فرقة كومباس وعروض رقص الفلامنكو

13/نيسان/2009

ضمن النشاطات الفنية المتعددة التي يقدمها غاليري مصطفى علي، قّدمت فرقة «كومباس» يوم السبت في 11/4/2009 والمختصة في رقص الفلامنكو عرضها أمام حشد كبير من الجمهور السوري التواق لمشاهدة هذا الفن الجميل من فنون الرقص.

نشأ فن الفلامنكو في جنوب إسبانيا (الأندلسية)، وهو خليط مميز وفريد من نوعه اشتركت في تركيبه ثقافات مختلفة. تطور الفلامنكو على يد الغجر القادمين من شمال الهند في القرن الخامس عشر، أما الفلامنكو في شكله الحديث فقد ولد في القرن الثامن عشر، ويعتقد أنه تأثر بمزيج من موسيقى الغجر والمسلمين واليهود، ولد فن الفلامنكو كتعبير فني عن مشاعر المضطهدين والمسحوقين. وفي عام 1492 قرر فردناند ملك إسبانيا إجبار كل شخص يعيش في مملكته، على تغيير ديانته إلى الديانة المسيحية الكاثوليكية وشمل هذا القرار الغجر واليهود والمسلمين والمسيحيين الغير كاثوليك، وكانت عقوبة الرفض الرمي بالطلق الناري حتى الموت، ويعتقد أنه بسبب هذا القرار تجمعت هذه المجموعات العرقية المختلفة في مدينة غرناطة، لمساعدة بعضهم بعضاً وضمن هذا الخليط من الثقافات ولدت موسيقى الفلامنكو.


وفي لقاء مع «اكتشف سورية»، تحدث الفنان واثق سلمان مدير فرقة كومباس قائلاً: «درست غناء الأوبرا في المعهد العالي للموسيقى لمدة ثلاث سنوات ثم اتجهت إلى رقص الفلامنكو الذي هو بالنسبة لي شغف وولع بالدرجة الأولى، فأسست الفرقة في عام 1999، حيث قدمنا 35 عرضاً راقصاً عُرِضَت في مختلف المحافظات السورية، منها عروضٌ راقصة قُدِمت في دار الأوبرا السورية في دمشق، وفي دار الأسد للثقافة والفنون في اللاذقية، إضافة لعروض قُدِمت في حلب ودير عطية والسويداء وبيروت.

ويضيف الفنان واثق سلمان: «نحن الوحيدون الذين يرقصون الفلامنكو بشكل احترافي في سورية، وكل عروضنا كانت ناجحة بوجود جمهور كثيف من الحضور السوري التواق لمشاهدة هذا الرقص».

وعن اختياره لأداء هذا النوع من الرقص يقول: «الفلامنكو فن جميل جداً، يختزل بين جنباته تاريخاً من الحزن والفرح والحب والانتقام، ويتميز عن باقي الفنون بوجود حالات إنسانية معبرة من عدة حضارات مختلفة اجتمعت على أرض إسبانيا. يوجد خليط مبهر من الثقافات التي انبثق عنها هذا الفن، ليختزله جسد راقص الفلامنكو، بحالات معبرة من الشموخ والكبرياء والقوة».

وعن بداياته في تعلُم فن الفلامنكو يقول الفنان واثق سلمان: «من الصعوبة تعلم هذا الرقص من غير أستاذ مختص، لذا بقيت سنة كاملة وأنا أحاول فك شيفرة هذا الفن، تعلمت بشكل شخصي إيقاع الفلامنكو، ثم تعرفت على عازف الغيتار محمد دكاك ولكنه للأسف غادر سورية، وقد علمني الإيقاع وماهية الفلامنكو ومقاماته، إضافة إلى حركة التصفيق التي تعتبر آلة إيقاعية هامة جداً ولها آلية خاصة ومعقّدة في نفس الوقت، بحيث تلعب دور آلة موسيقية بحد ذاتها، ثم بدأت بتعليم الفلامنكو لأختي سلمى ثم أختي الصغرى نور، وبعد ذلك انضم إلينا بعض الأصدقاء من مغنين وعازفين»، ويتابع: «شاركت في ورشة عمل مع راقصة إسبانية مختصة في رقص الفلامنكو، وقد بهرت بالمستوى الذي وصلنا إليه كفرقة سورية تعلمت هذا الفن بدون أي مساعدة من مختصين أو أكاديميين».


وعن رأي الحضور السوري والإسباني بالعروض التي قدموها يضيف الفنان واثق سلمان: «يوجد شقان لهذا السؤال، الأول: كل الآراء كانت مشجعة للاستمرار في تقديم عروضنا، بالنسبة للإسبان سمعنا آراء جميلة من الكثير ممن حضروا عروضنا، وبعضهم قال أنتم نبتة إسبانية ظهرت في مكان آخر، وأود هنا أن أذكر لقاءنا مع الفرقة الإسبانية التي قدمت عرض "كارمن" على مسرح دار الأوبرا السورية قبل عدة أشهر، فقد اجتمعنا معهم خلف كواليس مسرح الأوبرا، وعرّفنا عن أنفسنا بأننا فرقة سورية ترقص الفلامنكو، فطلبوا منا تقديم رقصة أمامهم، وعندما رقصنا لهم في الكواليس، بهروا بنا، وقالوا لم نكن لنتوقع أن نشاهد فرقة سورية ترقص الفلامنكو بشكل جميل كما فعلتم أنتم.

أما الشق الثاني من السؤال: فقد شاهدنا الكثير من أصحاب المؤسسات الثقافية السورية، وكلهم أجمعوا على أهمية ما نقوم به، وخاصة أننا الوحيدون في سورية الذين يقدمون هذا الفن كفرقة مكتملة، ولكن ما أهمية التشجيع من غير رعاية حقيقة لنا، تلقينا الكثير من الوعود ولكن لم ينفذ منها أي شيء، لذلك وللأسف لم نستطع الاستمرار بسبب عدم وجود أي دعم حتى على أبسط المستويات. ما أريد قوله، بوسعنا وبوجود إمكانيات قليلة إبهار الجمهور برقص احترافي وإيصال روح الرقص الإسباني للجمهور السوري».

شارك في هذه الأمسية كل من الراقصين: واثق سلمان - سلمى سلمان - نور سلمان - دالين حسن - رزان عز الدين.

الموسيقيون: على الغيتار: أيمن بيطار- مهند موصلي مرافق للغيتار- سلام الحسن على الكاخون (آلة إيقاعية).


مازن عباس
اكتشف سورية

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك