وزراء الثقافة العرب في ختام مؤتمرهم: بيان دمشق للنهوض باللغة العربية

18/تشرين الثاني/2008


أصدر مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في ختام أعماله يوم الاثنين 17 تشرين الثاني 2008 بيان دمشق، بشأن النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة والتقرير النهائي والتوصيات لاجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية. وأكد المؤتمر الذي انعقد يومي 16 و17 تشرين الثاني الجاري أن اللغة العربية والثقافة العربية هما أساس الوحدة الثقافية وهما المكون الأساس لهويتنا القومية.

وأشار المؤتمر في بيان دمشق للنهوض باللغة العربية، للتوجه نحو مجتمع المعرفة إلى اهتمام مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في دمشق في آذار الماضي، بالنهوض باللغة العربية في مجتمع المعرفة، واضعاً بذلك هذه القضية في رأس أولويات السياسات الوطنية العربية، وأكد ضرورة تبني سياسة لغوية تلتزم التعليم باللغة العربية في المواد العلمية والحضارية على حد سواء، صونا لهويتنا الثقافية والقومية في الوقت الذي نُعّنى فيه بتعليم اللغات الأخرى.

وعبر المؤتمر في بيانه عن القناعة بأن دعم حضور اللغة العربية في الشبكة العالمية للمعلومات وفي الوسائل السمعية والبصرية، تصدياً لما تتعرض له اللغة العربية من تهميش في ظل العولمة وثورة المعلومات هو شرط أساسي للحفاظ على الهوية الثقافية العربية في هذا العصر.

وأقر المؤتمر بمسؤولية الدولة والمجتمع في استخدام اللغة العربية لغة رسمية في مختلف الميادين المعرفية والثقافية والحياة العامة والأنشطة الفنية والإعلامية والإشهارية.

ورفع المؤتمر إلى مؤتمر القمة العربية عدداً من التوصيات التالية: تناولت العمل على اتخاذ التدابير التشريعية اللازمة لاستخدام اللغة العربية في كل مجالات التواصل والتعليم الأساسية، ورسم الخطط التنفيذية والإجرائية لتحقيق ذلك، والعمل على إيجاد سياسة لغوية تعليمية واضحة تعطي أهمية خاصة لتعميم التعليم باللغة العربية والتعلم بها في جميع مراحل الدراسة وتشجيع تعريب التعليم الجامعي على الوجه الأخص وترجمة العلوم إلى العربية مع الدعوة إلى توحيد المصطلحات.

وطالبت التوصيات بتنمية اللغة العربية في ارتباطها بالتنمية الاقتصادية، وتنمية مجتمع المعرفة والالتزام باستخدام اللغة العربية في المحافل الدولية باعتبارها لغة رسمية، وتعليم اللغة العربية لأبناء الجاليات العربية في المهجر.

والتعريف بثقافتنا العربية عن طريق نشر روائع الأدب والفكر وتوفيرها بأسعار زهيدة، وكذلك نشر الثقافة العربية عبر وسائل الاتصال والإعلام، والاهتمام بالصناعات الثقافية ذات الطابع القومي وخاصة الموجه منها للأطفال.

كما دعا المؤتمر في بيانه الفضائيات العربية إلى التقريب بين اللهجات العربية وتقديم لغة عربية فصيحة ميسرة في أدنى الأحوال، وذلك في إطار خطة شاملة لحل مشكلة الثنائية اللغوية الراهنة، وإنشاء جمعيات ومؤسسات وإصدار تشريعات لحماية اللغة العربية.

ودعا المؤتمر في بيانه إلى دعم اللغة العربية في الصناعات المعلوماتية، ودعم حضورها في الوسائل السمعية والبصرية، وتحديد مطالب اللغة العربية فيما يخص نظم التشغيل والبرمجيات للإنترنت، وتوزيع مهام تنفيذها على مراكز البحوث العربية وشركات التطوير البرمجية، وإعداد معاجم الكترونية لغوية وتاريخية وموسوعية للمختصين وغير المختصين.

إقرار مشروع إقامة الهيئة العربية للمسرح:

وأصدر مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي التقرير النهائي والتوصيات لاجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية وعرضت تقريرها على المؤتمر.

وشمل التقرير الموقف التنفيذي لقرارات الدورة العادية السابقة في مسقط، والدورة الاستثنائية في الجزائر، ومن ضمنها القرارات الموجهة إلى الدول العربية وإلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «اليكسو»، وكذلك دراسة الخطوات العملية في تسجيل التراث المادي وغير المادي العربي وقرارات الدورة الرابعة عشرة للمؤتمر بشأن الموضوع الرئيس فيها الهادف إلى الحفاظ على التراث الفلسطيني وقرارات الدورة الخامسة عشرة للمؤتمر وموضوعه الثقافة العربية ومجتمع المعلومات.

كما شمل التقرير الأوضاع الثقافية في الدول العربية وواقع الحولية العربية للثقافة بين عامي 2005-2006 والعقد العربي للتنمية الثقافية بين 2005 و2014 ويتضمن العواصم الثقافية العربية وخاصة احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 وسبل المشاركة في إنجاحها.

كما تضمن التقرير مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة المرفوع إلى القمة العربية المقبلة إضافة إلى الاتفاقيات الثقافية العربية العربية، والعربية مع المنظمات الدولية والدول الأخرى وكذلك تحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية.

وأقر المؤتمر عقد دورته المقبلة في العاصمة القطرية الدوحة عام 2010 إضافة إلى البند الأخير الذي تضمن مشروع الهيئة العربية للمسرح وآلية إنشائها المقترح من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة وإقامة مهرجانات عربية مشتركة ومنها المهرجان الصيني العربي في معرض أميركا للكتاب عام 2009 ودعم ترشيح فاروق حسني وزير الثقافة المصري لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو.

وزراء الثقافة العرب: مؤتمر دمشق ناقش القضايا الجوهرية والملحة على الساحة الثقافية العربية:

الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة اليمني قال: «إن مؤتمر دمشق للمسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي كان من أنجح المؤتمرات التي عقدتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وطرحت خلاله القضايا الجوهرية والملحة على الساحة الثقافية العربية».

وأضاف المفلحي: «إن دمشق بجمالها ورحابة صدرها ساعدت كثيراً على إنجاحه، إذ طرحت خلاله العديد من القضايا التي تهم الشأن الثقافي العربي أهمها تحديث خطة الثقافة العربية والاهتمام باللغة العربية التي تشكل مكوناً رئيسياً من مكونات الثقافة العربية».

وأكد أن النقاشات التي دارت خلال المؤتمر كانت مسؤولة ولاقت الحرص من جميع الحضور، للخروج أكثر توحداً على المستوى الثقافي وكافة المستويات، مشيراً إلى أن المؤتمر أتاح الفرصة للقاء بالوزراء المسؤولين عن الشأن الثقافي في الوطن العربي ومثقفيه، والتخطيط لمختلف الأنشطة الثقافية البينية العربية.

من جهته عبر أمين حسن عمر وزير الثقافة والشباب والرياضة السوداني عن ارتياحه لأجواء المؤتمر، موضحاً أن المؤتمر ناقش العديد من القضايا المهمة، من أهمها بيان دمشق لتعزيز اللغة في مواجهة التحديات التي يفرضها مجتمع المعلومات ولتجسير الفجوة المعلوماتية بين العالم العربي من خلال تمكين اللغة العربية والاتفاق على الوسائل والآليات التي يمكن اتخاذها لإنجاح احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية العام القادم.

بدوره أكد الدكتور ماهر ولي إبراهيم الحديثي أن توصيات المؤتمر تصب في مصلحة الثقافة العربية، مشيراً إلى أن الموضوعات المطروحة كانت مهمة إلى حد كبير من بينها الدعوة لتقوية اللغة العربية ونشرها، وإشاعة ثقافة التخاطب الرسمي، وقال: «إن موضوعات متعددة نُوقِشتْ منها لمُ الشمل الثقافي العربي، وتفعيل ما يقر من توصيات لتعزيز التواصل بين أبناء الأمة العربية».

وقال خالد بن سالم الغساني مدير عام المنظمات والعلاقات الثقافية في وزارة الثقافة والتراث بسلطنة عمان: «إن ما يميز مؤتمر دمشق عن المؤتمرات السابقة هو أنه عقد في العاصمة الأقدم في التاريخ والتي حوت العديد من تراثنا العربي والحضاري».

وأضاف: «إن المواضيع التي طرحت في هذه الدورة من المؤتمر كرست الاهتمام بموضوعين أساسين هما اللغة الحافظة للهوية العربية وموضوع تحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية التي صدرت في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي».

من جانبه قال الدكتور محمد اخطانا مستشار وزير الثقافة الموريتاني: «إن جلسات المؤتمر كانت متميزة نوقشت فيها مختلف القضايا الثقافية بكل صراحة وشفافية».

بدوره أشار فاروق حسني وزير الثقافة المصري إلى أن طروحات المؤتمر كانت قيمة جداً والنقاشات مفيدة وتستحق الأخذ بها.

وضع تصور أساسي لحماية اللغة العربية- الجلسة الثانية لوزراء الثقافة العرب:

وكان مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الثقافة في الوطن العربي واصل أعماله لليوم الثاني بعقد جلسة صباحية بحث خلالها المشاركون في المؤتمر أهم النقاط الموجودة على جدول الأعمال.

وقال مزيد بن عبد العزيز المزيد مدير إدارة الثقافة في مجلس التعاون الخليجي إن الدورة السادسة عشرة لمؤتمر وزراء الثقافة العرب ركزت على النهوض باللغة العربية وتمكينها. وأضاف في حديث له: «إن هذا الاهتمام باللغة العربية ينم عن وعي بظاهرة بروز الثقافات الأجنبية على السطح العربي، ومن بينها الثقافات الوافدة عن طريق العمالة ولاسيما في دول الخليج العربي، مشيراً إلى أن مؤتمر دمشق جاء كالتفاتة مبكرة لهذا الخطر لتدارك الأمور وتصحيح المسارات». وقال المزيد: «إن الإجراءات التي يمكن اتخاذها تنعكس إيجاباً على عدة جوانب من بينها التربية والتعليم الذي هو رئة المجتمع مشددا على ضرورة بناء منهج تعليمي يراعي خصوصية المنطقة ووعي المواطن وتراثه وتاريخه وإرثه الحضاري بهدف تحصين المجتمع والمواطن»، مؤكداً أن هذه مسؤولية جميع القطاعات التي تلتصق بموضوع الثقافة.

وأوضح أن للثقافة دوراً فاعلاً في العمل العربي المشترك، ومؤتمر دمشق له دور مهم في زيادة العمل العربي المشترك على مختلف المستويات.

من جانبه قال الدكتور عبد المنعم عثمان مدير المكتب الإقليمي للتربية التابع لمنظمة اليونسكو إن هذا المؤتمر يناقش مواضيع مهمة منها وضع خطة ثقافية للعالم العربي للاهتمام باللغة العربية والتباحث حول العمل الثقافي في المنطقة العربية. وأضاف أن منظمة اليونسكو تولي اهتماماً كبيراً للشأن الثقافي والذي تسعى من خلاله إلى رعاية الحوار بين الثقافات وتقديم المساعدات في مجال بناء القدرات للدول العربية للتعريف بالثقافة العربية باعتبارها من الثقافات التي لعبت - ولاتزال - الدور المهم في ثقافات العالم.

وحول موضوع النهوض بالثقافة العربية قال عثمان: «نحن لدينا خطة للثقافة العربية نعمل من خلالها في إطار المنظمة على التعريف بالثقافة العربية، كإجراء الدراسات وطباعة الكتب وإقامة المعارض حول الجوانب المختلفة للثقافة العربية، بالإضافة إلى أن اليونسكو تعمل على التعريف بمناطق التراث العالمي وتتخذ الإجراءات التي تعنى بالحفاظ على المواقع الإلكترونية الثقافية».

وأوضح أن اليونسكو تقوم بدور مهم في منطقة حوض المتوسط بما يتصل بالحفاظ على الآثار تحت الماء، كما تسعى إلى تقديم مساعدات فنية للدول لبناء كوادرها لتستطيع أن تساهم في التقييم والمحافظة على التراث الموجود في المنطقة، بما فيه التراث غير المادي ويشمل الموسيقى والشعر وغيرهما.

بدوره قال الدكتور المنجي بوسنينه المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: «إن الدورة السادسة عشرة لمؤتمر وزراء الثقافة العرب تنعقد في إطار ما أقرته قمة دمشق هذا العام في مجال تطوير الخطاب الثقافي العربي وإعداد خطة للنهوض باللغة العربية والتوجه نحو مجتمع المعرفة».

وأشار بوسنينه إلى أن اللغة العربية هي مسكن للذات والتعبير الواقعي عن الشخصية والهوية والوجود العربي. وحول موضوع احتفالية القدس قال بو سنينه: «إن هذه الفعالية ستكون احتفالية غير عادية وتشمل كل مجالات الإبداع في الأقطار العربية، لنبرهن على تعلقنا بالهوية العربية تحدياً للاحتلال الإسرائيلي الذي يرمي إلى تهويد هذه المدينة».

واعتبر الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني في مملكة البحرين أن هذا الاجتماع من أنجح اجتماعات الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، لما فيه من نقاط مهمة كتعزيز وحماية اللغة العربية.

وقال: «إن الوزراء نجحوا من خلال الاجتماع في وضع التصور الأساسي لحماية اللغة العربية وبعض المواضيع الأخرى». وأضاف أن العمل العربي الثقافي المشترك قطع شوطاً كبيراً في موضوع النهوض بالثقافة العربية وما تمخض عن هذا الاجتماع كان تصويباً لبعض الأخطاء السابقة في هذا المجال وتصحيحها للأفضل.

وأشار إلى أن البحرين تقدمت بعدد من المشروعات الثقافية لإحياء احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية كالأمسيات الشعرية والندوات والتزمت بوضع شعار القدس عاصمة للثقافة العربية في كل مطبوعاتها إضافة إلى البرامج العديدة في هذا الخصوص.




سانا


مواضيع ذات صلة
- افتتاح مؤتمر وزراء الثقافة العرب في دمشق
العطار: الثقافة ركن البناء الحضاري وأساس تماسك الأمة

- بدء أعمال مؤتمر وزراء الثقافة العرب بدمشق غداً
القدس عاصمة للثقافة العربية في العام القادم

- بدء أعمال مؤتمر وزراء الثقافة العرب بدمشق الأحد
تمكين اللغة العربية بين أجيال الأمة

- اللجنة التحضيرية لمؤتمر وزراء الثقافة تجتمع بدمشق الثلاثاء
بهدف إظهار مكانة القدس في الوجدان العربي


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر