دراسة سبل تفعيل إستراتيجية التكافل الثقافي
أهمية الثقافة ودورها في الحفاظ على التاريخ الحضاري

10/تشرين الثاني/2008

بدأ في دمشق اجتماع الخبراء الإقليمي لدراسة سبل تفعيل إستراتيجية التكافل الثقافي لخدمة قضايا المسلمين التنموية والحضارية، والذي نظمته وزارة الثقافة بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ايسيسكو بمناسبة الاحتفال بدمشق عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي.
وأكد الدكتور علي القيم -معاون وزير الثقافة- أهمية الثقافة ودورها في الحفاظ على التاريخ الحضاري وضرورة إيلائها اهتماماً واسعاً، لأنها أساس استمرار الشعوب، مشيراً إلى أنّ الثقافة أساس الحضارة وبنيان متجذر في الفن والحضارة.
ودعا معاون وزير الثقافة إلى إقامة مشروعٍ فكري إسلامي يستند إلى أرضية ثقافية وفكرية، ويتمّ تبنيه من قبل الدول العربية والمنظمة الإسلامية وإلى الحفاظ على اللغة العربية من آثار العولمة التي تهدد عدداً من اللغات في العالم بالزوال.
وأوضح القيم أهمية اضطلاع المجتمع الأهلي ورجال الأعمال والمستثمرين بدورهم في دعم الثقافة من خلال تمويل المشاريع الثقافية والإبداع والمبدعين في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم.
من جهته أشار محمد بن صالح -ممثل منظمة الايسيسكو- إلى أهمية الاجتماع ودوره في وضع آليات وبرامج تنفيذية لتفعيل إستراتيجية التكافل الثقافي التي اعتمدها المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء الثقافة عام 2007، لافتاً إلى أنّ منظمته أولت اهتماماً خاصاً لترسيخ مباديء التكافل الثقافي وتفعيل دوره في تنمية الدول الإسلامية وتعزيز التعاون والتضامن والتكامل بينها، من خلال الأنشطة والبرامج الموجهة للتوعية وتعزيز دور الإيسيسكو في التنمية الثقافية في الدول الأعضاء، ومواجهة الفوضى الثقافية ومحاولات الهيمنة والتنميط وغيرها من التحديات التي تفرضها العولمة والمتغيرات الدولية على الخصوصية الحضارية للأمة الإسلامية والعمل الثقافي الإسلامي المشترك.
وقال بن صالح: «إنّ الاجتماع بمناسبة الاحتفاء بدمشق عاصمة للثقافة العربية يؤكد مركزية الاهتمام بالتكافل الثقافي الإسلامي في المنظمة، ويجسد روح الاستمرارية والعمل الدؤوب الذي تقوم به بالتعاون مع المعنيين، إدراكاً منها لدور التكافل في تحقيق التكامل والاستثمار في مشاريع التنمية الثقافية في العالم الإسلامي الهادفة إلى حماية كيان الأمة وخدمة التنوع الثقافي وإنشاء المراكز الثقافية والمؤسسات العلمية والمنابر الإعلامية وتمكينها من أداء وظائفها التربوية، والتعليمية، والتثقيفية، ورسالتها الإسلامية الوسطية الإنسانية».
بعد ذلك بدأت جلسة العمل الأولى التي كان محورها التجارب الرائدة لمؤسسات التكافل الإسلامي وقف زكاة عمل طوعي في خدمة الثقافة الإسلامية وتفعيل التكافل الثقافي، حيث استعرض خبراء من عدد من الدول العربية إستراتيجية التكامل الثقافي لخدمة قضايا المسلمين التنموية والحضارية، وتجربة هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية في التكافل الإسلامي من خلال الوقف والعمل الخيري الإغاثي والطوعي، ومساهمة منظمة أفق انتظار قطر في دعم العمل الثقافي والتعليمي وتجربة منظمة الدعوة الإسلامية في السودان في الوقف الإسلامي والتكافل الثقافي وتجربة الهيئة الخيرية الأردنية في دعم الثقافة الإسلامية.
وركزت مداخلات المشاركين في الاجتماع على ضرورة توحيد الجهود العربية لبناء منظومة تدعم الثقافة والعمل الإنساني والخيري ومواجهة الغزو الثقافي والفكري الذي تتعرض له الأمة العربية، ومواجهة حملات التشويه والتضليل التي تتعرض لها الهوية العربية والإسلامية، وإبراز دورها الحضاري والإنساني.



سانا

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك