علي منير الأسد وأطول لوحة نحاسية في العالم

حين يتحول قلبك إلى عينين يمكنه أن يخرج إلى العبق النحاسي فيغل عناقاً، عندها تكون في حضن الزمن السوري بعيداً وقريباً مغموراً بنشوة عتيقة يندر أن تحظى بها في مكان وزمان واحد! لكن يمكن لهذه اللحظة المموسقة بالدهشة أن تتكرر أمام لوحة جدارية نحاسية تحتوي سورية بكل طعوم التاريخ ومحطات الفخار، هذا ما تستشعره تماماً أمام عمل يغمر ذاكرتك بألوان الحكايا والأساطير والبطولات والعطاءات التي خرجت منذ التاريخ البعيد إلى العالم، أرجواناً وحرفاً، فيكون لهذا العمل الحق أن يعود إلى العالم، وليس دخوله موسوعة غنيس كمنجز سوري إلا استعارة رمزية لعطاء سورية عبر التاريخ للإنسان في العالم من معرفة وجمال وسلام، عمل يتجاوز حجمه 122 متراً مربعاً بحسب غنيس، ولكي تقطعه عيناك بصرياً فأنت بحاجة لكثير من الوقت، ولكن لتقطعه عيناك روحياً فأنت بحاجة لكل العمر كونك منه وتعيشه! أمام هذا العمل تشعر برهبة تكثف الزمان والمكان، وتعود بالجذور إلى البذور.

علي منير الأسد فنان استطاع بقلبه السوري أن يخفق بهذا الحب الذي ينثره ياسميناً للعالم من مهرجان المحبة، ياسمين ُيقطف من زمان ُمطيب بالعطر من عمر سورية، عابراً من السومريين إلى الآراميين مروراً بـالغساسنة والعباسيين والمماليك والفرنسيين وصولاً إلى الاستقلال، ليختم العمل عند الحركة التصحيحية كصفحة مشرقة في عمر سورية، لكنه لا يختم تماماً بل يترك إمكانية إضافة الكثير من الجداريات لهذه اللوحة، فسورية الحضارة ستبقى قادرة على تقديم المزيد من العطاء.

عمار حسن - اللاذقية

اكتشف سورية