معرض المنحوتة الصغيرة في غاليري رواق القشلة بدمشق القديمة

تحت رعاية وزارة الثقافة اُفتتح ليل السبت 18 أيلول 2010 معرض «المنحوتة الصغيرة» في غاليري رواق القشلة بدمشق القديمة وذلك لمجموعة من الفنانين الشباب هم: يامن يوسف، إشراق إسماعيل، أفنان محفوض، بشرى مصطفى، ربيع القرعوني، روناك أحمد، ساندي أحمد، سنان محفوض، طارق الغميان، بلقيس خنسة، عبير فرهود، عبير وردة، عبير وهيب، علاء أبو شاهين، قمر عامر، مهيار علي، ميسان سلمان، نسرين الصالح، نور كلش.

تأتي أهمية معرض «المنحوتة الصغيرة» من اختلاف التجارب وتلاحقها في مكان واحد مما أعطى للمعرض الجماعي غناه المعتاد والفريد لتقييم المنحى الذي يسير به الخط البياني المتصاعد للتجربة النحتية السورية، وخاصة الشبابية منها، وحضورها المتزايد على الساحة النحتية السورية التي تشهد في الآونة الأخيرة اهتماماً كبيراً من حيث العرض والطلب في ظل نتاج الورشات والملتقيات العديدة التي شهدها عاما 2009 - 2010.


النحات مصطفى علي

«اكتشف سورية» تابع افتتاح معرض المنحوتة الصغيرة وحاور عدداً من الفنانين الشباب المشاركين، إضافة إلى عراب معرض المنحوتة الصغيرة النحات الكبير مصطفى علي الذي يقول عن خصوصية غاليري رواق القشلة المفتوح للتجارب الفنية الشبابية: «يوجد تنسيق كبير ما بين غاليري مصطفى علي وغاليري رواق القشلة المخصص للتجارب الشابة وذلك بالتنسيق مع مديرية المدينة القديمة في دمشق إضافة إلى مديرية الفنون الجميلة، هذا التنسيق يهدف إلى تقديم التجارب الشبابية السورية في هذا المكان الذي نسعى من خلاله إلى فتح الباب للتجارب الشابة، فقسم كبير من هؤلاء الفنانين متميز في عمله النحتي وهي فرصة للتعريف بهم ومساعدتهم في بداية الطريق العملي لمشوارهم الفني».

وعن مدى الاختلاف في صياغة العمل النحتي بين الفنانين المشاركين يجيب: «يوجد تنوع في التجارب المطروحة لدى الشباب وهي بدايات جديدة وجدية نتلمسها في أعمالهم، لذا يتوجب علينا دفعهم إلى الأمام لنساهم في تكريس عملهم وتقويته، خاصة بوجود اهتمام عام بالعمل النحتي في سورية، فنحن اليوم نشاهد الأعمال النحتية موزعة بين الحدائق والأماكن العامة الأخرى في كافة المدن السورية وخاصة في مدينة دمشق، كما أن تجربة المنحوتة الصغيرة في هذا المعرض تساهم في إدخال العمل النحتي إلى بيوت الناس».

وعن اختيار الفنانين المشاركين في معرض «المنحوتة الصغيرة» يقول: «تم اختيار هؤلاء الفنانين من قبل مجموعة من النحاتين وبناء على المعرفة السابقة من خلال مشاركاتهم في الملتقيات النحتية السابقة ومشاهدة تجاربهم السابقة».

وعن المشاركة الجماعية للفنانين الشباب في غاليري رواق القشلة التقينا النحاتة بشرى مصطفى – والتي أجرينا معها حواراً سابقاً إبان افتتاح معرضها الأول في غاليري رواق القشلة - التي قالت عن ذلك: «المشاركة الجماعية للفنانين الشباب في غاية الأهمية، وأتمنى أن تتكرر بشكل دائم وخاصة أن الخريجين الجدد ومن في حكمهم لا يملكون كماً كبيراً من الأعمال النحتية المنجزة، لذا تأتي هذه المعارض الجماعية كفرصة جيدة لعرض إبداعاتهم الأولية على الجمهور والنقاد».

وعن مشاركتها في هذا المعرض تضيف: «أشارك بثلاثة أعمال، وهي مجموعة من أعمال نحتية أقارب من خلالها ما بين الإنسان وقوقعة السلحفاة التي تسكنها، ضمن تشكيل خاص يجمع بين الكتلة والفراغ وحضورهما معاً لتشكيل عمل ذي جماليات تخرج عن نطاق المألوف».

النحات سنان محفوض

من جهته يقول النحات سنان محفوض - خريج كلية الفنون الجميلة 2005 - والمشارك بثلاثة مجسمات إنسانية تميزت بلونها الأزرق ليعطي من خلالها قيمة بصرية مضاعفة لقيمة العمل المجسدة: «جمعت في عملي عدة مواد مخلوطة منها البوليستر والخشب بالإضافة للون الأزرق المستخدم كمادة بحد ذاتها، وهي تجربة جديدة أحاول من خلالها خلق بصمة خاصة بي، وقد أعتمد في ذلك على دراستي لرسالة الماجستير التي أبحث من خلالها في تاريخ توظيف اللون في العمل النحتي، فهنالك الكثير من فناني الغرب ممن استخدموا اللون في عملهم النحتي أمثال سيزار وكالدر، وحتى إنسان الحضارات القديمة استخدم اللون كبعد رمزي في منحوتاته».

النحات ميسان سلمان

أما النحات الشاب ميسان سلمان - خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق 2006، والمدرس في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في السويداء - فيؤكد على أهمية المعارض الجماعية التي تقدم التجربة النحتية الشابة على اختلاف أنماطها، وعن مشاركاته السابقة يقول: «تعددت المعارض الجماعية التي شاركت بها، ومنها في كلية الفنون الجميلة ما بعد التخرج، إضافة لمجموعة من المعارض الجماعية ومشاركات في ورشات عمل، وعرض نتاجها في المركز الثقافي الألماني والمركز الثقافي الفرنسي إضافة لمشاركات عديدة في ملتقيات النحت. وفي هذا المعرض أقدم ثلاثة أعمال أحدها يعود لمرحلة الماجستير إضافة لاختيار عملين من مجموعة أعمال سأقدمها لاحقاً في معرض فردي».

من جهته يحدثنا النحات علاء أبو شاهين - خريج كلية الفنون الجميلة 2006، والمدرس في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في حلب - فيقول: «المعرض الجماعي شيء جيد ومهم على صعيد التعرف على نتاج الآخر، وهي خطوة مهمة باتجاه إقامة معرض فردي، بالنسبة لي شاركت في معارض جماعية وثنائية سابقة، وفي شباط القادم 2011 سأفتتح أول معرض فردي في دار الأندى في العاصمة الأردنية. أما في هذا المعرض فأنا أقدم أعمالاً نحتية ذات تكنيك جديد بالنسبة لي، وخاصة في تكنيك المادة المستخدمة بتجاوز مرحلتين في تشكيل العمل النحتي لأكتفي بمرحلتي الشمع والبرونز وبمساعدة التقني الفني النحات هيثم شعيب».

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية