اكتشف سورية يحاور فادي المدرس
فادي المدرس: أعمالي ليست نسخة عن أعمال والدي

07/أيار/2009

يخرجُ من قيود المدارس الفنية ليشكل لوحته، ويعمل على صياغة أسلوبه الخاص بعيداً عن طرائق والده، لكنّه يقرُّ أنَّ الأب يَخرج في لوحات ابنه بشكلٍ لا شعوري حتّى وإن لم يكن هذا الأب فناناً، فكيف إذا كان فناناً من وزن فاتح المدرس.


الفنان فادي فاتح المدرس يخص «اكتشف سورية» بهذا الحوار بمناسبة افتتاح معرضه المقام في صالة السيد للفنون التشكيلية كتحية لذكرى رحيل المدرس الأب والتي تصادف هذه الأيام.


لنعود في الذاكرة إلى المراحل الأولى من منزل فاتح المدرس وحتّى كلية الفنون كيف تنظر لهذه الفترة؟


من أعمال فادي المدرس

شيءٌ مهمٌ جداً أن تولد في بيت فنان، أذكر أني تعاملت مع اللون من الطفولة وكنت أحاول فهمه وهذا ما ساعدني فيه والدي، فأحببت الرسم الذي تعلمته ربما قبل الكلام، وأصبح جزءاً من يومياتي وشيئاً مألوفاً لأعبر من خلاله. من ناحيةٍ أخرى كان اسم والدي يدفعني ويشعرني بالفخر، لكنّه في نفس الوقت حمّلني مسؤوليةً كبيرة، حتّى في صغري أذكر أنّي كُنت المرشح الأول لدروس الرسم في المدرسة، ومطلوب مني إنجاز هذه الدروس بجدية وتقنيةٍ عالية لأني ابن فاتح المدرس. كل هذه التفاصيل، إضافةً لاحتكاكي بالرسم بشكل يومي، دفعتني لدخول كلية الفنون الجميلة وكانت محطة مهمة طورت إمكانياتي وقدرتي في التعاطي مع المادة، خاصةً أني درست على أيدي أساتذة كبار، ثم تخصصت بالتصوير الزيتي لأتخرج من الجامعة عام 1989. وفي هذه المرحلة أذكر والدي كثيراً فهو لم يحاول دفعي إلى خطٍ معين في الرسم، وترك لي حرية الاختيار، حتّى عندما كان يرى لوحاتي لم يتدخل فيها إلا من وجهة نظر أكاديمية فيما يتعلق بقواعد التشريح والظل والنور وما إلى ذلك، لكن اسمه الكبير كان يلقي على كاهلي مسؤوليةً كبيرة.

أين ترى أوجه الشبه والاختلاف بينك وبين والدك؟

أذكرُ أني عشت أجواء والدي كلها ما خلق شكل من التواصل بيني وبين هذه الأجواء التي كان يلتقي فيها أصدقاءه من أدباء وشعراء ومثقفين وكلهم من أوساط النخب الثقافية، فكنا نعيش نفس الأماكن، لكن هذا لا يعني أن تخرج أعمالي نسخة عن أعمال والدي، لأني أسعى إلى إيجاد هوية أو أسلوب يميز عملي، علماً أن والدي لا يغيب عن مخيلتي أثناء العمل فهناك خيط خفي معه هو هذا الإحساس الذي ورثته منه أذكر أنّه كان يقول لي: «الرسم يطهر الروح ويعطيها قيم الحياة» ربما تختلف ألواني وخطوطي وتقنيتي في العمل عن أبي لكن روح العمل أو جوهره مرتبط بما أنجزه والدي من قبلي.

من أعمال فادي المدرس

تكلمت عن أسلوبك وهويتك أين أنت من هذا اليوم بعد التجربة؟

أقمت قبل سفري إلى الولايات المتحدة عدة معارض، تعرضت بعدها للمديح والانتقاد كأيّ فنانٍ، لكني كُنت أخشى أن يكون المديح سببه المجاملة لأني ابن فاتح المدرس، ما دفعني للبحث أكثر عن خصوصيتي وأسلوبي وهذا بدوره حرضني على السفر، فسافرت إلى أميركا، واشتركت في المعرض السنوي العام للفنانين المحترفين، وأخذت الجائزة الثالثة من قبل لجنة تحكيم لا تعرفني أو تعرف والدي، هذا خلق لي ثقة أكبر بعملي وبأنّه مقبولٌ جماهيرياً.

ماذا عن المرحلة الأمريكية والاحتكاك بالفن هناك؟

أمريكا خليطٌ غريب، ففي يوم واحد يمكن أن ترى فنانين من جنسيات مختلفة، ما يعني تنوع بالمدارس والتجارب والثقافات. هذا خدم تجربتي كثيراً وجعلني أعرف قيمة الفن التشكيلي في سورية، فهو رائد بالنسبة لكثيرٍ من البلدان والثقافات الأخرى.

كيف تقرأ لوحتك إذاً بعد كل هذه التجربة؟

أرى أني أتطور في عملي وفي لوحتي مع المحافظة على خط أو روح معينة للعمل الفني المنجز، وهذا شيء ضروري لأي فنان، ووصلت لمرحلة أشعر فيها بالرضا نوعاً ما، لكن في النهاية الحكم على العمل الفني يعود للجمهور باعتقادي انجاز عمل مقبول جماهيرياً شيء صعب ومهم في نفس الوقت.

من أعمال فادي المدرس

ماذا عن لوحات هذا المعرض، خاصةً وأنّه يحوي أعمال لفاتح المدرس وأعمالاً أخرى مشتركة بينكما؟

اتبعت في أعمالي لهذا المعرض تقنية خاصة من حيث اختيار المواد أو حتّى السطح الذي أعمل عليه، هناك لوحات استخدمت فيها ألوان ترابية ركبتها بنفسي لأعطي ملمس غرافيكي للوحة ما يسمح لي بتقديم ألوان وأشكال تعبر عن موضوعاتي التي أستمدها من الذاكرة والخيال وحتّى المشاهد اليومية المؤثرة في وجداني كفنان وهنا أذكر قولاً لوالدي: «الرسم يعطي صوراً موجودة بمكان لا يستطيع الإنسان رؤيتها. قررت في هذا المعرض أن أعرض لوحات لوالدي مع لوحاتي، إضافةً إلى لوحاتنا المشتركة التي صغتها تحت إشرافه، وهذه اللوحات ليست للبيع بالتأكيد. إضافة لمجموعة أعمالي الخاصة سأعرض آخر لوحة أنجزها والدي واللوحة الواقعية الوحيدة له وهي عبارة عن رسم لجدتي أي والدة فاتح المدرس.

مرسم فاتح المدرس تحول إلى صالة عرض، لماذا لم تعرض لوحاتك فيه؟

كنت أتمنى أن يبقى مرسماً ولا يتحول لصالة عرض لكن شاءت الظروف أن يتحول لصالة عرض، وأنا لا يمكنني البقاء فيه دائماً كي أشغله، المهم أنّه بقي يحمل اسم فاتح المدرس ولم أعارض تحويله لصالة عرض لكني كنت أتمنى أن يبقى على حاله ولن أدخل في تفاصيل الخلافات أكثر.


عمر الأسعد
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
mounia:
اهلا يافادي بعد هذه المدة الطويلة من الغياب رحم الله والدك وبارك فيك وليبقى اسم فاتح المدرس مستمرا فيك بشخصيتك المرهفة واسلوبك الخاص ومبروك على نيلك الجائزة الثانية في معرض السنوي العام للفنانين المحترفي في امريكا
منية - حلب
صفوان:
مبروك يا قادي يا صديقي مبروك لك وللوالد فاتح والله يعطيك العافية والصحة لتعطينا من ابداعاتك الخاصة
والحمدلله على عودتك الى سورية - أخوك صفوان جانو - الرياض
[email protected]
ياسر هاشم:
الرجاء لي سنوات احاول الاتصال او معرفة مكان اقامة الصديق فادي المدرس فقط اريد معرفة بريدة الاكتروني مع الشكر الجزيل

lebanon
مازن ملص:
الحمد لله على السلامة يافادي ياصديق الطفولة والشباب والف الف مبروك - أخيرا لقيتك واتمنى لك كل النجاح والتوفيق - برجاء ارسال بريدك الالكتروني

الامارات