النظرية الداروينية في الموسيقى حسب د. صادق فرعون

18/حزيران/2009

أقامت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في دار الأسد للثقافة والفنون بتاريخ 3-6-2009، وبالتعاون مع جمعية صدى للثقافة الموسيقية وشركة توتال احتفاليتها السنوية الثالثة (GALA)، ويتميز هذا النوع من الحفلات عالمياً بخروج برامجه عن نطاق المألوف فتقدم الأوركسترات أعمالاً ذات طبيعة بعيدة عما تقدمه عادة وأكثر قرباً من الجمهور، وهذا التقليد السنوي متّبع من قبل أهم الفرق الموسيقية العالمية.

وكما هو الحال بعد كلّ حفل تحييه الفرقة تناولت عدة صحف هذا الموضوع في الأيام التالية، وأيضاً كما العادة كان لنا نصيب من توقيع د. صادق فرعون.

د. فرعون ولسنوات طويلة تابع ما قدمته الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بصفته مستمعاً محباً للموسيقى الكلاسيكية وكانت مقالاته دائماً مكرسة للحديث عن ترتيب المقطوعات، وحرارة أو برودة تصفيق الجمهور (بعد كل مقطوعة)، وما إلى ذلك من وصف لأجواء الحفل. غير أنّ مقالته الأخيرة والتي نشرتها صحيفة تشرين في 9 -6-2009 كانت عبارة عن قفزة نوعية إذ شهدت إطلاق نظريات ومصطلحات أغنى بها الدكتور فرعون ثقافتنا الموسيقية، الأمر الذي حتّم علينا الرد.

بدايةً هاجم د. فرعون المؤلف الموسيقي فرانك بروتو مسمياً إياه (موسيقي أمريكي أو متأمرك) وإلى الآن لا ندري ما الذي يقصده بكلمة (متأمرك). على كلّ حال، فرانك بروتو ولد في حي بروكلين في نيويورك والتي تقع في الولايات المتحدة الأمريكية. وبما أنّنا أهل الاختصاص فمن واجبنا أن نوضح للسيد صادق فرعون أن الفرق الموسيقية لا تختار برامجها بحسب الجنسية وإنما بحسب القيمة الموسيقية وأيضاً بحسب المناسبة.

تلا ذلك إطلاق د. فرعون نظريته الداروينية في الموسيقى وهذه النظرية تقول أن موسيقى الجاز هي موسيقى القرود وهي تعبر عن أصواتها وإيقاعاتها المهتزة، فأسماها «الموسيقى القردية»، إلا أنّ معظم كتب ومراجع تاريخ الموسيقى تؤكد أن أصول هذه الموسيقى تعود إلى قارة إفريقيا وقد جلبها المهاجرون الإفريقيون معهم إلى القارة الجديدة! فماذا يقصد بالضبط الدكتور فرعون؟

انهال د.فرعون على الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وعلى البرنامج المقدم في تلك الأمسية قدحاً لا نقداً، ولكن الغريب في الأمر أنّ د. فرعون هو نائب رئيس مجلس الإدارة في جمعية صدى للثقافة الموسيقية، المنصب الذي أتاح له فرصة الاطلاع على مقترح البرنامج الذي تمّ رفعه من قبلنا إلى مجلس إدارة الجمعية، وقد طلبنا مقترحات أعضاء المجلس وتعليقاتهم على البرنامج وتمت الموافقة عليه. ثمّ قام د. فرعون مشكوراً بترجمة جميع النصوص الموجودة في كتيب الحفل من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية، ألم يستطع أن يعبر عن رأيه حينها؟

ازدواجية الرأي هذه أذهلتنا، خصوصاً حين تكون سلوك شخصية تشكل جزءاً مهماً ومؤثراً في مجلس إدارة جمعية كهذه.

نذكر أنّ اختصاص د. فرعون هو في الطب النسائي وكمحب للموسيقى له الحق في أن يُعبّر عن رأيه الشخصي بالحفل الذي يمكن أن يعجبه أو لا يعجبه، أما تقييم الحفل والبرنامج فهو أمر عليه أن يتركه للمتعمقين والمختصين.


ميساك باغبودريان
اكتشف سورية

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك