في ساحة سعد الله الجابري: أطفال حلب يتضامنون مع أطفال غزة بالرسم

ما يقارب 200 طفل وطفلة كانوا متواجدين في ساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب عصر يوم الأربعاء 14 تموز 2010، حيث رسم هؤلاء رسومات تعبر عن تضامنهم مع أهل غزة فيما يعانونه، إضافة إلى رفضهم لحالة الحصار الظالم عليهم.

200 طفل من عدد من الجمعيات والمنظمات الخيرية والأهلية لونوا بالألوان المائية ما يعتبرون أنه يجسد مشاعرهم واحتجاجهم تجاه ما يحدث في الأراضي المحتلة، منهم الطفلة ختام حميدو التي رسمت قدماً إسرائيلية تدوس أزهاراً على الأرض حيث تشرح هذا الرسم بالقول: «رسمت من أجل أطفال غزة لكي نظهر لهم أننا نحس بهم وبما يعانونه. هم لا ينتظرون تضامننا أو دفاعنا عنهم، ولكن في الوقت نفسه نريد أن نجعلهم يعلمون أننا نتذكرهم. من جهتي فقد رسمت قدم رجل إسرائيلي يدوس وردة تعني من وجهة نظري الحياة الموجودة في غزة حيث أنه يقتل الحياة بما يقوم به من أعمال وحشية».


أطفال حلب

وكان قسم ثقافة الطفل في مديرية الثقافة في مدينة حلب الجهة التي أعدت ونسقت هذا النشاط حيث تقول الآنسة مريانا الحنش رئيسة القسم بأن هذه الورشة تمت بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين وحملت عنوان «تضامناً مع أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة» حيث تضيف بالقول: «كان الهدف من هذه الورشة هو تعزيز فكرة الدفاع عن القضية الفلسطينية والتي يجب ألا تغيب عن أذهان أطفالنا. حاولنا التركيز عن فكرة الحقوق العربية المغتصبة، وعدم حصول الأطفال الفلسطينيين هناك على أبسط حقوقهم فكان أن أقمنا هذه الورشة لكي يحاول الأطفال هنا في سورية تقديم تضامنهم مع أطفال غزة وتأييدهم لحصول أولئك الأطفال على حقوقهم مثل الغذاء والدواء والمسكن الآمن. كما لاحظت أن الأطفال هنا ضمن النشاط كانوا يكتبون عبارة "نحن نكره إسرائيل"، صحيح أن الطفل يكون عادة ذي قلب بريء لا يحقد أو يكره، لكن ما يرونه من همجية العدو الصهيوني وقتله للأطفال في بطون أمهاتهم جعل هذا الكره يدخل إلى قلوبهم».

وتتابع الآنسة مريانا بالقول بأن الجمعيات المشاركة كانت كلاً من: منظمة الأونروا، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، جمعية دار الفتاة اليتيمة، جمعية دار المبرة الإسلامية (للأيتام المعاقين)، الجمعية الخيرية الإسلامية، جمعية التعليم ومحو الأمية، وأخيراً أطفال مركز فتحي محمد للفنون التشكيلية.

أما عن مشاركة اتحاد الفنانين التشكيليين في النشاط فيقول الفنان التشكيلي عبد الله الخالدي بأن الاتحاد تلقى دعوة من مديرية الثقافة للمشاركة حيث شارك عدد من الفنانين التشكيليين ضمن هذا النشاط مضيفاً بأن المشاركة كان أمراً طبيعياً يهدف إلى إبراز تضامن الشعب السوري بأكمله مع الشعب الفلسطيني وما يعانيه.

وعن الدور الذي قام به اتحاد الفنانين التشكيليين، يقول الفنان التشكيلي والنحات بشار برازي بأن عدد الفنانين المشاركين في النشاط كان 4 فنانين حيث كانت البداية مع محادثة جرت مع الأطفال حول ما يحدث في غزة من ظلم وحول أسطول الحرية الذي هوجم، وحول السلام، ومن ثم قام الأطفال بالتعبير عن مشاعرهم بالرسم ويضيف: «تركنا الأطفال يقومون بالرسم بدون أي تدخل أو قيود. تركنا الأطفال يقدمون الدفقات العاطفية الخاصة بهم، فمنهم من عبر بالرسم وحده، ومنهم من وجد أن الرسم لوحده لا يكفي فكان أن كتب عبارات مثل "تحية لأطفال غزة" أو "فلتحيا غزة" وغيرها من الكلمات».

ومن الجمعيات المشاركة كانت جمعية دار الفتاة اليتيمة حيث تحدثنا الآنسة عهد بريدي أمينة سر الجمعية عن المشاركة فتقول: «شارك من الجمعية 16 فتاة حيث اخترنا الفتيات اللواتي يجدن الرسم، وتفاجأت من أفكارهن التي كانت مميزة للغاية ما يدل على وجود وعي كبير لديهن ولدى أطفال باقي الجمعيات بشكل عام».

وتختم كلامها بالقول بأن هذه المشاركة مهمة للأطفال كي يحسوا بما يجري في غزة ويتضامنوا مع أهلها مضيفة بأن مثل هذه الأنشطة تخلق الوعي لدى الأطفال بقضايا أمتهم.

يذكر بأن نشاطات الأطفال في مدينة حلب شهدت تزايداً ملحوظاً مؤخراً مع بداية العام الحالي، حيث شهدت مدينة حلب سلسلة من النشاطات الموجهة خصيصاً للأطفال كان آخرها الاحتفالية الثامنة ليوم الطفل العالمي المركزية والتي جرت هذا العام في مدينة حلب.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية