الصفحة الرئيسية | شروط الاستخدام | من نحن | اتصل بنا
|
لا تعني الموسيقى في جوهرها مجرد المهارة في تأليف أو ابتكار القطع الموسيقية ذات الأداء الجميل فحسب، بل تعني أيضاً إبداع آيات الجمال، فنجدها تعبر عن معانٍ ذاتية خاصة بمبدعها، كما تعبر عن مشاعر إنسانية تجاه مظاهر الطبيعة وأحداث الحياة الاجتماعية والسياسية والقومية وغير ذلك.
وسواء كانت الأعمال الموسيقية ذات تأثير مباشر أم لا، فإن الفنان (الموسيقي) الصادق يطوي على نوع من المعارف العلمية والفلسفية في تبصير الإنسان بمكانته في العالم، وما أصدق القدماء حين قالوا: «إن الفن خالد ومراحل الزمن عابرة إلى الزوال»، وهم يقصدون بذلك أن الفن يبقى بعد الإنسان معبراً عنه بأروع مما تعبّر عنه منجزاته المادية والاقتصادية والاجتماعية والفلسفية، وهو ما جعل له قيمته المعنوية الخاصة وخلع على مبتكراته الجميلة أهمية استثنائية، فـ «موسيقى» نهج لإبداع الجمال والتناسق والنظام أشبه بلغة خاصة مختلفة عن اللغات التي يتحدث بها الناس، لغة قادرة على التعبير عن الإحساسات والمشاعر والعواطف، وعن تجارب الموسيقى الذاتية والاجتماعية والقومية ونقلها إلى الآخرين.
هكذا هي الموسيقى كما الأحجار الكريمة، وما أجمل أن ترى الدرر بسهولة أمامك على قارعة الطريق، هذا ما يفعله الموسيقيون السوريون في مشروع «موسيقى على الطريق» (ميساك باغبودريان، أثيل حمدان، حسام بريمو، أندريه معلولي، وآخرون)، والعشرات من الموسيقيين الذين يحملون تعب السنين ويضعونه بين أيدي الناس، وفي متناول أسماعهم، «فقط اسمعوا، تعالوا لتسمعوا».
إدريس مراد
اكتشف سورية
المشاركة في التعليق