دمشق حاضرة عريقة ظهرت منذ فجر التاريخ 24/تشرين الثاني/2008
يبرز معرض «أبواب دمشق وطليطلة» الذي يقيمه المصور الضوئي وصائغ المجوهرات «جورج عبيد» في معهد ثربانتس بدمشق ، الإرث الثقافي الرائع بين سورية وإسبانيا ويسلط الضوء على غنى هذا الإرث الفني، وقد تم افتتاح المعرض يوم الأحد 23 تشرين الثاني 2008 وسيستمر لنهاية الشهر الجاري.
يضم المعرض مجموعة كبيرة من الصور جمعها «عبيد» على مدى خمس سنوات أثناء تجواله بين بيوت وشوارع دمشق القديمة وحارات طليطلة وأزقتها وعماراتها يكون محصلة كبيرة من الصور الوثائقية بالأبيض والأسود عن نماذج أبواب هذه البيوت والعمارات وشبابيكها بأشكالها الفنية المتنوعة والجميلة والمتشابهة في كثير من الأحيان.
وجورج عبيد هو صائغ مجوهرات خصص حيزاً كبيراً من حياته للتصوير الضوئي، فوقع خياره الفني على التعبير بالأبيض والأسود وقد أقام العديد من المعارض في سورية.
قال عبيد في حديث له أثناء الافتتاح: «لقد أردت من هذا المعرض تسليط الأضواء على هذه النماذج من تراثنا، حيث نجد أبواباً من دمشق ومن طليطلة، وإن الفت النظر إلى ثروة فنية أثرية يهددها الزوال وتختفي عناصرها في حياتنا يوماً بعد يوم أمام طغيان الفن الحديث». وأضاف هذه المقارنة بين أبواب دمشق وأبواب طليطلة تثير في نفوسنا الكثير من الاعتزاز والكثير من الخوف على تراث جميل يستحق الحماية، مشيراً إلى أن الجهات الرسمية في اسبانيا حريصة على حماية هذا التراث والاعتزاز به وآمل أن نصاب بتلك العدوى.
تجدر الإشارة إلى أن دمشق حاضرة تاريخية خالدة ظهرت منذ فجر التاريخ مع البوادر الأولى للحضارة الإنسانية ومازالت تنمو وتكبر، ولكن صلاتها مع ماضيها العريق لم تنقطع وكذلك فإن طليطلة من الناحية التاريخية والفنية هي من أكثر مدن إسبانيا أهمية، وكان لموقعها الاستراتيجي أهمية كبيرة في العهد الروماني.
وفي العهد الإسلامي كانت طليطلة عاصمة لإحدى ممالك الطوائف ومنذ ذلك العهد مازالت ثلاث بوابات قائمة للمدينة ومسجدان هامان وتضم مجموعة رائعة من النصب الأثرية من كل العهود ما يجعل منها متحفاً حقيقياً.
|