رئيس لجنة تمكين اللغة العربية: أهمية التوعية اللغوية والإحساس بالدور الذي تؤديه اللغة الأم
22 كانون الثاني 2012
-

عندما شكلت لجنة لتمكين اللغة العربية بمرسوم رئاسي قبل أربعة أعوام كان من أولى مهامها إنجاز خطة عمل وطنية تستهدف إلى جانب تمكين اللغة الحفاظ عليها والاهتمام بإتقانها والارتقاء بها ومتابعة خطوات التنفيذ بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية.
واليوم يبدو التساؤل مشروعاً عن نسبة تنفيذ هذه الخطة ومدى التقدم الحاصل في إنجاز بنودها وما إذا كانت قد ساهمت في رفع سوية اللغة العربية لدى الأفراد طلابا كانوا أم أساتذة أم مسؤولين أم أشخاصا عاديين ولدى المؤسسات الرسمية والشركات والهيئات الاعتبارية.
وفي لقاء مع رئيس اللجنة الدكتور محمود السيد تحدث لوكالة سانا عما تم إنجازه حتى الآن وعن الصعوبات والعوائق التي حالت دون إنجاز الكثير من مهام وبنود الخطة الوطنية فقال.. مشينا خطوة ولا تزال أمامنا خطوات.. وكلما وضعنا لبنة من طرف يتعرض البناء للهدم من طرف آخر فالأمر يحتاج إلى التنسيق بين جميع الجهات المعنية والمتمثلة في وزارات التربية والثقافة والتعليم العالي والإعلام والأوقاف والشؤون الاجتماعية والإدارة المحلية.
وأوضح أنه تم إحداث لجان لتمكين اللغة العربية في الوزارات المعنية إضافة إلى إحداث لجنة في كل محافظة تضم ممثلين عن التربية والثقافة والصحافة واتحاد الكتاب والطلائع والشبيبة والاقتصاد مشيراً إلى وجود صعوبات تعترض عمل هذه اللجان وعدم تجاوب من قبل وزراء ومسؤولين سابقين وحاليين فيما تلقى اللجان تعاونا وحماسا واندفاعا من وزراء ومسؤولين آخرين.
وأشار الدكتور السيد إلى أنه في ظلال العولمة فإن كثيرا من الثوابت قد تخلخلت مشدداً على أهمية التوعية اللغوية والإحساس بالدور الذي تؤديه اللغة الأم ..اللغة الوطنية.. اللغة الموحدة.. لغة التواصل الثقافي على جميع الصعد، فعندما يشرح المعلمون دروسهم باللهجة العامية وعندما يقدم الإعلاميون برامجهم بالعامية فإن ذلك يشكل معول هدم للغة.
السيد: تقديم اللغة النابضة بالحياة بأساليب شائقة تلبي الحاجات وترضي الميول والرغبات
وعزا تدني اهتمام الأطفال والشباب باللغة العربية وعدم إتقانها إلى أن الكبار ليسوا قدوة جيدة أمام الأجيال اللاحقة في الالتزام باستخدام اللغة وكذلك النقص في التوعية اللغوية كما أن المناهج لاتلبي حاجات ومتطلبات الطالب في بعض الأحيان فضلا عن أن طريقة التدريس قد تكون منفرة لذلك يجب تقديم اللغة النابضة بالحياة بأساليب شائقة تلبي الحاجات وترضي الميول والرغبات.
وشدد رئيس لجنة تمكين اللغة العربية على ضرورة إعداد المدرسين إعدادا جديرا من حيث التخصص بالمادة والطرائق التربوية الجذابة.
واستعرض الدكتور السيد بعض ماتم تنفيذه من بنود الخطة الوطنية التي وضعتها لجنة تمكين اللغة العربية كالتعميم على جميع الوزارات والمؤسسات والهيئات والشركات بتكليف مدقق لغوي لتصحيح المراسلات الصادرة عنها، وإضافة شرط إلى المسابقات التي تجريها الدولة ينص على النجاح باللغة العربية إلى جانب
الأجنبية والمعلوماتية.. وإجراء دورات تدريبية للعاملين في بعض الوزارات وللمذيعين والمذيعات لتدريبهم على استعمال اللغة السليمة ..ونشر زوايا صحفية ومقالات في مجال التوعية اللغوية ،ووضع تسميات عربية مقابل التسميات الأجنبية على واجهات المحلات التجارية والخدمية.
وكذلك إصدار تعميمات تلزم المعلمين والمدرسين باستخدام اللغة الفصيحة أثناء شرح دروسهم في المدارس ورياض الأطفال والمعاهد والجامعات الحكومية والخاصة ..وطبعت وزارة الثقافة بناء على طلب اللجنة سلسلة من الكتب في مجال التمكين للغة العربية إضافة إلى زيادة نسبة مايطبع من الكتب الخاصة بالأطفال وتقديم مسرحيات موجهة للأطفال بالعربية السهلة.
ومن جانبه يرى الدكتور فرح المطلق رئيس لجنة تمكين اللغة العربية في وزارة التربية أنه بعد مضي أربع سنوات يلاحظ أن اللجنة أتت أكلها سواء على المستوى الوطني أو على مستوى الوزارة حيث نرى متابعة حثيثة وتفهما دقيقا من اللجنة المركزية لطبيعة القطاع التربوي والمهمات المنوطة به في هذا المجال سواء من خلال الأنشطة والفعاليات التي خططت الوزارة للقيام بها من أجل التمكين أو من حيث تأليف المناهج والعناية بسلامة اللغة ومراعاة سياسة الضبط اللغوي مراعية طبيعة المرحلة والصف أو من حيث العناية بالأنشطة الصفية واللاصفية المعززة بتدريس اللغة العربية والتمكين لها كالمسرح المدرسي والإذاعة المدرسية والمكتبة المدرسية والصحافة المدرسية ومخيمات الطلائع وكذلك مواكبة الوزارة لأنشطة الطلائع والشبيبة والمباريات الفرعية والوطنية في هذا المجال من خلال التدريب والتحكيم.
ويتابع الدكتور المطلق قائلا.. إن ثمة تشددا من الوزارة للعناية بموضوع اللغة العربية إدراكا منا لطبيعة هذه اللغة وأهميتها من حيث هي مادة ومن حيث أن بقية المواد تدرس بها.
وحول مساهمة المناهج الدراسية الجديدة في الارتقاء بمستوى اللغة العربية لدى الطلاب التقت سانا رئيسة دائرة المناهج والتوجيه بوزارة التربية بثينة الخير أمينة سر لجنة تمكين اللغة العربية في الوزارة التي بدت متفائلة بأنه بعد عدة سنوات سيكون الجيل الجديد متقبلا للمناهج الجديدة في مادة اللغة العربية التي تراعي كل المستويات مشيرة إلى أن الطالب في المناهج القديمة كان مجرد مستمع وبالتالي لن يتقوم لسانه في إتقان اللغة الفصحى خلال سنة أو سنتين.. فالقراءة ضرورية قراءة كتب الشعر القديم وقراءة القرآن الكريم تعطي الطالب سلامة النطق والطلاقة في التعبير وهذا ما لم يكن موجودا من قبل.
ومن مزايا المنهاج الحديث وجود حصة للقراءة الجهرية البحتة التي يفترض أن تكملها ساعة قراءة جهرية في البيت ولكن للأسف هناك استهتار لدى الأهل والطلاب في ادراك أهمية القراءة.. وهذا لا يعني أنه ليس هناك طلاب بمستوى رائع ومتميز في الحلقة الأولى.
وأضافت أن المناهج القديمة عودت الطلاب على الحفظ الصم فيما تركز المناهج الجديدة على الإبداع والجهد الشخصي وكذلك التركيز على التواصل الشفوي والخط العربي ..ونحن نعول على الأجيال الجديدة من المدرسين المتمكنين لنصل إلى قاعدة تربوية عريضة نحو الأفضل.. قد نتعثر في البداية ولكن مع الوقت سيتقبل الجميع أسلوب المناهج الجديدة.
وأوضحت السيدة بثينة أن اهتمام المدارس بتمكين اللغة العربية يتجلى في المسابقات التي يقيمها اتحاد الشبيبة ومنظمة الطلائع حول نتاج الأطفال باللغة العربية والتعاون بين وزارتي الثقافة والتربية في إجراء مسابقات للتلاميذ من مختلف الأعمار سنويا في القصة والشعر والمقالة تشارك فيها كل المحافظات السورية.
وقالت إن اللجنة بدأت تعطي ثمارها على المستوى التربوي من خلال التعاون والتنسيق مع لجان التمكين الفرعية التابعة لكل مديريات التربية في المحافظات مشيرة إلى أهمية الدورات التي تقيمها الوزارة في العطلة الصيفية لتأهيل المعلمين وإن كان مستوى الاستيعاب والاستفادة من الدورة يتفاوت بين معلم وآخر.. كما أشارت إلى المناظرات الشعرية التي تقام بين طلاب المدارس والمشاركة في المسابقات التي تقيمها الجامعة العربية سنويا إذ تشارك الوزارة بطلاب من ثلاثة مستويات السادس والثامن والحادي عشر ونالت سورية المركزين الأول والثاني في الخطابة المرتجلة والتحدث باللغة الفصحى.. وذلك من خلال الاهتمام بتمكين اللغة العربية.
الوكالة السورية للأنباء - سانا

