باب توما في دمشق

هو أحد أبواب دمشق الرومانية، ويُعتقد أنه شُيّد على أنقاض باب يوناني، وهو بدوره أُنشئ على أنقاض باب آرامي. بعد احتلال اليونانيين لدمشق بنوا هذا الباب، وسمّوه بباب كوكب الزهرة، وتمثله إلهة الحب والجمال أفروديت (Aphrodite) ومعنى اسمها «الوردة الفرحة». والرومان سموه باسم الربة فينوس (Venus) المرادفة لديهم لأفروديت.

وحينما حكم البيزنطيون، وكانت المسيحية قد أُدخلت إلى المنطقة على يد الإمبراطور قسطنطين الأول في القرن الرابع الميلادي، أطلقوا على الأبواب أسماء القديسين. وهكذا صار اسم الباب باب توما نسبة إلى القديس توما أحد تلامذة السيد المسيح. وفي أيام الإمبراطور البيزنطي هرقل كان اسم زوج ابنته توما وكان والياً وبطريركاً لدمشق فأمر بتقوية وترميم باب توما فنُسب إليه الباب خطأ. وكانت مهرجانات عيد القديس توما تُقام عنده.


صورة قديمة لباب توما
تعود إلى حوالي ثلاثينيات القرن السابق

نزل عليه عمرو بن العاص عند الفتح العربي الإسلامي (14هـ/634م). وقيل بل شرحبيل بن حسنة. وفي العهد الأموي شُيّد عبد الله بن درّاج كاتب معاوية برجاً، عُرف باسم برج الدراجية، زالت آثاره، وأثناء الحصار العباسي نزل على هذا الباب حميد بن قحطبة.

رمّمه نور الدين زنكي، وأقام عنده مسجداً، ورفع فوق الباب مئذنة، كما فعل مع بقية أبواب المدينة. وحينما نُظمت المنطقة في بدايات الاحتلال الفرنسي، أزيل المسجد والمئذنة حسب ما ارتأى المهندس الفرنسي إيكوشار.

في العهد الأيوبي، أعاد الملك الناصر داوود بن الملك المعظم عيسى بناءه، ونقش على عتبته من الداخل نصاً يؤرخ ذلك.

في العهد المملوكي أمر نائب الشام تنكز بإصلاح الباب. فجُدّدت حجارته، ورُفع مدخله، ونُقش على عتبته من الخارج ما يؤرخ ذلك.

ارتفاع الباب الحالي 438سم وعرضه 322سم وسماكته 7م. قاعدته من الأحجار الرومانية الضخمة. كان أمامه جسر روماني فوق النهر، ولكنه أزيل فيما بعد.

فاطمة جود الله

المصدر: كتاب سورية نبع الحضارات