كلمة السيدة أسماء الأسد بمناسبة تسلمها جائزة السيدة العربية الأولى

28/آب/2008

أشكر مركز دراسات مشاركة المرأة العربية على منحي جائزة السيدة العربية الأولى لعام 2008، هذه الجائزة والجوائز الأخرى لسيدات أول ولعربيات متميزات تؤكد أهمية الدور الذي تستطيع المرأة العربية أن تلعبه في المشاركة في مجالات الحياة العامة، ولاسيما في مجال السياسة وصنع القرار.

لاشكّ في أنّ هذه المشاركة هي القمّة من بين أنواع المشاركة الأخرى في الحياة العامة، تعزيز ذلك يقتضي تأكيد ما أسميه «البنية التحتية» أولها فرص التعليم والعمل، توسيع هذه الفرص وتطويرها، ثانيهاً دمج المرأة العربية في الحياة الاقتصادية في مجهود التنمية ووضع ما يتعلق بها جزءاً أساسياً في خطط التنمية.

الإنسان لا يستطيع أن يصل إلى أعلى درجات السلم إلا إذا صعد درجاته جميعاً واحدة واحدة، والمشاركة في القرار ورسم السياسة هما التعبير الصحيح عن مدى ما وصلت إليه المرأة من تقدّمٍ ومقدرة على أداء واجبها إنساناً ومواطناً، والقدرة على أداء الواجب تعني الحقّ في القيام به، لأن الحقّ والواجب مترابطان، نملك من الحقوق بمقدار ما نستطيع أن نقوم به.

تمكين المرأة من الوصول إلى أعلى درجات السلم هي مسألةٌ لا تخصّ المرأة وحدها بل هي مسألة وطنية بامتياز، مسألة تنمية الموارد البشرية في إطار المجهود التنموي الشامل.

المرأة العربية قطعت شوطاً جيداً في المشاركة في المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية، ولكن ما وصلنا إليه غير كافٍ وهو أقلّ بكثير مما نستطيع أن نفعل وعلينا ألا نرضى بما أنجزنا وألا نعتبر أن الحاضر هو شبيه بالماضي، فنكرر أنفسنا في استرخاء، اليوم يختلف عن الأمس ونحن نعيش في عصرٍ يتميز بالسرعة والتسارع، حركة الربح والخسارة كانت في الماضي بطيئةً أما الآن فهي سريعةٌ كسرعة حركة عصرنا، وما لا نربحه اليوم سوف نخسره غداً.

التقدّم الحقيقي في مجال المرأة يقتضي التعامل مع الواقع بهدف تغييره لا الخضوع له، هذا الواقع ليس واحداً في كل البلدان العربية بل هو متفاوتٌ أفقياً وعمودياً، ما يعني أن التقدّم المأمول في الدور المطلوب للمرأة سيتأثر سلباً بهذا التفاوت، لأن المعيار الذي يتمّ الأخذ به لدى صنع ما نعتبره إنجازاً يتم تحديده عادة من خلال واقع البلد الأقل تقدماً في المجال المقصود، يبقى أن الجائزة الأكبر للمرأة العربية تكون مستحقة تماماً حين تصل المرأة العربية في المتوسط العام وليس في النسب القليلة إلى أن تكون مشاركة في صنع القرار وفي صنع السياسة، بهذا يفتح وطننا العربي ذراعيه ليحتضن مستقبلاً آمناً ورائداً.

يسعدني أن أتسلم منكم هذه الجائزة التي تُحمّلني مسؤولية المزيد من العطاء حتى نصل في العمل معاً إلى المستقبل الذي نُريد.



الوطن

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك