السيد: اللغة العربية هي الوطن الروحي للأمة
22 أيار 2012
.
أكد الدكتور محمود السيد رئيس لجنة تمكين اللغة العربية أن اللغة العربية هي الوطن الروحي للأمة مبيناً ضرورة الاهتمام باللغة العربية لتكون قادرة على الاندماج في سياق التطور العلمي والمعرفي في عصر العولمة والمعلومات لتصبح أداة من أدوات التحديث ودرعا متينا في مواجهة محاولات التغريب والتشويش التي تتعرض لها ثقافتنا العربية.
واستعرض السيد في محاضرته التي ألقاها أمس في ثقافي كفرسوسة تحت عنوان /مستقبل اللغة العربية ومتطلبات العصر القادم/ آراء بعض من المفكرين التي توضح أن اللغة العربية ستبقى في المستقبل محافظة على كيانها ولن تعرف الافول والانقراض مادام القرآن الكريم حارسا لها ومحافظا عليها ومنهم.. الأديب مصطفى صادق الرافعي الذي قال إن اللغة العربية تمتاز عن اللغات كافة بارتباطها بالأصلين العظيمين الخالدين القرآن والحديث.
ولم تقتصر الإشادة بمستقبل العربية على أبناء العربية وحدهم وإنما أقر لها بذلك المستقبل عدد من المستشرقين الأجانب بحسب السيد فالمستشرق الأمريكي رتشرد كوتهيل قال: كان للعربية ماض مجيد وسيكون لها مستقبل باهر معللا ذلك بأن شعبا له آداب غنية متنوعة كالآداب العربية ولغة لينة مرنة ذات مادة تكاد لا تفنى لا يخون ماضيه.
وأوضح رئيس لجنة تمكين اللغة العربية أن الواقع يدل على أن ثمة استبعادا للعربية وتهميشا لها في العملية التعليمية في معظم جامعات الوطن العربي مبينا أن إتقان الأجنبية شرط للتعيين الوظيفي في القطاع الخاص وفي المؤسسات الخدمية والسياحية وفي أغلب بقاع الوطن العربي ولم تشتمل على اتقان اللغة العربية.
ويتسم العصر القادم بسمات متعددة كما يقول السيد منها عصر التفجر المعرفي والتطور السريع وعصر العلم والتقانة الذي يشهد تغيرا مستمرا ومتسارعا في مجال التقانة إضافة إلى أنه عصر المزاوجة بين العلم والعمل والنظرية والتطبيق في مختلف ميادين المعرفة كما أنه عصر الاتصال السريع وما يترتب عليه من إزالة الحواجز بين المجتمعات والتأثر بالتيارات الثقافية المعاصرة والتيارات الفكرية والسياسية الجارية وثمة تناغما بين أنظمته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إضافة إلى أنه عصر الدعاية والإعلان والإعلام ولاسيما أن الدول المتقدمة تنفق على علامها مبالغ طائلة.
وأضاف إن العصر القادم متغير باستمرار ومتفجر بمعارفه وتقنياته ولا بقاء فيه إلا للأقوياء بلغاتهم ومعارفهم وعلى الأمة العربية كي يكون للغتها البقاء والاستمرارية أن تعمل على عدة مواضيع منها حسم موضوع التعريب لأن لغتنا العربية بما تتسم به من سمات الاشتقاق والمجاز والنحت والتعريب مهيأة لمواكبة روح العصر وتعليم علومه بها ووضع قوانين لحماية اللغة العربية من عبث العابثين وتجاوزات المعتدين.
ومن المواضيع التي تؤدي دورا أساسيا في مواجهة العربية استخدام التقانات الحديثة التي لا بد من توظيفها في خدمة اللغة العربية وفي مجالات تعليمها وتعلمها إضافة إلى المرونة وتقبل التغيير الذى هو مطلب أساسي من متطلبات العصر القادم فضلا عن العناية بالصناعة المعجمية واعتماد التربية في العمق تحقيقا للإبداع والابتكار.
وقال السيد: لا بد من العناية بلغة الطفولة المبكرة والتعليم الأساسي وتفصيح العاميات مادامت في الوطن العربي مستعملة في التعبير عن الحاجات وتنفيذ المتطلبات ومادام في هذه العاميات حيز من الفصيح وإعداد المعلمين الاكفاء وحرية المعلم لأن التربية التقليدية تحد من حرية المعلمين وتجبرهم على التقيد بالمناهج مضمونا وتفعيل المجامع العربية والاكثار من جمعيات التمكين للعربية وحمايتها لأنها تؤدي دورا أساسيا في العناية باللغة والاهتمام بقضاياها والعمل على سيرورتها وانتشارها والحؤول دون الاهتمام بتعليم اللغات الأجنبية لأن العناية بالترجمة إلى العربية تستلزم الاهتمام بتعليم اللغات الأجنبية.
الوكالة السورية للأنباء - سانا