فيصل قاسم: المطلوب تحويل العرب إلى راقصين وراقصات
وجود فراغ إعلامي يجب ملأه سببه ضعف الإعلام العربي

24/تموز/2008

ضمن فعاليات الملتقى الإعلامي في مهرجان القلعة والوادي، ألقى الإعلامي السوري الدكتور فيصل القاسم محاضرةً عن «غزو الأقنية الفضائية الناطقة بالعربية»، وذلك في جامعة الوادي الدولية الخاصة بـحمص، بحضور محافظ حمص المهندس محمد إياد غزال، ومدير الثقافة، ورئيس جامعة الوادي الدكتور تمام فاكوش بالمحافظة، والإعلاميين، والمهتمين.
أكد الإعلامي السوري الدكتور فيصل القاسم أن الإعلام أداةٌ سياسية ولعبةٌ علينا معرفة استخدامها، ولا يوجد إعلامٌ محايد في العالم، وضرورة إعطاء مساحة الحرية في سورية لما لديها من طاقات مدفونة لم تتح لها الفرصة للظهور، ومشكلة الإعلام لدينا تكمن في التستّر على النواقص والعيوب ودفن الأوساخ تحت السجاد، وما من إعلامي إلا ولديه وطنيةٌ ولابد من وضع اليد على الجرح، مشيراً إلى خطورة الإعلام وبأنه سلاح ذو حدين وخطير. وأشار خلال حديثه إلى حاجة الأمة العربية للارتقاء في إعلامها الوطني كي تضع بالحسبان أن ليس كل القنوات العربية توجهاتها عربية وهي لا تمت بصلة إلى العرب سواء أكانت اقتصاداً، وسياسة، وثقافة، وحتى برامجها ليست عربية ولابد للإعلام العربي من النهوض مهما شرّق أو غرّب ويبقى محلياً، وعليه التركيز على همومنا بتناول الفساد، والبلديات، والزراعة، والغذاء، وإطلاق الحرية كي يتماشى على الصعيد المحلي، ومازلنا حقل تجارب والكثير من المشاريع تحرر عبره.
كما بين بأنه لا يوجد منطقة مستهدفة كالوطن العربي فهم أصبحوا يحشرون أنفسهم حتى في تجديد المناهج المدرسية لتغيير معتقدات، وتوجهات، وآراء، بحجة تطهيرها من الإرهاب، ولو عدنا للوراء وجدنا البريطانيين أطلقوا إذاعتهم الموجهة إلى العرب عام 1938، حيث بدؤوا في القسم العربي وهيمنت على الساحة وتبعتها إنشاء إذاعات منها الفرنسية والأميركية، ومع تقدّم الزمن والتطور التقني راحت القنوات الفضائية تلعب دورها كالروسية، والأميركية، والألمانية، وبات الجميع يفكرون بإطلاق قنوات ناطقة بالعربية ما يجعلنا نتساءل، ما الذي يدعوها لاستهدافنا؟ لماذا لا نرى هذا الكمّ الهائل للفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية تستهدف مناطق أخرى كالصين، والهند، وأميركة اللاتينية؟؟ !! وهم يحاولون إنشاء إحصائياتٍ للمنطقة ناطقة بلغتها وعلينا، ألا نيأس أو نخاف فالهجمة الإعلامية الموجهة لمنطقتنا فشلت فشلاً ذريعاً، وتأثيرها ليس كبيراً لعدم مشاهدتها إلا من القلة القليلة وهناك عزوف عنها، وهاهي قناة الحرة أو «الهرة» ستغلق أبوابها والقناة الفضائية الإسرائيلية التي بثت لمدة عام ولم تحقق الغرض المطلوب منها، ويعود سبب استهدافنا إعلامياً لوجود فراغ إعلامي يجب ملأه سببه ضعف الإعلام العربي.
ثم أضاف القاسم متحدثاً عن قناة الجزيرة بأنها استطاعت سحب البساط من تحت القنوات ووضعت حداً لبعض القنوات الموجهة إلى المنطقة، ولابد من إنشاء قنوات أخرى كي تضع حداً للمشروع الإعلامي، وقد استقطبت المشاهد العربي من محيطة إلى خليجه وباتت تشكل رأياً عاماً عربياً يلتفون حول فضائية واحدة، وتعرضت إلى ضغوطٍ كبيرة ناءت بكاهلها أحياناً لكن لم نصل لنهاية المشوار وربحنا المعركة وما زلنا مستهدفين، ولدينا آلاف القنوات العابرة للقارات والمطلوب تحويل العرب إلى راقصين وراقصات لإغراق المنطقة عبر بثها قنوات هابطة تستنزف العقول وبدأ الإعلام الأصفر يطغى.
أما محاولة وضع مراسلين لقناة الجزيرة في فلسطين المحتلة فقد بيّن أن العرب يجهلون الكثير عن أفكار الإسرائيليين وليس لديهم بنوك معلومات أو دراسات لمعرفة ماذا يريدون، والأجدى معرفتهما كما يعرفون عن العرب.



الوطن

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك