علي القيم: احتفالية دمشق نخبوية
خاص اكتشف سورية

20/أيلول/2008

كيف يرى الأستاذ علي القيم -معاون وزير الثقافة السورية- احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 في الأشهر التسعة من هذا العام الثقافي؟ «اكتشف سورية» التقى الأستاذ القيم لنتعرف على طبيعة الدور الذي تلعبه وزارة الثقافة في الاحتفالية، والإطار المشترك مع الأمانة العامة للاحتفالية كجهة مستقلة مشرفة عليها ومنظمة لفعالياتها.

كيف كانت البداية بالنسبة لوزارة الثقافة؟
دمشق هي مدينة العراقة، والعمارة، والتراث، والمنجزات الحضارية الكبرى، وهي عاصمة الإمبراطورية الأموية التي امتدت من الصين شرقاً إلى جبال البيرينيه غرباً. وعندما أطلقت فكرة عواصم الثقافة العربية في الرياض عام 2000، كنتُ شخصياً من تقدمت بورقة ترشيح دمشق عاصمة للثقافة العربية، وتمّ إعطاؤنا فرصةً للعام 2008، حتى نكون جاهزين تماماً لاستقبال هذا الحدث الضخم من ناحية تجهيز البنى التحتية وأماكن إقامة الأنشطة، وترميم بعض المنشآت الأثرية. وفي العام 2008 تم تشكيل الأمانة العامة للاحتفالية لتقوم بعمليات الإعداد والتنظيم والتنفيذ، ووضعنا أنفسنا كوزارة ثقافة في تصرفها، وكنا ولا نزال مستعدين لتنفيذ كلّ ما يُطلب منّا.

ما قامت به الاحتفالية حتى الآن جيدٌ وفي غاية الأهمية، لكنني أعتقد أن أنشطتها أخذت طابعاً نخبوياً في جوانب كثيرة منها، ونحن أردناها أن تكون أكثر شعبية والتصاقاً بحياة أهل هذه المدينة العريقة، كما أردنا أن تعمّ البهجة كل أرجائها بهذه المناسبة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار ما جاء في العقد العربي للتنمية الثقافية الذي بدأنا في تنفيذه منذ العام 1996، أستطيع القول أن كان من المفترض أن تكون الأمانةُ العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية أكثرَ وعياً لدورها في تنمية الشعور بقيمة ما نملك من إرث حضاري على المستوى الشعبي، مع احترامي وتقديري للجهود الجيدة التي بذلتها الأمانة العامة للاحتفالية منذ بداية العام.

لا شكّ في أن الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 قد ساهمت في رفع مستوى الحراك الثقافي في المدينة وزادت منه رغم أنه لم ينقطع عن دمشق منذ مئات السنين، وكانت الاحتفالية فرصةً لاستقطاب أسماء لامعة مثل السيدة فيروز، وزياد الرحباني، بالإضافة إلى مجموعة هامة من العروض المسرحية والموسيقية، وعدد من الندوات التخصصية.

ولكن ما الدور الذي قامت به وزارة الثقافة السورية في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية على وجه التحديد؟

قلت لكم أننا وضعنا كل إمكانياتنا في خدمة الأمانة العامة للاحتفالية وتحت طلبها، ونشرنا مجموعة كبيرة من الكتب عن دمشق وتاريخها من سلسلتي آفاق ثقافية، وإحياء ونشر التراث العربي. كما نظمنا مجموعة من الأسابيع الثقافية لعددٍ من البلدان العربية في دمشق كالأردن، وفلسطين، والإمارات، والكويت، ومصر، والجزائر. وفي الأشهر المقبلة سيكون هناك أسابيع ثقافية للمغرب، وتونس، وسلطنة عمان، كما أقمنا مجموعة من الندوات مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وسينعقد في دمشق بين 15 و17 تشرين الثاني 2008 مؤتمرٌ للمسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي بعنوان «تحية لمدينة دمشق عاصمة الثقافة العربية»، وذلك بالتعاون مع المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم.

ماذا عن احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، سمعنا أن هناك تنسيقٌ بين وزارتي الثقافة الفلسطينية والسورية بهذا الخصوص؟
معاون وزير الثقافة الأستاذ علي القيمالأشهر الثلاثة الأولى من احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية ستكون في دمشق، وهناك تنسيقٌ كاملٌ بيننا وبين وزارة الثقافة الفلسطينية بهذا الخصوص، وحضّرنا على مستوى وزارة الثقافة السورية مجموعة من الأنشطة الهامة احتفالاً بمدينة القدس كعاصمة ثقافية، منها باليه عربي عن صلاح الدين الأيوبي لفرقة إنانا، ومعرض فني ضخم لأعمال الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، بالإضافة إلى مجموعة من الندوات والعروض المسرحية والندوات، كما نحضر لاحتفالية ضخمة جداً عن القدس في العهد العثماني بالتعاون مع مركز «Artistica» التركي، سيتضمن مجموعة نادرة من الصور الضوئية عن هذه المدينة، بالإضافة إلى مجموعة ملتقيات عن تاريخ القدس والتعديات الإسرائيلية على المدينة ومحاولات تهويدها، وسيكون لدينا عدد ممتاز من مجلة المعرفة عن القدس في التاريخ ستصدره وزارة الثقافة السورية في شهر كانون الثاني.

ستكون هذه الاحتفالية هي نوع من التعبير عن العلاقات الوشيجة التي تربط مدينتي دمشق والقدس، وسيشارك في الاحتفال بهذه المدينة على مدار العام كلٌ من الكويت والإمارات ومصر، بالإضافة إلى ما يمكن إقامته من الاحتفالات المركزية في مدينة القدس ذاتها وفقاً لما تسمح به الظروف الأمنية لسكان المدينة.

ماذا تُحضّر وزارة الثقافة من أنشطة في الأشهر المقبلة حتى نهاية العام الحالي 2008؟

نُحضّر لاحتفالٍ ضخم نكرّم من خلاله الشاعر الراحل محمود درويش، وذلك في 7 تشرين الأول 2008، يشارك في الاحتفال الشعراء سليمان العيسى وشوقي بغدادي من سورية، ويوسف الخطيب وأحمد دحبور من فلسطين، وعبد الرزاق عبد الواحد من العراق، والناقد عبد الكريم الحسن، وسيتم في الاحتفال توزيع كتاب يتضمن شهادات و دراسات حول محمود درويش وهو بعنوان «سجِّل أنا عربي»، وقبل نهاية العام سنعقد مؤتمراً مع اليونسكو حول أهمية التراث الثقافي ومكوناته الحضارية المادية والمعنوية.


محمد الأزن
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك