مشروع رائد لترميم أكثر من 10 ألاف كتاب ومخطوط
بين دفتي المكتبة الوقفية بحلب

26/تشرين الثاني/2008

استوعبت المخطوطات الاسلامية عبر التاريخ تراث المسلمين في شتى بقاع الارض وفي مختلف مجالات المعرفة البشرية وشكلت الوعاء الذي احتوى عصارة فكرهم وخلاصة تجاربهم وثمرات عقولهم على مر العصور.
وتحتوى المكتبة الوقفية بحلب التي تأسست عام 1345 هجرية في مقر المدرسة الشرفية الشافعية اكثر من 10 الاف كتاب بين مخطوط ومطبوع تم جمعها من عدة مكتبات في مدينة حلب ويتم العمل حاليا على ترميم وفهرسة هذه المخطوطات بالتعاون مع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن، ومكتبة الإسكندرية بالقاهرة، ومركز جمعية الماجد بدبي، لحفظ هذه الكنوز المعرفية وتصويرها وصيانتها وإتاحتها للباحثين لدراستها ونشرها كونها تمثل جزءاً عزيزاً من وجدان الأمة الإسلامية وعنصراً هاماً من مقومات وجودها.
وأفاد الدكتور محمود المصري مدير المكتبة أنه تم خلال العام الحالي إقامة دورة لترميم المخطوطات تم خلالها تأهيل عشرين فنياً من مديرية الأوقاف والجامعة ومديرية الثقافة بحلب وهم يقومون حالياً بترميم المصاحف المخطوطة النادرة، الموجودة في المكتبة الوقفية ومنها عشرة مصاحف تعود لعصور مختلفة كـالمملوكي والعثماني وثبت على هامشها القراءات العشر حيث انتقلت عن طريق الصحابة ومنها مصحف يعود إلى العصر المملوكي قياسه 50 ضرب 70 سم ومنها مصاحف تعود إلى القرن السادس الهجري إضافة لمخطوط نادر يوجد منه إثنان في العالم الاسلامي واحد في القاهرة والثاني في مدينة حلب.
وأضاف الدكتور المصري أن دورة فهرسة المخطوطات التي تم من خلالها تأهيل كادر للقيام بفهرسة مخطوطات المكتبة الوقفية ومعهد التراث بجامعة حلب ومخطوطات مجمع اللغة العربية بدمشق تقام للمرة الأولى في مدينة حلب بعد إقامتها في القاهرة واستنبول ولندن والمغرب وماليزيا بالتعاون مع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن، وبمشاركة 14 محاضراً مختصاً من تونس والمغرب والعراق ومصر وسورية و 35 متدرباً من سورية ولبنان والأردن والعراق حيث تعرفوا على مناهج الفهرسة المختلفة في أوروبا والعالم الإسلامي والفروق بينهما إضافة لتطبيق عملي على نماذج المخطوطات من خلال تخريجها بكافة عناصرها المكونة على بطاقة نموذجية.
وسيتم عرض هذه المخطوطات النادرة بعد الإنتهاء من عمليتي الترميم والفهرسة في المتحف الخاص التابع للمكتبة في مقرها الجديد الذي سيتحول قريباً إلى الصالات المستحدثة شمال الجامع الكبير والتي تمتد على مساحة قدرها 1500م وبتكلفة بلغت 55 مليون ليرة سورية ويتضمن المتحف قاعة موتمرات ومكتبة تنفذ وفق نمط شرقي قوامه فنون الخط العربي.
وبيّن مدير المكتبة أن هناك عدة مشاريع في المراكز التابعة للمكتبة منها إقامة مركز للوثائق والمخطوطات في مقر المدرسة الشرقية بتكلفة قدرها 5ر13 مليون ليرة ومتحف تاريخي خاص بمدينة حلب خلال الفترة العثمانية في مقر المدرسة الأحمدية يتضمن معلومات تعرض بطريقة نصية تحوي صور وأفلام فيديو ولوحات ورسوم تؤرخ للفترة العثمانية في مدينة حلب وتبلغ تكلفته 20 مليون ليرة ويقام هذان المشروعان ضمن برنامج التعاون السوري التركي.
ويقام أيضاً مركز للخطوط والزخارف الإسلامية في المدرسة الحلوية ومتحف للسجاد في تكية أصلان داده بعد الانتهاء من ترميمها إضافة إلى وحدة لترميم المخطوطات بالتعاون مع مركز الماجد بدبي.
ويرى الدكتور أيمن فؤاد السيد خبير المخطوطات في المعهد العلمي الفرنسي للآثار بالقاهرة والمحاضر في دورة الفهرسة أن عملية إنقاذ المخطوطات الإسلامية واجب أخلاقي إضافة لكونه مهمة عاجلة في ظل التقلبات الإجتماعية والصراعات السياسية من خلال عمليتي الترميم والفهرسة التي تمثل ذاكرة الأمة وسر هويتها التي تصمد في زمن العولمة الذي يحاول التهام كل خصوصية وتفرد.


اعداد:حنان جنيكة
سانا

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك