ريم بنّا: إنه تحدي أن أغني هنا في دمشق وقد كسبتُه

10/كانون الثاني/2009

في الساعات الأولى من مساء الخميس 8 كانون الأول، كانت دمشق على موعد مع رمز من الرموز الوطنية الفلسطينية إنه المغنية ريم بنّا، التي حملت تراثَها ووطنَها في أغنياتها لتكن سداً منيعاً للمحاولات الصهيونية التي تسعى لطمس معالم التراث الفلسطيني. لقد جاءت إلى سورية التي تعيش القضية الفلسطينية إعلامياً وسياسياً، شعباً وحكومة. لقد جاءت من فلسطين محملةً بهوائها وليمونها وبقصص شهدائها، كباراً وصغاراً وشيوخاً. جاءت من تحت الحصار الظالم المفروض على أهلنا هناك، وهي تحمل غصّة عبرت عنها في بداية الحفل: «إن الغصة التي أحملها هي أنني جئت في ظرف صعب، جئت من وسط المجازر التي ترتكبها سلطات الاحتلال في غزة. إلا أننا لن نيأس، فنحن شعب صامد ومناضل، شعب يريد الحياة ويحب الحياة... جئت إليكم أحمل صوت كل فلسطيني إلى سورية، جئت من الناصرة، وصفد، والخليل، جئت من غزة، والقدس، ورام الله، جئت من كل بقعة فلسطينية لأوصل التحية إلى سورية. وبما أن فلسطين محاصرة، فانني سأحملُكم عبر الموسيقا والأغاني الفولكلورية لتروا فلسطين وتسمعوها بكل أشكالها وتحسوا بها».


في حفل جميل قامت برعايته الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية أسعدَتِ الجمهورَ السوري الذي غصَّ به مسرحُ سينما الزهراء، وبروح الشباب وذاكرة الكبار كان الاستقبال الكبير لهذه الفنانة.


حضر «اكتشف سورية» الحفل، والتقى المغنية مع أعضاء الفرقة الفلسطينية وكذلك بعض الحضور.



تربطها علاقةٌ وثيقة بسورية، فيها الحب والافتخار. لقد عبرّت الفنانة الفلسطينية ريما بنّا وقالت: «إن حبي لسورية قديم جداً، فجدتي من سورية. لقد غنيتُ في الجولان السوري المحتل في نيسان 2008، وأنا الآن في دمشق. إنني فخورة جداً بتواجدي في دمشق عاصمة الثقافة والمقاومة. إنه تحدي وقد كسبتُه بأن أكون معكم هنا، وأن أرى كل هذا الحب من الشعب السوري، إنه حلم وتحقق لذا فأنا أريد أن أشكر الشعب السوري والأمانة العامة لاحتفالية دمشق».


وعن التراث الفلسطيني أضافَت: «أسعى جاهدة للمحافظة عليه من خلال توثيق التراث الغنائي الفلسطيني، فهنالك الكثير من المحاولات لطمسه وكذلك لإلغاء الهوية الفلسطينية. نحن شعب صامد ومقاوم ونحب الحياة»، وأضافت: «لقد جئتُ من القدس، والناصرة، ونابلس، ويافا، وحيفا، وعكّا، وصفد، وأحمل كل الحب من فلسطين إلى سورية».


ليونيد آليكسيينكو في حفلة ريم بناأما ليونيد آليكسيينكو -عازف الغيتار من أوكرانيا-، فقد وصف انطباعاته عن الحفل وقال: «هذه ليست الزيارة الأولى لي لسورية، فقد زرتُ الجولان السوري المحتل عدة مرات. أما الجمهور! كيف يمكنني أن أصفه؟  لقد كان الحضور رائع، إنهم يحبون فلسطين والتراث الفلسطيني بشكل لا يوصف، إنه فعلاً شعبٌ عربي أصيل». وأضاف «لقد لاحظتُ أثناء تجوالي في دمشق أن العلم الفلسطيني موضوع إلى جانب العالم السوري في كثير من الشوارع. لم أرَ مثل هذا الشيء في أي بلد عربي كنتُ قد زرتُه من قبل. هذا شيء لا أستطيع أن أصفه بالعربية، فشكراً لهذه الأرض الكريمة، إنها الجنة».




مصطفى بوشو في حفلة ريما بنامن جهته، فإن مصطفى بوشو -عازف الغيتار من المغرب- قال: «هذه أول زيارة لي لهذا البلد الجميل جداً بشعبها الذواق للموسيقى، الذي ساعدنا كثيراً في إحياء الحفل بتواصله معنا في كل الأغاني التي قُدمت».


أما دافيد سولير -عازف الغيتار من إسبانيا- فقد أشار إلى أن هذا الحفل هو أجمل حفل قدمه مع ريم في كل البلدان العربية، وأضاف «توجد روح متميزة للجمهور السوري من خلال تواصله وتفاعله مع الموسيقى».



وفي تجوالنا بين الجمهور بعد الحفل، تحدّثنا مع السيدة هناء الوزيرهناء الوزير في حفلة ريما بنا -المدير العام لنادي فتيات فلسطين- وقالت: «إن هذا النادي يُعنى بالتراث الفلسطيني والمحافظة عليه من خلال نشره والتعريف به. وهذا النادي شكل من أشكال المقاومة، فالكيان الصهيوني يحاول أيضاً طمس التراث والذاكرة الفلسطينية، ومشاركة الفنانة ريم بنا في هذه الليلة هي مشاركة هامة في توثيق هذا التراث، وخاصة في هذا الوقت الذي يترافق مع العدوان على غزة. ونحن من هنا نرسل تحية إلى أهلنا في غزة الصامدة، وندعو لهم بالقوة، والصبر، والصمود، وإن شاء الله سوف تُعلن الدولة الفلسطينية مهما طال الزمن».




أما الآنسة رشا عيسى فقد عبرت عن مشاعر أكثر الحاضرين وقالت: «لقد كانتْ حفلةً رائعة جداً، كانت كالحلم بالنسبة لي وخاصةديفيد سولير في حفلة ريما بنا أنها تقام هنا. أريد أن أقول بأننا -في سورية- نعتبر فلسطين بلدنا، فأنا ارتدي الكوفية الفلسطينية وأعتبرها رمزاً وطنياً سورياً». وحول الإرهاب الذي يصنعه الكيان الصهيوني أضافت «إنني عاجزة عن التعبير عما يجري في غزة، إنها مناظر مرعبة ومؤلمة، إن العدو الصهيوني يثبت كلَّ يوم أن وحشيته ضد الإنسان ليس لها حدود».


السيد حازم إبراهيم عبَّر عن سعادته لتواجد الفنانة ريم بنّا في دمشق، وقال: «الفن من الطرق الراقية للتعبير عن الاحتجاج والرفض لما يقوم به الكيان الصهيوني من محرقة حقيقية ضد الشعب الفلسطيني».

من جانبه قال السيد سعيد جودة: «لقد قدّمت ريم تراثاً وموسيقى بطريقة مميزة، فشكراً لها ولكل من ساهم في تواجدها هنا في دمشق، وأتمنى أن أحضر لها حفلةً في فلسطين. إن هذا الحفل من الحفلات المميزة التي نظمتها الأمانة العامة لاحتفالية دمشق».

ريم بنّا في سطور:
من مواليد الناصرة في الجليل.

تخرجت من المعهد العالي للموسيقا في موسكو عام 1991، وتخصصت في الغناء الحديث وقيادة المجموعات الغنائية.

تزوجت في العام نفسه من ليونيد آليكسيينكو الذي درس معها الاختصاص نفسه، وهما يعملان معاً في مجال التلحين والموسيقا.

من أبرز الأنماط الغنائية التي انفردت بتقديمها «التهاليل التراثية الفلسطينية»، وهي تنقل نصوصاً من التراث الفلسطيني، وتعطيها لحناً من وحي الموسيقا التراثية، وتوزعها بالتعاون مع ليونيد بشكل حديث لكي ينجذب إليها جيل الشباب.

حصلت ريم بنا على جوائز عالمية وتكريمات، ومن ألبوماتها: جفرا، الحلم، مرايا الروح، مواسم البنفسج.


مازن عباس
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
متابع:

قرأت هذا المقال كما قرات غيره وعلقت على احدهم وأود التعليق على هذا المقال وهو انه جميل ان نذكر كل ذلك الكلام المعسول عن ريم البنا وعن حضورها وعن أحداث غزة الاليمة ولكن فات المحرر ان يذكر أي شىءعن الأغاني او البرنامج المغنى وكنت اود لو كان هناك تفاصيل اكثر عن هذا الموضوع وشكرا لجهودكم