فرقة حرارة عالية رقة في الغناء وصخب في الموسيقا
الإبداع وتجسيد رؤى فنية لها حضورها ومشروعيتها

07/نيسان/2008

في حفل غنائي بدا هجيناً حمَل عنوان «طفلة في الحب» تداخلت فيه رياح الغرب مع نسيمات الشرق وتصدت له فرقة «حرارة عالية» للفنان معن خليفة، أُسدل مساء الإثنين على خشبة الحمراء بدمشق الستارُ على احتفالية يوم المسرح العالمي بين السابع والعشرين والثلاثين من آذار 2008 التي أقامتها مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة باحتفاء حمل طابع التميز والتنوع عامة إذ أدخل إليه تبعاً للبرنامج الشعرُ مع نزيه أبو عفش والموسيقا والغناء مع لينا شماميان وفرقتها و«حرارة عالية» لمعن خليفة.
الحفل الغنائي الذي حمل عنوان «طفلة في الحب» افتقد ما يمكن تسميته الهوية فلم يكن شرقياً أو غربياً وضاعت البَيْنَ-بَين تأرجحاً وميلاناً فلا العين ارتاحت في أبعادها الجمالية صورةً كلية ولا الأذن استمتعت بخاصية الإصغاء سماعاً متكاملاً فبدت العين والأذن في حالة من الصراع تارة والانسجام تارة أخرى، فلا تدري كل منهما إلى أي جانب تميل، وجاءت الموسيقا بآلاتها الغربية عموماً صاخبة عالية طاغية في أكثر فقرات الحفل على الأداء الغنائي لكل من ليندا بيطار ورغد العنزي.
غير مسألة ظهور الموسيقا على هذا النحو بدت في أحيان عدة أيضاً غير متجانسة مع الغناء الذي جاء شاعرياً رقيقاً رومانسياً حالماً لا تنقصه العذوبة، وهو يدغدغ المشاعر ويحتفي بالعواطف بوجهها النبيل بينما أدت الموسيقا لا سيما في النصف الأول من الحفل وفي أكثر من موقع دوراً مغايراً مبعثراً للعذوبة وأميل إلى أجواء الرقص الإيقاعي الصاخب واللاهث المتصاعد أكثر منه تناغماً مشاعرياً ولحنياً مع معاني الأغاني التي كتبها خليفة، وهي تحتفي بالمطر والشبابيك والأبواب والصور العتيقة واللقاء والوداع والعيون والأيدي المرتجفة حباً وانكساراً والتي حملت في مضامينها موضوعات لصيقة بحالات إنسانية شاعرية متكاملة ومترابطة عضوياً ومشاعرياً في كلماتها وحواملها البسيطة والعميقة في آن واحد وإن بدرجات، وهذه تسجل لمعن خليفة، وربما لو اشتغل على التوزيع الموسيقي من حيث الآلات عدداً ونوعاً ونزوعاً لحنياً مغايراً، وأكثر انسجاماً من الناحية الكلية لحصَد إعجاباً كبيراً وإن كان يستحق التحية على نزوعه نحو التجديد وربما التجريب كرِهان يحاول كسبه على الساحة الفنية الغنائية متكئاً على جرعات من الثقة ربما تبدو متزايدة بما يعمل وهذه الثقة لها ما يبررها خاصة أن عمله «مطرز» لاقى صدى طيباً، لكنه في «طفلة في الحب» بدا غير متمكن من أدواته فحالفه الضياع أو التشتت أو ربما جرعة من الثقة دفعت بعمله قبل النضوج.
التجديد خيار لا يمكن مصادرته لخليفة أو سواه
والتجديد أو التجريب وسواهما خيارات لا يمكن مصادرتها لخليفة أو سواه وهي تندرج تحت عنوان الإبداع وتجسيد رؤى فنية لها حضورها ومشروعيتها بصورة أو بأخرى بصرف النظر عن مُعارض هنا ومؤيد هناك.
ما يؤخذ على الحفل افتقاده أيضاً موضوعة تناغم الجمل الموسيقية تقنياً عندما نحيلها إلى تعدد الآلات الموسيقية وتنوعها ومدى القدرة على تحقيق انتقالاتها وانسحاباتها تبعاً للأدوار علماً أن العازفين الشباب لا تنقصهم حماسة الأداء بطريقة مُرضية.
إنْ كان الحفل أظهر أمجد طعمة أيضاً كاتباً لكلمات أغاني «روح الروح» غير كونه إعلامياً وممثلاً ومخرجاً مسرحياً فإن الحفل أظهر ليندا بيطار مؤدية أجادت بإحساس عال لكنها ضاعت بانشغالاتها وهي تقلب الصفحات لتؤدي الكلمات عكس رغد العنزي الواعدة بأدائها وحضورها اللافتين ما قلل من براعة أداء ليندا ورسم علامات استفهام لا يمكن إغفالها خاصة إزاء حضور نوعيّ مهتم موسيقياً ومسرحياً وذلك يحدث على خشبة مسرح كالحمراء وأمام أعين الجمهور في احتفالية أُعد لها لتكون لائقة بالمناسبة الحدث وتفضي أيضاً من خلال فعالياتها إلى استمتاع الجمهور غايةً وهدفاً، وعلى ذلك هل كان ختام الاحتفالية مسكاً مثلما كان حفل افتتاحها متميزاً؟!
فرقة «حرارة عالية»
موسيقا وكلمات: معن خليفة
غناء: ليندا بيطار، ورغد العنزي
ضيف الشرف: خلدون حناوي
العازفون:
طارق صالحية: غيتار
مروان أبو جهجاه: فيولا
عروة صالح: ساكسفون
قصي الدقر: بيانو
يامن يماني: باص
محمد فتيان: ناي
جورج أورو: إيقاعات
وليد زينو: درامز
محمود الخطيب
جورج مالك: غيتار
أغنية «روح الروح» من كلمات: أمجد طعمة



الوطن

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك