15/كانون الثاني/2009

«نعرف أنَّ الشعب الفلسطيني ليس بحاجةٍ إلى معنويات، لكن وقوفنا في الاعتصامات لرفع معنوياتنا أيضاً» هكذا يلخص ثائر طالب الأدب الإنكليزي مشاركته في أي تظاهرة لنصرة غزة.

امتحانات هذا العام كانت بطعم المقاومة والصمود في جامعة دمشق، ويضيف ثائر «ننهي دراسة المقرر أو تقديم الامتحان لنتسمر أمام التلفزيون أو نخرج لاعتصامٍ أو تجمع يستنكر هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة، أدعو الجميع للمشاركة في التجمعات المنددة بهذه المجزرة».

يتلقى ثائر في هذه الأثناء رسالةً على هاتفه المحمول من أحد أصدقائه للمشاركة في المظاهرة التي شهدتها دمشق يوم 8 كانون الثاني، يُخرج من حقيبته كوفية فلسطينية ويذهب مندفعاً.

وتقول روان ناصر طالبة علم اجتماع وصورة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في يدها وهي فلسطينية مقيمة في سورية: «علينا أن نتوجه إلى السفارة الفنزويلية لنشكرها على الموقف المبدئي لرئيسها بطرد السفير الإسرائيلي من كراكاس، نتمنى لو يقتدي به بعض الزعماء العرب المعتدلون أو المعتلون» كما تسميهم روان.

هذه أجواء جامعة دمشق في هذا الامتحان غابت هموم الدراسة وحضر همُّ غزة بكلِّ تفاصيلها ودمها ونارها وأشلاء أطفالها، الكوفية الفلسطينية تزين أكتاف أغلب الطلاب ومن لا يحملها على أكتافه يحملها في قلبه عادت رموز «حنظلة كاريكاتور ناجي العلي» و«غيفارا» بطل الثورة الكوبية إلى البروز، حركة منقطعة النظير لنصرة غزة يشهدها كل مكان في الجامعة.

بدوره عمار شاويش سنة رابعة إدارة أعمال يقول: «بدأنا في كلية الاقتصاد بجمع التبرعات من أجل نصرة أهلنا في غزة أمام ما يتعرضون له من حرب إبادة جماعيةٍ نحن مجموعة من الطلاب نعمل من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءً على جمع التبرعات من طلبة الجامعات، والملفت هذا الإقبال الشديد على التبرع الذي لم يقتصر على الطلبة بل حتى الموظفين في الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسية وبعض الناس ممن يسكونون قرب الجامعة عندما سمعوا بحملة التبرعات أتوا كي يتبرعوا، ونحن نعمل على توسيع حملة التبرع لتشمل التبرع بالدم أيضاً، كما اقترح بعض الطلاب».

سبل جديدة لدعم فلسطين ومقاومتها يقبل عليها طلاب جامعة دمشق بحماس إيماناً بحق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة مفتوحة.