دار الاوبرا
ينعش الروح بعروضه

14/تشرين الثاني/2009

سورية، القضية الفلسطينية، القضايا الانسانية، البيئة، كانت محاور برنامج الإفتتاحية العاشرة لقيثارة الروح (مهرجان الترنيمة والأغنية الانسانية) الذي أقامته دار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع إدارة مهرجان قيثارة الروح مساء الأربعاء 11 تشرين الثاني 2009 على مسرح الأوبرا.

تأسس هذا المهرجان منذ عشرين عاماً، وتحديداً عام 1990 بمناسبة الألفية الثالثة لميلاد السيد المسيح، ومن ثم أصبح دورياً كل عامين.

ويأتي مهرجان قيثارة الروح كمهرجان سوري فريد من نوعه، يهتم بالترنيمة والأغنية الإنسانية ويهدف إلى تشجيع المواهب والطاقات السورية لإنتاج أعمال فنية غنائية وموسيقية جديدة تساهم في إغناء الحياة الروحية في الكنيسة ورفد المحتوى الفني والثقافي السوري بما هو جيد وجديد.

بدأت الإحتفالية العاشرة لمهرجان قيثارة الروح بفيلم وثائقي من إخراج شادي إميل سروة عنوانه «عندما بدأ الحلم»، استعرض فيه أهم ما قدم في مهرجانات قيثارة الروح السابقة.

ومن ثم قدم كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقى بقيادة فيكتور بابينكو لوحة بعنوان «زهرة المدائن» وكانت عبارة عن بانوراما من الترانيم الطقسية المسيحية ممتزجة مع مدائح نبوية إسلامية وأغنية من ألحان الأخوين رحباني، وهي من إعداد وتوزيع إدوارد طوركيان، واللوحة تجسد الحالة الأخوية التي تعيشها كل الأديان والطوائف في سورية تحت راية واحدة هي راية الوطن، قبل كل شيء وقبل أي اعتبار.

وقد اهتم هذا المهرجان منذ تأسيسه بذوي الاحتياجات الخاصة ولذلك خصص فقرة لصوت جميل ولحن أجمل لأغنية كان قد تم تقديمها في الدورة الخامسة (2006) وأعيد تقديمها في فعالية هذا العام وهي أغنية «عالم فوق وعالم تحت» من كلمات أيهم مريشة وألحان وأداء غابي صهيون وقد حملت نفحة إنسانية وهي تتحدث عن المساوة والعدالة بين البشر وترفض الحروب التي يذهب الملايين من أبناء الجنس البشري ضحية لها، وكان المغني من ذوي الاحتياجات الخاصة.

والفقرة التالية كانت من نصيب الفائزة بالمرتبة الأولى على البيانو لمسابقة خصصت للمواهب الصغيرة في المهرجان الماضي وهي العازفة أنجلينا بطرس.

من ثم قدمت فرقة آرام لفنون الرقص لوحة بعنوان «سورية أرض الحضارة»، وفرقة آرام تأسست عام 2000 على يد خبرات أكاديمية مختصة في مجال الرقص والموسيقى، وتضم العديد من الراقصين الأكاديميين، وشاركت في العديد من المهرجانات داخل وخارج سورية، وهي تهتم بالنشاطات الثقافية والإنسانية من خلال مشاركتها في مهرجان قيثارة الروح.

كما قدمت الفنانة ميادة بسيليس يرافقها على البيانو المؤلف الموسيقي سمير كويفاتي أغنيتين، الأولى دينية بعنوان «يا ساكن العالي»، والثانية عاطفية بعنوان «خليني معك».

الفنانة ميادة بسيليس:
أصدرت الفنانة ميادة بسيليس عدة مجموعات غنائية منها: «يا قاتلي بالهجر» (1986)، «شجرة العيد» و«بقلبي في حكي» (1993)، «حنين ومريميات» (1997)، «عادي» (2003)، «حنين» و«أغنيات خاصة» (2005)، إضافة إلى مجموعتها الوطنية «أجراس بيت لحم» وهي أغانٍ موجهة للشهداء.
صورت معظم أغنياتها وأذيعت في معظم الفضائيات العربية، وأحيت عدة حفلات في بلدان عربية وغربية، كحفلاتها في دار الأوبرا مدريد بإسبانيا، حفل قصر الأونيسكو في بيروت، حفلات الجالية السورية في لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأميركية، حفلاتها في مهرجان المدينة في تونس، ودول أخرى عديدة كالمغرب وعمان والبحرين والأردن. كما نالت جوائز عديدة منها الجائزة الذهبية عن أغنيتها «كذبك حلو» في مهرجان القاهرة عام 1998، الدرع التذكارية عن أغنيتها «جنينة» في مهرجان عيد الأم في عمان بالأردن عام 1999، الأورنينا الذهبية عن أغنية «هوى تاني» في مهرجان الأغنية السورية السادس عام 2000، الجائزة الذهبية لأفضل أغنية مصورة في مهرجان البحرين عن أغنيتها «هوى تاني» عام 2001، درع تذكاري في مهرجان الأغنية العمانية السادس عام 2003، الجائزة الأولى عن أغنية «يا رجائي» في مهرجان الأغنية العربية في الدار البيضاء بالمغرب عام 2004، وفي عام 2008 نالت شرف التكريم من السيدة أسماء الاسد بمناسبة عيد الأم.

وقد قدمت جوقة قيثارة الروح العديد من أغنياتها السابقة، مثل: «إلهي»، «القلب الجديد»، «وحدي سهران»، «جينا نهتف بالعالي».

جوقة قيثارة الروح:
هي جوقة مشتركة من مختلف جوقات كنائس دمشق تحمل اسم قيثارة الروح وهو اسم المهرجان الذي شهد تأسيسها وتحتفل اليوم بعيدها العاشر.

ولهذه الجوقة مشاركات عديدة باسم كنائس دمشق نذكر منها: المشاركة في جميع دورات مهرجان قيثارة الروح 1998-2006، إحياء لقاء الشبيبة مع قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في دمشق عام 2000، حفل تدشين النصب التذكاري للقديس بولس على أسوار دمشق، أمسيات ترانيم في دمشق وحمص وحلب (2002-2003)، من دمشق إلى العالم بولس رسول الأمم احتفالية خاصة لختام سنة القديس بولس (2009).

مثلت الجوقة كنائس دمشق في العديد من الأمسيات الغنائية الخاصة بالأحداث الوطنية والقومية الحديثة أهمها: الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، إذ أقامت العديد من الأمسيات الغنائية الوطنية في المحافظات السورية بعنوان «عيوننا إليك» (2000-2003)، كما أحيت الجوقة أمسية غنائية وطنية بعنوان «منحميها سوى» دعماً للمواقف الثابتة للسيد الرئيس بشار الاسد في وجه الضغوطات العالمية والهجمة الشرسة على سورية عام 2005، شاركت في الاحتفالية العربية التي أقامها التلفزيون العربي السوري بعنوان «سلامي أعطيكم» (2005)، كما أن للجوقة العديد من الأغاني والترانيم الخاصة بها نذكر منها: «سورية أرض الحب سورية أرض البشارة»، «أرضي رمز الإخاء»، «مزمور إلى الله»، «يا ربي»، «بعتمات الليل»، «جينا نهتف بالعالي».


جوقة قيثارة الروح

يقوم بقيادة هذه الجوقة مؤسسها السيد شادي إميل سروة ويساعده السيد مهند الحايك.

وقد اختتم الحفل بأغنية «سوريا الله حاميها» كلمات وألحان شادي سروة وتوزيع فادي مارديني ومن ثم لوحة الختام.

وقد صفق الجمهور طويلاً لكورال المعهد العالي للموسيقى والسيدة ميادة بسيليس وجوقة قيثارة الروح وفرقة آرام وكل من شارك في تلك الامسية الرائعة.

بعض ما قيل سابقاً عن مهرجان قيثارة الروح:
د. إسكندر لوقا: «أعود إلى الأمنية التي أشرت إليها في البداية، وهي أمنية تحقيق مثل هذه التظاهرة الوطنية (مهرجان قيثارة الروح) انتقالاً بإفراد الجوقات أو الجوقة الموحدة إلى باقي محافظات القطر، وفي حال الاستحالة، احتضان ما يماثلها شكلاً ومضموناً من قبل ممثلي الطوائف في المحافظات إثباتاً لمتانة عرى المواطنة، بغض النظر عن الانتماء إلى هذه الفئة أو تلك، على هذا المعتقد أو ذاك، على قاعدة كلنا للوطن».

د. بثينة شعبان: «وتجلت روعة الإيمان في هذا المهرجان بأن الجميع ينشد لله عز وجل، لا فرق بين مسلم ومسيحي فالجميع فخورون بانتمائهم لسورية التاريخ».

المطران جورج أبو زخم: «فلنتعلم من طاقات الشبيبة كيف يتمجد الإله بالصوت والكلمة».

المطران إيسيدور بطيخة: «أشكر لكم جهودكم المتشابكة، الظاهرة منها والخفية، التي بها أفسحتم المجال لإخوتكم ليظهروا مواهبهم التي من الروح، في حياتنا الداخلية، وفي الجماعة المسيحية التي إليها ننتمي وفي الوطن الحبيب الذي انبعثت منه البشارة الحسنة للعالم وقد قدسته أقدام الرسل الأطهار والمبشرين».

وفي نهاية الحفل التقى «اكتنشف سورية» بمدير المهرجان الموسيقي شادي إميل سروة الذي تحدث قائلاً: «نجتمع اليوم لنحتفل بمرور عشر سنوات على حلم ولد، فكانت الفكرة والفكرة نمت وصارت حدثاً والحدث كبر وأصبح مشروعاً متكامل البنيان روحه كلمات وجسده ألحان إيمانه بالله الواحد ومحوره الإنسان».

وتابع حديثه: «عشر سنوات ليست مجرد أرقام وعدد سنوات، إنما هي دلالات على وجود الله الفاعل والمؤثر والمحوري في حياة المهرجان فلولا رعايته وتوفيقه سبحانه وتعالى لما وصل قيثارة الروح لما وصل إليه اليوم، إنها دلالات على عظمة هذا الوطن الذي يضم بين أبنائه هذا الكم من المواهب والطاقات، عشرة سنوات دليل على إيماننا الكبير كإدارة متطوعة للمهرجان بهذا الحدث وأهمية وجوده واستمراره».

وقال أيضاً: «في عالم يسير باتجاه المادية والاستهلاك، وتكثر فيه الضوضاء وازدحامات الحياة وتتسارع فيه خطى الإنسان لتتحول الى هرولة حياتية، في عالم نحن بحاجة فيه لأن نقف بتواضع أمام الله العلي القدير وأمام ذاتنا الإنسانية وروحنا السامية يأتي قيثارة الروح نقطة تماس تصل الأرض المغمورة بالحب بالسماء المقدسة».

واختتم بقوله: «نشكر الله على المواهب التي أنعم علينا بها في هذا البلد الحبيب ونستغل هذه المناسبة لنوجه من القلب كلمة شكر وامتنان لجميع الهيئات والأفراد الذين كان لهم الفضل في ولادة هذا المهرجان ذي العشر سنوات واستمرار نموه وتطوره ونؤكد لهم أن أسماءهم محفورة في قلوبنا وفي ذاكرة مهرجانهم قيثارة الروح».


إدريس مراد
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك