المعرض الجماعي الأول لطلاب كلية الفنون الجميلة في فندق الديدمان بدمشق

شهد فندق ديديمان دمشق، يوم السبت 5 شباط 2011، افتتاح المعرض الجماعي الأول لطلاب كلية الفنون الجميلة بحضور الدكتور وائل معلا -رئيس جامعة دمشق- والدكتور محمود شاهين -عميد كلية الفنون الجميلة- والدكتور إحسان العر -الوكيل الإداري بكلية الفنون-.

أكثر من 40 عملاً تشكيلياً، هي نتاج 38 طالباً وطالبة على أبواب التخرج من قسم التصوير الزيتي، تجارب تشكيلية نقف أمامها متأملين نتاج تشكيليو المستقبل بتجاربهم التي حاكت مختلف المدارس التشكيلية، من الواقعية والتجريدية والتعبيرية، إضافة لبعض اللوحات التي أخذت من الجدارية تشكيل لها.

كما جاءت تجربة عرض الأعمال التشكيلية في بهو فندق، خطوة مهمة على صعيد فتح الباب بشكل أوسع للطلاب والفنانين التشكيليين بتوفير أماكن عرض أكثر، فالفكرة من منطلقها ممتازة وتحسب لإدارة الفندق، التي ستخصص مكاناً كصالة عرض دائمة للأعمال الفنية، وما لها من فائدة ثقافية تعرف السائح بالمنتج الثقافي السوري في مكان إقامته، وهي دعوة لجميع فنادق دمشق أن تستثمر هذا الجانب الثقافي بفتح صالات عرض في أبنيتها وتقديم الفن السوري وبشكل مباشر للسائح العربي والأجنبي ولكن بشروط العرض الصحيحة التي افتقدها هذا المعرض الجماعي الأول لطلاب كلية الفنون الجميلة في فندق ديديمان دمشق، فالشروط التقنية التي شهدها بهو فندق ديديمان دمشق، لم تكن وبحدها الأدنى متوافقة مع شروط عرض الأعمال التشكيلية، وهذا ما ظلم التجارب التشكيلية للطلاب المشاركين، فجاءت أعمالهم ضمن فضاء بصري مشوش، إضافة لعدم وجود مساحات كافية تتيح للمتلقي معاينة اللوحة التي وضعت على حوامل خشبية وغياب كامل للإضاءة الخاصة بالمعارض الفنية التي تراعي إظهار القيم اللونية لكل لوحة.

وغابت عن اللوحات المعروضة بطاقات تعرف على اسم الطالب - صاحب العمل التشكيلي-، واستطعنا التعرف على بعض الأسماء المشاركة من خلال التواقيع ومن خلال السؤال لبعض المشاركين، ومنهم: ليلى يوجينيا كركي، لين حبيب، جوان خلف، حسام علوم، عادل داوود، جورج قبرصلي، عماد حبّاب، عفاف يونس، حسين طربيه، ريمي حداد.


الطالب عادل داوود

«اكتشف سورية» زار المعرض الجماعي الأول لطلاب كلية الفنون الجميلة في بهو فندق ديديمان دمشق والتقى عادل داوود طالب سنة رابعة في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم التصوير، وعن مشاركته في المعرض يقول: «أشارك بعملين قدمتهما كتمهيد لمشروع التخرج، إحداهما عمل تعبيري والأخر أقرب إلى التعبيرية التجريدية، وما يقدمه هذا الخيار من حرية أكبر في عملية بناء العمل التشكيلي، ضمن إيقاعات اللون المختلفة، وهي تجربة أقف عندها وأعرضها أمام المتلقي لتبادل الآراء معه وخاصة أنه قادم من ثقافة أخرى، كما أنه من المفيد إشراك طلاب الفنون في معرض مشترك، كهذا المعرض، وإن كان المكان متواضع من الناحية التقنية».


الطالب جورج قبرصلي

من جانبه يشير الطالب جورج قبرصلي طالب سنة ثالثة قسم التصوير، لأهمية هذا المعرض رغم طريقة العرض التي لم ترتق إلى المستوى المطلوب وعن مشاركته يقول: «هذا أول معرض أشارك به، حيث أقدم عملين تعبيريين ضمن موضوعة البورتريه مبتعداً عن التفاصيل والمقاييس الواقعية، متجهاً نحو اللون وتحوير الشكل، والوصول إلى التأثير المراد من خلال البقع اللونية التي استخدمتها في تشكيل البورتريه، معتمداً على ضربات الريشة وألوانها المؤثرة من خلال البحث عن الجديد في عملية التشكيل الفني».

أما عماد حبّاب طالب سنة رابعة في قسم التصوير والذي شارك سابقاً بمعرض مشترك في كلية الفنون، إضافة لمعرض في المركز الثقافي الألماني، فقال: «إن شروط العرض القائمة في بهو فندق الـ" ديديمان" أفقدت الأعمال جوهرها اللوني. وعن مشاركته في المعرض يتابع: رغم عملي السابق في مجال المدرسة الانطباعية إلا أنني في هذا المعرض قدمت تجربة تعبيرية مباشرة من خلال إسقاط الحالات الإنسانية على الجمادات، أو بمعنى آخر أنسنة الجماد، الذي يشهد على حياة الإنسان وانفعالاته، مستعيدناً باللون كخيار تعبيري فني».


الطالبة عفاف يونس

من جهتها تحدثنا عفاف يونس طالبة سنة رابعة قسم التصوير، والتي شاركت سابقاً بمعرض جماعي نقال ضمن نشاط للحزب الشيوعي في حلب، والسويداء، والحسكة، واللاذقية ومشاركة أخرى مع الحزب السوري القومي الاجتماعي، في المدينة الجامعية بدمشق، إضافة لمعرض جماعي في كلية الفنون الجميلة. وعن مشاركتها في هذا المعرض الجماعي تقول: «أشارك بعمل واحد تحت عنوان الطبيعة الصامتة، وهو مشروع سأنطلق منه لتقديم مشروع التخرج، معتمدة على أنسنة الموجودات، وتحوير الشكل ضمن المقولة التي أنطلق منها». وعن إشكالية العرض التي عُرضت بها أعمال جميع الطلبة فتعلق: «بغض النظر عن مكان العرض والذي لم يكن بالخيار الأنسب من حيث شروط العرض الصحيحة، إلا أن هذا المعرض فتح مجال للحوار مع متلقين مختلفين من بلدان عديدة، نسمع رأيهم، ومن الوارد أن تتم عملية بيع بعض الأعمال وهذا شيء جيد جداً كوننا طلاب على أبواب التخرج».


الطالب حسين طربيه

أما الطالب حسين طربيه - سنة رابعة قسم التصوير. فيقول: «المشكلة كانت بالتجهيزات الفنية والإدارية، وهنا لا أضع اللوم على إدارة الفندق فهذه تجربتهم الأولى في عرض الأعمال الفنية. وقد كانت المشكلة الأكبر في اللبس الذي وقع بشأن مفهوم ستاند العرض المختلف عن ستاند العمل. وعن مشاركته يضيف : هي المرة الأولى التي أشارك بها في معرض جماعي وهي خطوة تمهيدية لمشروع التخرج، مستعيناً بعناصر تشكيلية، مستوحاة من الأرض كأرض المرسم مثلاً، التي تكثر عليها بقع الألوان وغيرها من الفوضى المنتشرة، وتجسيدها عبر العمل الفني بمنحى تجريدي، وهو مشروع قابل للتطور ضمن التجريب الذي أقوم به».

الطالبة ريمي حداد

من جهتها تحدثنا الطالبة ريمي حداد سنة رابعة: «لا أستطيع أن أحدد عملي بمدرسة تشكيلية معينة، فلكل عمل خصوصيته التكوينية واللونية، لذا أستطيع أن أقول أنني في مجال البحث والدراسة للوصول إلى القيمة اللونية والتكوينية التي أريد، معتمدة على التجريب أساساً في عملي الفني، أما بخصوص المعرض والإشكالية التي نمَّ عنها فأقول هي خطوة مهمة ومُشجعة تعطي دفع معنوي للطلاب المشتركين، كما أنها بادرة مهمة من قبل إدارة الفندق لدعم الطلاب وخاصة أنها الخطوة الأولى قبل التخرج. فمن المحتمل أن ننتظر عشر سنوات لتتاح لنا فرصة عرض أعمالنا ضمن معرض جماعي في إحدى صالات دمشق».


الأستاذ سعود العبدالله

وفي الختام كانت لنا وقفة مع المشرف العام على المعرض الأستاذ سعود العبد الله، أستاذ تصوير في قسم العمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة فيقول: «فكرة إقامة معرض لطلاب الفنون فكرة جيدة تحفز الطالب وتمده بالطاقة للعمل والمثابرة، فكان هذا المعرض الذي أقيم برغبة من الوكيل الإداري الأستاذ إحسان العر، الذي كان يرغب بتقديم فرصة للطلاب ممن على أبواب التخرج، فكان فندق ديديمان دمشق خيار لنا تحت إشراف السيدة سوسن النابلسي، مديرة العلاقات العامة بفندق ديديمان دمشق، وهذا ليس بخيار تجاري دعائي يقوم به فندق ديديمان دمشق، فهو ليس بحاجة لذلك، فاسمه ومكانه معروفين لدى الجميع، بل هو مشروع ثقافي حقيقي تسعى إدارة الفندق من خلاله لتخصيص حيز ليكون صالة عرض دائمة للأعمال التشكيلية، فكانت البداية مع معرض طلاب الكلية، ولكن عدم دراية الإدارة بمتطلبات العرض أوقعتنا في مأزق كبير، من ناحية تشتت المشاهد ما بين الأعمال التشكيلية وديكور بهو الفندق، مما أرهق الأعمال التشكيلية وأضاع للعمل الفني جماليته اللونية، وهنا لا أحمل الإدارة مسؤولية هذا الأمر فهذه تجربتهم الأولى في هذا المجال، وقد تمت مناقشة الأمر مع إدارة الفندق حيث ستتخذ إجراءات تصحح عملية العرض بالشكل الأفضل».

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية