قدمت جمعية صدى الثقافية الموسيقية بالتعاون مع المركز الثقافي الألماني بدمشق (معهد غوته) أمسية لموسيقى الجاز أحيتها أوركسترا الجاز السورية بقيادة المايسترو الألماني ولفغانغ ديفن باخ وذلك مساء يوم الخميس 29 نيسان 2010 في مجمع دمر الثقافي. والمايسترو ديفن باخ له باع طويل في موسيقى الجاز، فخلال مسيرته الموسيقية، تعاون ولفغانغ ديفن باخ مع العديد من فرق الأوركسترا المرموقة والعازفين العالميين، كما تعاون مع العديد من مؤلفي وموزعي الجاز الأكثر شهرة، مثل: بيل هولمان، ماني ألبام، جون كلايتون، بوب مينتزر، جيري ڤان روين، بيل دوبنز، راي براون، پول فيرغسون، بوب فلورانس، روب پرونك، ليكس ياسپر، ماريا شنايدر، وغيرهم، وتتضمن سيرته الموسيقية الضخمة والمتنوعة أعمالاً سيمفونية رائعة، وإنتاجاً موسيقياً وحفلات أوبرا، بالإضافة إلى برامج رفيعة وسهلة السمع للموسيقى والجاز معاً، بالتعاون مع أهم فرق الأوركسترا والعازفين العالميين.
جاءت هذه الحفلة حصيلة ورشة عمل أقامتها أوركسترا الجاز السورية مع المايسترو المذكور لمدة أسبوع برعاية من جمعية صدى التي تهتم بالدرجة الأولى برفع مستوى الموسيقى وتنميتها في سورية، وهكذا فإن هذا التعاون بين الجمعية ومعهد غوته وأوركسترا الجاز السورية كانت ثماره واضحة في الحفل من حيث الأسلوب الجديد في العزف والأداء.
بدأت الحفلة بكلاسيكيات للبيغ باند، وهذا ضروري لزيادة مخزون أوركسترا الجاز السورية، فقدمت قطعة لاتينية بعنوان «أكوادوبيبر» من تأليف مايك موسمان، ومن ثم قطعة جاز سوينغ للمؤلف كاونت بيسي، ثم قدمت الأوركسترا عملاً بعنوان «نهاية الحب»، والغريب في هذه المقطوعة بأن توزيعها يعبر عن الفرح وفكرتها حزينة حيث تجسد نهاية علاقة بين عاشقين، وهي من تأليف بيتر هيربول زايمر، ومن ثم عُزف عمل جميل آخر بعنوان «أركب قطار- أ» وهو من روائع كلاسيكيات المؤلف دوك يلفنتون، ويعتبرهذا الموسيقي عملاق الجاز في ثلاثينات القرن الماضي، وأيضاً قدمت الأوركسترا عملاً بعنوان «موتن سوينغ» من كلاسيكيات كاونت بيسي، تأليف بيتي موتن، تلى ذلك أغنية «دراوزي» من كلمات طاغور وألحان زانك كارلبغ من السويد الذي كتب هذا العمل خصيصاً للفرقة بإيقاع إفريقي مستخدماً تقنية الجاز المعاصر.
أعطت موسيقى الجاز الحديثة مجالاً أوسع لاستخدام المقامات العربية، لأنها تتمتع بحرية أكبر لاستيعاب انسيابية هذه المقامات، مما يدل على أن فن الجاز الذي بدأ ونما في الولايات المتحدة الأميركية ما لبث أن انتشر واتخذ أشكالاً مختلفة واغتنى من تراث الشعوب المختلفة. وقد انتهت الحفلة بأغنية «جورجيا» لراي تشالز.
رافقت أوركسترا الجاز السورية في هذه الحفلة المغنية السورية نور عرقسوسي في الأغاني اللاتينية، والمغني السوري ريبال الخضري في القطع العربية.
وفي نهاية الحفل، التقى «اكتشف سورية» المدير الفني ومؤسس أوركسترا الجاز السورية الموسيقي هانيبال سعد، وكان له معه هذا الحوار.
وعن كيفية التعامل مع القطع التراثية العربية وتحويلها إلى موسيقى الجاز قال سعد: «نحاول أن نعمل على خصوصية سورية، لذلك ليس أمامنا إلا التراث لكي نقوم بهذا، وما نعمله في هذه المسألة هو أننا نستنبط من التراث ولا نبدله، أي نأخذ منه أغانيَ أو ألحاناً أو تيمات ونعمل عليها في إطار الجاز، فمثلاً تجد تعاملنا مع ألحان الأستاذ عدنان أبو الشامات، حيث عزفنا له موشحين ودائماً كنا حريصين بشدة كي يبقى اللحن الأساسي وبنفس الضغط الإيقاعي وبوجود الأستاذ عدنان، فنحن لا نشوه التراث بل نغني موسيقانا به».
ويتابع سعد: «اليوم عمر أوركسترا الجاز السورية ست سنوات، وضمن الظروف المتاحة لنا وصلنا إلى درجة جيدة من التطور، وأصبح هناك من يدعونا للمشاركة بالمهرجانات في الخارج، فشاركنا بمهرجان عام 2007 و2008 بألمانيا ونحن نستعد هذا العام لعدة حفلات في بعض الدول الأوربية، كما أصبح لدينا وجود جيد في الوطن».
وباعتباره المدير الفني لمهرجان الجاز في سورية انتهزنا الفرصة لنسأله عن المهرجان القادم فقال: «سيقام في شهر تموز هذا العام من 6 إلى 14 منه، على أرض مدينة المعارض على طريق المطار بدمشق، كما ستكون هناك فعاليات في مدينتي جبلة وحلب وذلك بالتزامن مع كأس العالم لكرة القدم بدون أن تتقاطع مع عروضه».
إدريس مراد - دمشق
اكتشف سورية