شكران الإمام بعد عشر سنوات على رحيل فاتح المدرس
هناك مشاريع لنشر مذكراته وحواراته مع أدونيس

18/حزيران/2009

له ما له من سحر وألوان وحضور في الغياب، ولها مرسمه في ساحة النجمة ومجموعة لوحات أهداها إياها لتقيم منها معرضاً يحيي ذكراه بعد عشر سنوات على غيابه.

تبدأ السيدة شكران الإمام زوجة الفنان التشكيلي الراحل فاتح المدرس حديثها مع «اكتشف سورية» في الإجابة عن سؤال: ما هي النشاطات التي تنوون القيام بها لإحياء ذكرى المدرس؟

«بعد رحيل فاتح المدرس اكتشفت أن له قوة سحرية، فهو لا يُنسى أبداً وذكره حاضرٌ بين الأصدقاء بشكل خاص وفي الأوساط الثقافية، خاصة وأنه لم يكن فناناً تشكيلياً فقط بل شاعراً وقاصاً أيضاً، كل هذا يجعل منه المثقف الحاضر أبداً حتى بعد عشر سنوات على غيابه، أما من حيث النشاطات التي أقوم بها لأجل ذكرى المدرس فهي كثيرة، هناك مشاريع نشر وحتى قراءات لما نشره المدرس أو ما كتب عنه، لكن كل هذا سأقوم فيه ببطء وحسب توافر الفرص والمال الذي يمكن أن يدعم مثل هذه المشاريع».

تحدثت عن مشاريع نشر، ما الذي سينشر على وجه التحديد؟

«لدي عدة مشاريع نشر، هناك مجموعة قصصية أنجزها المدرس ولم تنشر بعد، إضافةً إلى مشروع لنشر مذكراته ومعظمها مكتوبة بخط يده، كما أن هناك مشروع لنشر حوارات بين المدرس وأدونيس وهذا العمل بالتحديد سيتم نشره عن طريق السيدة منى أتاسي».

برأيك ما الدعم المطلوب والمشاريع التي تقترحينها لإحياء ذكرى المدرس؟

«هناك كثير من المشاريع التي يمكن من خلالها إبقاء ذكرى المدرس حاضرة، أما من حيث الدعم فأعتقد أننا بحاجة إلى مؤسسات تدعم مثل هذه المشاريع، علماً أنني لا أقبل دعماً من أي جهة تعرضه فهذا ربما يسيء إلى ذكرى فنان كبير بحجم المدرس».

عاش المدرس في مرحلة توصف بكثرة الفنانين المنتمين لأيديولوجيات معينة، إلى من كان المدرس أقرب؟

«أعتقد أنه كان خارج الأيديولوجيات كلها ولم يستوعبه أي تنظيم محدد، وبالتأكيد كان المدرس دائماً سورياً بامتياز، على سبيل المثال في روما كان مع مقاطعة إسرائيل وضد التطبيع، وكان بإمكانه أن يبقى في روما لكنه لم يرضَ، كما أنه لم يرض أن يأخذ الجنسية الألمانية لأنه يعلم أن جذوره هنا وأن هذه الجذور تجف خارج هذا البلد».

أين يكمن اختلاف فاتح المدرس عن غيره من الفنانين التشكيلين؟

«اختلاف المدرس يبرز من خلال إيمانه أن الفن هو جسر تواصل، ويعتبر الفن إتقاناً وإزالةً للحواجز أياً كانت، وبالتحديد حاجز الخجل من التواصل مع الآخر، لذا كان لديه عدة قنوات للتواصل فكتب الشعر والقصة إضافةً للرسم الذي كان يعشقه».

هل كان المدرس بنفس المستوى في مختلف الحقول الإبداعية التي أنتج فيها؟


السيدة شكران الإمام

«كما قلت أنجز المدرس في الشعر والقصة والرسم، وبالتأكيد ربما أخطأ بمكان ما لأنه إنسان والخطأ دليل الحياة، وأذكر هنا إحدى كلماته التي كان يرددها دائماً: أيها الخطأ الرائع أيها الإنسان، وأعتقد أننا من خلال الخطأ نصل إلى الصواب وهذا ما كان فاتح المدرس حريصاً عليه دائماً».

ما أكثر الأشياء التي كانت تزعج المدرس باعتقادك؟

«لقد قالها في الفيلم الذي أنتج عنه: الصوت العالي الآمر والظالم، لقد كان يكره الظلم بكل أشكاله وتجلياته، ظلم الإنسان أو ظلم الطبيعة، وكل ما كان يسيء للإنسان كان يزعجه».

أين يكمن الأثر الذي تركه المدرس في اللوحة التشكيلية السورية، خاصة أن بعضهم يحاول وضعه في قالب التجريد؟

«لم يكن المدرس مجرداً فقط، فهو كان يؤكد دائماً على أن أمام التجريد بوابات واسعة، كان إذا جرّد فتجريده تعبيري بمكان ما، وتجريده يتبع إلى لغة تجريد الموضوع. أما بالنسبة للفنانين الشباب فأعتقد أن من يبدأ بالتجريد قابل للضياع، فالتجريد ليس لغة تشكيلية سهلة الإنجاز».

كان لدى الفنان فادي المدرس اعتراض على تحويل المرسم إلى صالة عرض، ما الذي تقولينه في هذا الموضوع؟

«لا أرى أن أحداً يستطيع الاعتراض على هذا الإجراء، خاصة وأننا بالأصل لا نملك المكان، إنما هو مستأجر بموجب عقد إيجار قديم، وأي قانون إيجار جديد ربما يجعلنا نخسره، ومن جهة ثانية نحن لا نبيع لوحات لفاتح المدرس في هذا المكان، أي لا هدف تجاري من المعارض التي تشمل لوحات لفاتح المدرس».

ماذا عن لوحة «جبل الشيخ» التي كانت مسروقة وأعيدت؟

«هذه اللوحة سرقت من معرض أقيم لفاتح المدرس في غاليري السيدة منى أتاسي، وهي آخر لوحة أهداني إياها فاتح، وبالفعل لم يتم العثور عليها أو معرفة من سرقها إلا منذ فترة قريبة، عندما أتى أحد الأشخاص وأعادها لي، كنت سعيدة جداً بعودة هذه اللوحة لأنها جزء مهم من الذاكرة، ليس فقط الفنية إنما الشخصية أيضاً».


عمر الأسعد
اكتشف سورية

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك