رشا شربتجي بعد عودتها من مصر
أبحث عن الورق الجيد

23/تشرين الأول/2008

عادت المخرجة الشابة رشا شربتجي إلى دمشق بعد غياب أشهر في القاهرة أنجزت خلالها تجربتها الثانية في الدراما التلفزيونية المصرية وهي مسلسل «شرف فتح الباب» مع الفنان الكبير يحيى الفخراني، عادت رشا وهي سعيدة لأن المسلسل أثار حراكاً كبيراً داخل الأوساط المصرية بين مؤيد ومعارض لطرح العمل، عادت لتؤكد سعادتها الكبيرة لأنها عملت مع فنان هو «كتلة من الأحاسيس» وهو الفنان الفخراني الذي اختار رشا لإخراج هذا المسلسل فنقلت ما تعلمته في الدراما السورية على مدى سنوات إلى ميادين الدراما المصرية، حيث صورت العمل في الشوارع الحقيقية ولم تكتف بذلك بل صممت على الدخول إلى السجون المصرية حيث صورت مشاهد كان المساجين الحقيقيون هم الكومبارس فيها، وقد ولد هذا الأمر حالة من الصدق الفني انعكست على العمل من حيث المشاهدة، حيث تؤكد رشا أن عملها كان العمل رقم واحد بين الأعمال المصرية التي عرضت في رمضان الفائت، وتؤكد أنه أثار ردود فعل متباينة داخل البيت الواحد.
وحول تعاملها مع الفنان يحيى الفخراني وهو المعروف عنه أنه سيد عمله قالت: «الفخراني من الفنانين الذين يختارون نصوصهم ويختارون المخرج الذي سيتصدى للمسلسل وهذا حق له وليس عيباً إطلاقاً وخاصة إذا كان هذا الفنان يهتم بما يقدمه للناس ولا يستخف بهم ويحترمهم. لقد كان الفنان الفخراني يهتم بكل كلمة لدرجة أنه أحياناً كان يتصل بي في ساعة متأخرة يناقشني بالمشهد الذي صورناه أو الذي سنصوره في اليوم التالي».
وتؤكد رشا أن الفخراني لم يتدخل إطلاقاً إلا بالجانب الذي يخص شخصيته وهو من الفنانين الذين إذا وثقوا بالمخرج تركوا له مسؤولية العمل كاملة وهذا ما حصل معي لقد كان شريكاً وراجعنا النص قبل التصوير مشهداً مشهداً، هو أضاف وأنا أضفت كما أنه لم يتدخل في اختيار الممثلين إلا من باب النصيحة، ولكن رشا تلفت إلى أن الفخراني جعل مهمتها صعبة لأنها كانت تتعامل مع فنان حساس للغاية يعيش اللحظة بكل ما فيها «لذا كنت أسعى إلى أن ألتقط هذا الإحساس بكل الصدق الموجود فيه» وتلفت رشا إلى أنها تعلمت الكثير من الفنان الفخراني «ولو لم تكن شهادتي مجروحة لقلت إنه أهم فنان في العالم العربي وشعبيته الطاغية لم تأتِ من فراغ إنه يفكر بكل كلمة يقدمها للناس وحريص أن تصل بكل صدق إليهم».
وقد تناول المسلسل شخصية رجل متدين يجد نفسه وجهاً لوجه أمام ظروف تجبره على الانحراف، وتؤكد رشا أن شخصية شرف فتح الباب «واقعية صادمة» وإن فكرة العمل عميقة وأن الفخراني كان يتوقع مانشيتات الصحف العربية قبل عرض المسلسل وقد صدقت توقعاته. وتعترض رشا على فكرة أن هذا المسلسل لم يحظ بالشعبية التي تحظى بها عادة مسلسلات الفخراني وتؤكد أن الشارع العربي والسوري تحديداً تابع هذا المسلسل «وقد لمست هذا الأمر عند عودتي إلى سورية» وتؤكد أيضاً أنه من المسلسلات النادرة هذا العام التي حركت الشارع المصري وأثارت نقاشات وحوارات داخل الإعلام المصري لم تنته فصولها بعد.
وحول نسبة رضاها عن العمل قالت رشا: راضية تماماً عن التجربة واعتبرها نقلة نوعية في حياتي المهنية، وعن عودتها مرة أخرى إلى مصر أكدت أنها رفضت أكثر من نص عرض عليها لأنها لم تقتنع به «لن أقبل أي نص يقل أهمية عن مسلسل شرف فتح الباب» وأكدت أنها لم ولن تتخلى عن الدراما السورية وأنها حريصة على تقديم مسلسل سوري كل عام وعرض لرشا قبيل رمضان مسلسل «يوم ممطر آخر».
وحول ما إذا كانت ترى مستقبلها في سورية أو في مصر قالت: «مستقبلي مع الورق الأفضل سواء كان في سورية أو مصر وحتى في الخليج العربي»، وترى رشا أن الفن يصبح أجمل عندما يخوض المرء تجارب عدة في أكثر من بلد عربي، وتشير إلى أنها عندما تعمل في مصر فإن المشاهد المصري يكون هو الهدف وليس المشاهد السوري والأمر معكوس إذا كان العمل سورياً.
وتتخوف رشا من انتقال بعض الآفات الموجودة في الدراما المصرية إلى الدراما السورية. وتتمنى أن تعود الدراما السورية إلى ما كانت عليه قبل أعوام من حيث الطرح وترى أن التراجع سمة عامة في الدراما العربية، وأثنت رشا على تجارب زملائها في سورية وخصت بالذكر مسلسل «زهرة النرجس» ومسلسل «ليس سراباً» و«أسمهان» و«بقعة ضوء» و«أهل الراية».
واللافت أن رشا شربتجي تجزم أن شمعة الدراما التركية بدأت تخبو شيئاً فشيئاً وأنها في طريقها للانطفاء وأن ولع العرب بها قد انتهى.
وتؤكد أنها لم تكن رافضة لها لأن وجود دراما منافسة تحرض المخرجين العرب على تقديم أعمال جيدة تقف في وجهها ولفتت إلى أن المشاهدين العرب يقبلون من الدرامات الأجنبية ما لا يقبلونه إطلاقاً من الدراما العربية.
رشا ليست متفائلة كثيراً بمستقبل التعاون الفني العربي وتدعو الدراميين العرب للعمل على هموم مجتمعاتهم أكثر وأن يبقى هذا التنافس الجميل والإيجابي، وعندما تتوافر مقومات الشراكة الحقيقية كما حصل مع مسلسل «أسمهان» سوف تحقق نتائج باهرة، رشا ليست مع فكرة الاستكتاب في الدراما لأن هذا الأمر يفقد الفن جوهره الحقيقي فيتحول إلى صناعة دون إحساس ويتحول من الهواية إلى الحرفة.
رشا رفضت أكثر من عشرة نصوص سورية عرضت عليها بعد رمضان لأنها لم تقتنع بها «ولكن إلى متى سأبقى صامدة لا أعلم».



الوطن

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك