«موسيقى على الطريق» في أسبوعه السادس
مشروع رائد في تطور مستمر ونجاح متنام

03/آب/2009

لا تعني الموسيقى في جوهرها مجرد المهارة في تأليف أو ابتكار القطع الموسيقية ذات الأداء الجميل فحسب، بل تعني أيضاً إبداع آيات الجمال، فنجدها تعبر عن معانٍ ذاتية خاصة بمبدعها، كما تعبر عن مشاعر إنسانية تجاه مظاهر الطبيعة وأحداث الحياة الاجتماعية والسياسية والقومية وغير ذلك.

وسواء كانت الأعمال الموسيقية ذات تأثير مباشر أم لا، فإن الفنان (الموسيقي) الصادق يطوي على نوع من المعارف العلمية والفلسفية في تبصير الإنسان بمكانته في العالم، وما أصدق القدماء حين قالوا: «إن الفن خالد ومراحل الزمن عابرة إلى الزوال»، وهم يقصدون بذلك أن الفن يبقى بعد الإنسان معبراً عنه بأروع مما تعبّر عنه منجزاته المادية والاقتصادية والاجتماعية والفلسفية، وهو ما جعل له قيمته المعنوية الخاصة وخلع على مبتكراته الجميلة أهمية استثنائية، فـ «موسيقى» نهج لإبداع الجمال والتناسق والنظام أشبه بلغة خاصة مختلفة عن اللغات التي يتحدث بها الناس، لغة قادرة على التعبير عن الإحساسات والمشاعر والعواطف، وعن تجارب الموسيقى الذاتية والاجتماعية والقومية ونقلها إلى الآخرين.

هكذا هي الموسيقى كما الأحجار الكريمة، وما أجمل أن ترى الدرر بسهولة أمامك على قارعة الطريق، هذا ما يفعله الموسيقيون السوريون في مشروع «موسيقى على الطريق» (ميساك باغبودريان، أثيل حمدان، حسام بريمو، أندريه معلولي، وآخرون)، والعشرات من الموسيقيين الذين يحملون تعب السنين ويضعونه بين أيدي الناس، وفي متناول أسماعهم، «فقط اسمعوا، تعالوا لتسمعوا».


«موسيقى على الطريق» وحضور يتنامى كل أسبوع

وهكذا شهد هذا المشروع أسبوعه السادس، يوم الجمعة الماضي 31-7-2009، بنجاح أكبر من الأسابيع الذي سبقته، في تطور مستمر يجعل اليوم دائماً أفضل من الأمس.

في الأسبوع السادس قدمت «أوركسترا أطفال الشمس» برنامجها السابق ولكنها أضافت إليها طاقماً جميلاً من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فكانت لفتة جميلة من إدارتها.

وفي حديقة تشرين أحاط مئات من المشاهدين بـ «جوقة ألوان» بقيادة حسام بريمو، وتعتبر هذه الجوقة واحدة من مجموعة «لونا» التي تتألف من عدة كورالات بأعمار مختلفة، أسسها الموسيقي حسام بريمو. وقد قدمت «ألوان» مجموعة من الأغاني الجميلة جذبت الجمهور.

وفي حديقة الجاحظ كانت مجموعة من الموسيقيين الذين أسسوا فرقة باسم «ارتجال» والتي تتكون من عدة آلات نفخية وإيقاعية بالإضافة إلى الأورغ والعود، وتبدو موسيقاها خليطاً من الجاز الغربي والشرقي.

وقد تحدث الموسيقي هانيبال سعد قائد المجموعة لـ «اكتشف سورية» قائلاً: «كانت مساهمة اليوم آخر مساهمة لنا ضمن فعاليات موسيقى على الطريق هذا العام، وقد قدمنا برنامجاً مختلفاً في كل أسبوع اشتركنا فيه، ورغم أننا فرقة جاز بالأساس، ولكننا نحاول أن نقدم أشياء جديدة في كل برنامج. في الحفلة السابقة قدمنا قطعة جديدة من تأليف كنان أبو عفش، واليوم قدمنا قطعة سريانية شرقية ووزعنا قطعة جاز (موسيقى إلكترونية مع آلات شرقية). من وجهة نظري، فإن هذا المشروع رائع جداً وأتمنى له أن يستمر ويمتد إلى المحافظات».


إدريس مراد
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك