المزيد من العروض في مهرجان القلعة والوادي
سينما .. موسيقى .. طرب ورقص

06/آب/2008

مازالت فعاليات مهرجان «القلعة و الوادي» مستمرة في كلّ مدن و قرن وادي النضارة بمحافظة حمص. تنوع برنامج المهرجان في أسبوعه الثالث بين الطرب، والرقص، والسينما، والموسيقى، وعلى مسارح متعددةٍ شكلت فضاءً زاخراً بالفن والمتعة في بيئةٍ أثرية وطبيعية يندر وجودها في أماكن متعددة من العالم.
فعلى مسرح قلعة الحصن ليلة 31 تموز 2008 أحيى سلطان الطرب جورج وسوف ثاني سهرات مهرجان القلعة و الوادي الفنيّة، وشاركته فيها الفنّانة اللبنانية باسمة، وبثت الحفل قناة روتانا موسيقى على الهواء مباشرة لأول مرّة من سورية.جورج وسوف في مهرجان القلعة و الوادي
الحضور الطاغي لسلطان الطرب أضفى على هذه الحفلة طابعاً خاصّاً، إضافةً إلى كونه يغني بين أهله فهو ابن المنطقة، وفيها يوجد أكثر المعجبين حماسة لأبي وديع كما يحلو لهم تسميته، ولحضور السلطان بين معجبيه تقاليدٌ خاصّة تفنن أهالي الوادي في إبرازها من لحظة وصوله إلى لحظة مغادرته للمسرح، وبينهما حالة استثنائية من الطرب والاستمتاع بغناء جورج وتصرفاته العفوية على المسرح.
«نورت الدنيا أبو وديع» عبارة من عباراتٍ عديدة أطلقها الجمهور المحتشد لاستقبال سلطان الطرب، فعند البوابة العثمانية للقلعة، وفوق الأبراج المطلة على البوابة، فضلاً عن الممرات المؤدية للمسرح وغرفة الكواليس احتشد المئات من معجبي أبو وديع لإلقاء التحية عليه، ليتكرر نفس المشهد عند الوداع.
فرقة «هاييس» البرازيلية في مهرجان القلعة والوادي
وبعد سهرةٍ حافلة بالمتعة غادر جمهور قلعة الحصن مسرحها ليكونوا على موعدٍ مع عروض السامبا والكابويرا البرازيلية في نفس المكان ليلة الأول من آب 2008، حيث شاهد أهالي وادي النضارة وزواره ملامح من كرنفال «ريو دي جانييرو» أشهر كرنفالاتٍ العالم، والذي غادر مكانه التقليدي على شاطئ «الكوبا كابانا» ليقطع آلاف الكيلومترات وصولاً إلى قلعة الحصن التاريخية على ارتفاع 750م عن سطح البحر. وفي اليوم التالي 2 آب 2008 تكرر العرض في شارع قرية كفرا الرئيسي التي تخلى سكانها عن عشقهم التقليدي للدبكة، ولكن لليلةٍ واحدةٍ فقط استسلموا خلالها للرقص على إيقاعات أمريكا اللاتينية، في حين ألهبت حماستهم رقصة الكابويرا البرازيلية.
كانت تلك أبرز العروض الفنيّة للأسبوع الثالث من مهرجان القلعة والوادي أما موسيقياً فقدمت فرقة «خماسي دمشق النحاسي» أمسيةً موسيقية في قرية كفرا أيضاً، وذلك كتحية من دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 لوادي النضارة وأهله، وذلك ضمن سلسلة عروض «موسيقى على الطريق» التي بدأتها الأمانة العامة للاحتفالية منذ منتصففرقة «خماسي دمشق النحاسي» في مهرجان القلعة  والوادي شهر حزيران الماضي.
تنوع برنامج الأمسية بين الموسيقى الكلاسيكية والجاز وألوان الموسيقى الشعبية، الموسيقي شربل أصفهان -المدير الفني للفرقة- أكدّ لـ«اكتشف سوريّة» على خصوصية الأمسية التي أقاموها في كفرا لجهة تنوع الجمهور بين المصطافين والسياح وأهالي المنطقة، الأمر الذي يساهم في نشر رسالة هذه التظاهرة على نطاقٍ أوسع، وأشاد بجمهور القرية الذي أبدى تجاوباً جيداً مع سوية الموسيقى التي قدّمت له، وأضاف «أن هذا من شأنه رفع سوية التذوق الموسيقى، ودعم الموسيقى الجادة والمشتغلين بها».
برنامج الأنشطة شمل أيضاً السينما حيث خرجت قرية مرمريتا عن التغطية لدى عرض فيلم خارج التغطية لـعبد اللطيف عبد الحميد بحضور الفنًان فايز قزق -بطل الفيلم- على مدرج دير القديس بطرس في القرية، وبعد عرض الفيلم تمّت مناقشته في ندوةٍ أدارها ممثل المؤسسة العامة للسينما الجهة المنتجة للعمل والمسؤولة عن تظاهرة السينما المرافقة لفعاليات المهرجان.
عبد اللطيف عبد الحميد أكدّ لـ«اكتشف سورية» على أهمية هذا النوع من العروض السينمائية بعيداً عن أماكن العرض التقليدية في مراكز المدن، الأمر الذي يوفر للمشاهدين مهرجان «القلعة و الوادي»فرصاً جديدة للتلقي والاحتكاك المباشر بين صناع الفيلم وجمهوره، وهذا من شأنه تنمية العلاقة فيما بينهم، وأضاف «إنني على استعداد للعرض في أبعد المناطق السوريّة والقرى النائية، في سبيل إيصال ثقافة السينما ورسالتها إلى هذا المشاهد المغيب نتيجة ظروفٍ عديدة»، في حين قال فايز قزق: «من المهم أن يبقى هذا النوع من العروض مستمراً بين أيدي الناس، ومتاحٌ لهم كفرصٍ للحوار، فبالحوار تنمو الكلمة التي تعتبر السينما من أدوات إيصالها».
ثلاثة أيام من العروض الممتعة عاشها أهالي وادي النضارة بين 31 تموز و2 آب 2008، ليكونوا على موعدٍ مع المزيد من العروض في الأسبوع المقبل من مهرجان القلعة والوادي المستمر إلى 28 آب 2008.


محمد الأزن
اكتشف سورية

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك