مواضيع ذات صلة:


    من سورية

    قصر البنات

    رسم بالضوء: تجربة فوتوغرافية لفراس كالوسية

    24/شباط/2010

    على جدران مقر المعهد الفنلندي بدمشق، يستعرض الشاب فراس كالوسية تجربته الأولى في مجال التصوير الضوئي تحت عنوان «رسم بالضوء، تجربة فوتوغرافية لفراس كالوسية»، متكئاً فيها على دمشق من خلال مجموعة من الصور المختلفة الأحجام، فمن الجامع الأمويفي دمشق وتشكيلاته البصرية التي أغرت جميع المصورين الضوئيين، إلى أسراب الحَمام، المُزين الدائم لسماء دمشق. من جهة أخرى يستقي فراس كالوسية من حركة الأضواء المتسارعة في ليل دمشق تشكيلات لونية تائهة تترابط بشكل من الأشكال مع ما تشهده دمشق من تسارع في كافة مجالات الحياة.

    «اكتشف سورية» زار معرض فراس كالوسية وأجرى معه هذا الحوار:


    الفنان فراس كالوسية

    بداية لنتعرف على فراس كالوسية.
    من أصعب الأسئلة التي تردني من الصحافة أو من الذين يريدون التعرف عليّ، هو من أنت؟ فمنذ فترة قصيرة كنت ممثلاً، وعملي الأخير كان في «الكاميرا الخفية»، وأيضاً أنا كاتب، فمنذ سنة تقريباً طبع لي أول مجموعة قصص قصيرة بعنوان «إلى أن خلق الإنسان» وقد تمت الموافقة على كتابي الثاني وهو قصص قصيرة بعنوان «أعمق من جرح» وهو قيد الطباعة، وكتبت أيضاً الأغنية ولحنتها وكان لي حوالي خمسين أغنية وبعض منها من غنائي. وكتبت السيناريو، فلدي مسلسل بعنوان «الجهات الأربعة» وثلاثة أفلام قصيرة من كتابتي وإخراجي وأربعة مسرحيات هي أيضاً كتابتي وإخراجي منها «عائلة المهرجين» للأطفال و«هارموني» للشباب و«ملكاً للأبد» للكبار و«المسيح يصلب من جديد» للكاتب الكبير نيكوس كازانتزاكيس أعددتها وأخرجتها للمسرح. وعملت في مجال التصميم والنحت للمصوغات ولدي العديد من رسمات البورتريه التي ستعرض قريباً بعد معرض الرسم بالضوء. وأكتب المقالة لجريدة بقعة ضوء ومجلة شام. فإذا أردت أن تتعرف على فراس كالوسية سأقول لك أنه إنسان بسيط يحب ويحترم كل ما هو حوله، يقدر الجمال ويراه، يعمل بحب ويقدر الإنسان وكل المخلوقات ويرى أنها صور ورسمات قد خطها الخالق بمحبته حتى نتقرب منه أكثر.

    من أجواء المعرض

    لنتكلم عن معرضك الفردي الأول في مجال التصوير الفوتوغرافي.
    بالنسبة لمعرضي الفوتوغرافي الأول، هو حلم أسعى إليه منذ حوالي السنتين، ومن المفترض أن يكون بسيطاً مثلي ويعبر عني وعن كل ما هو من حولي، وبما أنني شاب وليس لي اسم فني وحالتي المادية صعبة أصبح حلمي هذا شبه مستحيل على كافة الأصعدة، وباختصار كان للمعهد الفنلندي اليد الكبرى لظهور هذا المعرض، فهم لم يهتموا أبداً للأمور المادية، لا على صعيد استئجار المكان ولا على صعيد نسبة البيع وكان هدفهم الوحيد هو الفن ونشر الثقافة الجميلة، وبدوري أقدم لهم جزيل الاحترام والتقدير، لهم ولأصدقائي وأهلي الذين اهتموا بفني.

    الفن الفوتوغرافي يقوم على الحس البصري لتشكيل صورة فوتوغرافية ثابتة يخلد من خلالها المُصور لحظة عابرة في حياتنا المتسارعة، ما هي الأسس التي اعتمدت عليها خلال تجربتك هذه؟
    تذكرني - بهذا السؤال - بعبارة للكاتبة الكبيرة أحلام مستغانمي تقول فيها: «الصورة: لحظة صمت طويل» لذا لا أعتبر نفسي مصوراً، أنا شخص يرى جيداً ويشعر. فكل ما هو حولنا جميل، الأساس الذي اعتمدته أولاً وأخيراً هو الجمال، والأماكن التي ألقيت بعدستي الفوتوغرافية عليها كلها جميلة وتستحق لحظات طويلة من الصمت والإصغاء، وكان المحرك الأكبر لعملي هذا هو إحساسي الداخلي للجمال الذي أشعر به، وكانت لعيني الثالثة (العدسة) فضاؤها الخاص، فتارة تكون مفتوحة وتارة مغلقة تنظر بدقة وروية، وفي النهاية هي عملية اندماج بيني وبين العدسة، فنحن الاثنان نستقي الجمال من دمشق.

    من أجواء المعرض

    لدمشق تاريخها وصورتها القديمة المتمثلة في شوارعها وأزقتها المتناثرة عبر أرجائها، وهي ملهمة أساسية لفناني التصوير الفوتوغرافي، كيف استفاد فراس من سحر دمشق؟
    نعم. في دمشق تاريخي وديني، ونبض قلبي وحنيني، دمشق تلمستها بقلبي قبل صوري، وفيها عاهدت الياسمين. لدمشق تحديداً الوقع الكبير في حياتي، فهي أم ورحم وقلب شربت من مياهه، حتى سرى في عروقي بردى وقاسيون فارس دمشق وجبهتها، فكل شيء في دمشق ينضح شعراً ومحبة وجمالاً، وأنا في هذا المكان صخرة صغيرة تترامى على سفوح قاسيون، تتلذذ في كل ثانية بجمال دمشق الخلاب.

    تعددت المواضيع التي قدمتها في معرضك هذا ومنها صور متسارعة لحركة الضوء، ما هي فكرتك الأساسية؟ وعلى ماذا اعتمدت في التقاط هذه الصور؟
    في طلعات التصوير الليلية كان لي عدة تجارب ما بين إعدادات الكاميرا والإضاءات التي كانت تحيط بي، صناعية كانت أم طبيعية كالقمر. والمعروف أنه عندما يكون هناك تصوير ليلي عليك باصطحاب حامل للكاميرا لتأمين عدم اهتزازها، فبدونها النتيجة صورة مهتزة غير واضحة وضبابية (فلو)، وأيضاً التصوير من السيارة يعطينا حركة في الصورة يسمى (موشن)، ومن هذا وذاك فكرت في الرسم بهذا الأضواء الليلية.

    هل نستطيع أن نقول أن معرضك هذا كان بداية لمعارض مستقبلية في مجال التصوير الفوتوغرافي؟
    أتمنى ذلك. سيكون لي معارض وتجارب أخرى إن سمحت لي الظروف المادية، ووجدت معهداً يرعى فني كالمعهد الفنلندي.

    كلمة أخيرة.
    كلمتي الأخيرة هي «الفن من أجل الفن» وأتمنى أن يأخذ كل شيء حقه ومكانه أكان فناً أم أدباً أو غير ذلك. وأرى أن الشباب بحاجة للرعاية الفنية والأدبية.

    يذكر أن المعرض مستمر لغاية 15 آذار يومياً من الساعة الخامسة حتى التاسعة مساءً في مقر المعهد الفنلندي بدمشق- باب شرقي – حارة الزيتون.


    مازن عباس
    اكتشف سورية

    طباعة طباعة Share مشاركة Email

    المشاركة في التعليق

    اسمك
    بريدك الإلكتروني
    الدولة
    مشاركتك