يزيد بن عبد الملك
هو يزيد الثاني ابن عبد الملك بن مروان، أبو خالد القرشي الأموي، أمير المؤمنين، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية. ولد بـدمشق في عام (72هـ/691م) وكان قبل استخلافه يكثر من مجالسة العلماء.
بويع له بالخلافة بعد عمر بن عبد العزيز في (شهر رجب عام 101هـ/ شهر كانون الثاني عام 720م) وبوفاة عمر بن عبد العزيز عام 101هـ/720، بدأ عمليا عصر الانهيار في الدولة الأموية، وانتقلت الخلافة إلى يزيد الثاني ابن عبد الملك، ومما رفع مكانته لدى الأمويين أنه يجمع النسب إلى فرعي البيت الأموي، فهو مرواني من جهة أبيه، وسفياني من جهة أمه.
عاد يزيد الثاني للانغماس في خضم العصبية القبلية، متحيزاً للقبائل المضرية (القيسية) ضد القبائل اليمانية، وعاد المجتمع العربي إلى التمزق وكثرت الثورات ضد يزيد الثاني كثورة يزيد بن المهلب في العراق والتي انتهت على يد مسلمة بن عبد الملك، بسحقها وقتل قائدها وملاحقة أفراد أسرة آل المهلب لإبادتهم، بالرغم مما كان لهذه الأسرة من دور كبير في خدمة الحكم الأموي وحمايته، وانفجرت الثورات أيضاً في الشمال الإفريقي، وفي الأندلس، خاصة بعد أن شعر البربر وغيرهم بالظلم من فرض الجزية عليهم بالرغم من إسلامهم. وحدث مثل ذلك في بلاد الترك وفي بلاد ما وراء النهر، وفي بلاد الخزر وأنزل الثوار هزائم منكرة بالقوات الأموية. وعاد الخوارج إلى نشاطهم المعادي للدولة بعد هدوئهم في عهد عمر، وتوقفت نهائياً أعمال الفتوح بعد أن شغلت الدولة بالثورات والاضطرابات الداخلية.
وقد أبرزت كتابات المؤرخين شخصية الخليفة يزيد الثاني وهي عبثية منصرفة إلى مجالس الغناء والجواري أكثر من ارتباطها بقضايا الناس ومشاكل الدولة.
أراد يزيد الثاني أن يولي ابنه الوليد من بعده، إلا أنه كان صغيراً فولّى أخاه هشاماً، ومن بعده ابنه الوليد.
توفي يزيد الثاني في شهر شعبان عام 105هـ/ شهر كانون الثاني عام 724م بالبلقاء من أرض الشام عن عمر يناهز الثامنة والثلاثين عاماً بعد أن حكم مدة أربع سنوات وشهراً. وخلفه هشام بن عبد الملك.