متحف الفن الحديث خطوة للحفاظ على ذاكرة الفن التشكيلي
لإحياء ذاكرة التشكيل في سورية

24/تموز/2008

اختارت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، التوثيق وحفظ الذاكرة عنواناً عريضاً لمحور من محاور برنامجها لهذه السنة الاستثنائية، فقامت بناءً عليه بإقامة سلسلةٍ من المعارض التي تكرّس هذا المفهوم، فكان معرض ألف تحفة وتحفة من الأرض السورية بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف والمعرض الاستعادي الأول لإحياء ذاكرة الفن التشكيلي من الستينيات وحتى نهاية القرن العشرين، الذي ضم أكثر من 70 عمل رسمٍ وتصويرٍ وحفرٍ لعشرين فناناً من مرحلة الستينيات.
ومع افتتاح المعرض الثاني لإحياء ذاكرة التشكيل في سورية الذي ضمّ مقتنيات وزارة الثقافة من أعمال الفنانين السوريين من السبعينيات وحتى القرن العشرين، طُرحت مسائل مهمة في مسار الفن التشكيلي وتطويره، وسياسة الاقتناء الرسمية لهذا الموروث الفني الهائل ودوره في دعم حركة الفن، وفي تشكيل مخزونٍ ملموس من ملامح هذه الحركة يظل في متناول الجمهور، في زمن بدأت فيه عملية الاقتناء الخاصة وسوق الفن التشكيلي المزدهرة تجعل الأعمال الفنية حبيسة بيوت لا يراها إلا من يدخلها.
واليوم وقد بدأ الفن التشكيلي يدخل في المزادات العلنية العالمية وبدأت أعمال الفنانين السوريين تنشر في دول العالم، تقول الدكتورة حنان قصاب حسن- الأمينة العامة لاحتفالية دمشق-: «تبدو سياسة الاقتناء الرسمية وسياسة تأسيس المتاحف ضرورة ملحة، أكثر من أي وقت مضى ومن هنا جاءت فكرة وجود متحف الفن الحديث في سورية».
متحف الفن الحديث تلك الصالة اللولبية الصغيرة المقامة في مشروع دمر، تحدثنا عنها أمينة المتحف مها قواص قائلة: «عام 1995 أطلق عليها متحف الباسل، واستمر أداء هذا المتحف بصورته الأولية مدة خمسة عشر عاماً، إلى أن أعادت الأمانة العامة للاحتفالية هذا العام تأهيله، وترتيبه، وتوظيفه، ليكون الأول من نوعه في سورية ومتحفاً مصغراً لما هو موجود في البلدان الأخرى كمتحف الفن المعاصر السوري»، مشيرةً إلى أنه مؤهل لاستقبال أي معرضٍ رغم صغر المساحة ويتبع لوزارة الثقافة.
وأضافت قواص «تم استخدام جزءٍ من ذخيرة وزارة الثقافة ومن مقتنياتها عبر سنوات طويلة، لأعمال فنانين بارزين ومهمين على الصعيد التشكيلي لعرضها في هذا المتحف على الجمهور بعد دراستها وإعادة تأهيلها»، كما قالت: «إن شكل المتحف المعماري الحلزوني فريدٌ بتصميمه بالنسبة إلى المتاحف الأخرى حيث لا توجد قاعاتٌ متعددة أو أقسام ويمكن استخدام أي جزء من هذا الإنشاء المعماري في سبيل توظيفه للعرض».
وقالت قواص: «إن المعرض الأول ضمّ نماذج من أعمال لفنانين أثروا بالحركة التشكيلية السورية، مثل عبد القادر أرناؤوط، وأدهم إسماعيل، ونعيم إسماعيل، وغسان السباعي، وأحمد دراق سباعي، ومصطفى الحلاج، ونشأت الزعبي، والياس الزيات، وفاتح المدرس، وخالد المز، ومروان قصاب باشي، ومحمود حمّاد، وعبد المنان شما، ونصير شورى، وأسعد عرابي، وخزيمة علواني، ولؤي كيالي، ورشاد مصطفى، ونذير نبعة، وليلى نصير، والمعرض القادم سيكون لفنانين من الفئات العمرية اللاحقة لهذا المعرض أمثال أحمد معلا، ونزار صابور، وحمود شنتوت، وغيرهم».
أن تأسيس المتاحف هو أمرٌ لم يبدأ إلا في القرن الثامن عشر في أوروبا، وقد لعب دوراً أساسياً في جعل الفن بمتناول الجميع، بعد أن كانت اللوحات تنفذ على جدران القصور لا يراها من اعتاد ارتياد هذه الأمكنة، ولا تنفصل ديمقراطية الفن التي طرحها مفهوم المتحف عن سياسة الاقتناء الرسمية، وهو أمرٌ تأخذه المؤسسات الرسمية على عاتقها لتترك للأجيال أن يعرفوا مسار وتطور الفن التشكيلي بمجمله، إذ تضع جنباً على جنب أعمال فنانين عملوا معاً وعاشوا تيارات لا يمكن تلمسها إلا بالمقارنة وبمشاهدة الأعمال تتجاوز جدران مكان واحد.
وافتتح معرض المرحلة الثانية من مشروع إحياء الذاكرة التشكيلية السورية، الذي احتضنه متحف دمر للفنون يوم الثلاثاء 22 تموز، وضمّ مختارات من مقتنيات وزارة الثقافة لفنانين من الستينيات وحتى نهاية القرن العشرين ويستمر المعرض حتى 15 أيلول.



سانا

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك