أوبرا أليكو لرخمانينوف على خشبة المركز الثقافي الروسي
ضمن مهرجان شفق القطب الشمالي

14/كانون الثاني/2009

كان جمهور الموسيقى على موعد فريد من نوعه يوم 27 كانون الأول 2008، كونها المرة الأولى بتاريخ المركز الثقافي الروسي بدمشق التي يتم فيها عرض كامل لأوبرا على مسرحه.

فبعد «دايدو وإنياس» في قصر المؤتمرات عام 1995 و«تراجيديا كارمن»، و«زنوبيا ملكة تدمر» في دار الأسد للثقافة والفنون عام 2008، تكون أوبرا «أليكو» لرخمانينوف هي العرض الأوبرالي الرابع في دمشق.

إن العمل الذي أحياه كورال المعهد العالي للموسيقى بقيادة فيكتور بابينكو وبمرافقة ناتاليا كوتشوروفا على البيانو ومشاركة المغنين المنفردين فلاديمير مالتشينكو، رنا حداد، مارك رايدي وسعيد الخوري، يأتي ضمن سلسلة حفلات «مهرجان شفق القطب الشمالي» التي يحرص المركز الثقافي الروسي على إحياءها كل عام احتفالاً بأعياد الميلاد ورأس السنة.

كتب المؤلف الروسي سيرغي رخمانينوف (1873-1943) أعمالاً كثيراً أشهرها سمفونياته الثلاث والكونشرتات الأربع للبيانو والأوركسترا. و إلى جانب أعماله العديدة للحجرة ولآلة البيانو المنفرد، كتب ثلاث أوبرات هي «أليكو» و«فرانشسكو دا ريميني» و«الفارس البخيل».

وتعد «أليكو» أحد أعمال رخمانينوف المبكرة، وقد كتبها عام 1892 على نص «الغجر» للشاعر الروسي بوشكين، وحاز عنها على الميدالية الذهبية لكونسرفتوار موسكو.

وتجري أحداث هذه المسرحية ضمن مخيم للغجر، حيث تحكي قصة أليكو الزوج الكهل الذي تخونه زوجته زيمفيرا مع شاب غجري بسبب مللها منه، وبعد أن يشعر بالخيانة يحاول استمالة زوجته إليه ولكن عبثاً يفعل، ليكون الحل الأخير هو قتلها وقتل عشيقها معها، ويكون جزاء أليكو الطرد من المخيم والعيش وحيداً.


وقد لوحظ من خلال العرض، أنه لم يتم تجسيد هذه الأدوار مسرحياً بشكل كامل، حيث لا تواجد للعناصر التقنية من ديكور وملابس أو إضاءة، كما لم يكن هناك إلا القليل من التمثيل واقتصرت الحركة على المغنين المنفردين فقط. كذلك استعيض عن الأوركسترا بمرافقة على البيانو جسدتها ببراعة أستاذة البيانو في المعهد العالي للموسيقى ناتاليا كوتشوروفا، ولم يكن أداء الكورال والذي ضم خمسين مغنياً من طلاب المعهد العالي للموسيقى بإشراف قائده فيكتور بابينكو أقل درجة من كوتشوروفا قياساً إلى فترة التحضير القصيرة للعمل والتي لم تزد عن شهرين.

أما المغنون المنفردون فقد تأرجحت مستوياتهم، حيث ظهر مارك رايدي (وهو مغني تينور من لبنان) بمستوًى فني متدنٍ مقارنة بالمغنين الآخرين (حدادـ مالتشينيكوـ الخوري) الذين تمتعوا بخامات صوتية أجمل وإمكانيات تكنيكية أعلى، فأقنعوا الجمهور أكثر واستحقوا مع فريق العمل ككل التصفيق بحرارة.

بعد الحفل كان ل«اكتشف سورية» وقفة مع السيدة رنا حداد، وهي مغنية من طبقة سوبرانو، وقد أدت دور زيمفيرا حيث أعربت عن سعادتها في المشاركة بعمل رومانتيكي كهذا، وقارنت تجربتها هذه بدورها الذي لعبته في أوبرا «زنوبيا ملكة تدمر» لألبينوني، والتي عرضت قبل أشهر قليلة، حيث قالت: «إن العمل في أوبرا تنتمي لمرحلة رومانتيكية كـ"أليكو" يحتاج إلى قدرات تكنيكية مختلفة تماماً عما تحتاجه أوبرا باروكية مثل "زنوبيا ملكة تدمر"، حيث يتطلب غناء موسيقى الباروك رقة وسلاسة أكثر مقارنةً بما يتطلبه الغناء في هذه الأوبرا، والتي تتميز بحرية أكبر في التعبير لكنها تحتاج إلى طاقات أكثر واستخدام أكبر للإمكانيات الصوتية».


كما التقينا مارك رايدي (من لبنان)، وهو مغني من طبقة التينور، والذي أدى دور الشاب الغجري، حيث قال: « سبق لي العمل مع المركز الثقافي الروسي مرات عدة من قبل، لكن هذه التجربة هي الأولى لي مع كورال سوري، كما أنها المرة الأولى التي أغني فيها دوراً كاملاً في أوبرا»، وأضاف: «هذه التجربة فريدة من نوعها، لقد تفاجأت في نوعية العمل والالتزام الموجودين، ولا أستطيع القول كم كان مدهشاً الانضباط الموجود ضمن المغنين والكورال على حد سواء، وأتمنى أن تتكرر تجارب كهذه في المستقبل».

كذلك التقينا سعيد الخوري، وهو مغني من طبقة الباص، والذي تحدث عن تجربته قائلاً: «رغم أني كنت متعباً لأدائي البارحة في حمص أغانٍ تنتمي إلى عصر الباروك، إلا أن صوتي اليوم كان مرتاحاً تماماً ومسموعاً بشكل جيد في الصالة»، وأكمل: «رغم صغر الدور الذي لعبته في الأوبرا حيث كان لي أغنيتان فقط، إلا أن الدور أفادني كثيراً وأشعر أنه لاءم صوتي تماماً».


.


مالك كورية
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
متابع:

أمر جيد أن تكون هذه هي المرة الرابعة التي تعرض فيها اوبرا في دمشق , يبدو أن هذه الثقافة بدأت تنتشر في بلدنا وشكرا لكم أيها المحررون في اكتشف سوريا كونكم كنتم الوحيدين على ما أعتقد الذين قاموا بتغطية هذه الاوبرا وتسليط الضوءبطريقة أكاديمية نقدية جميلة