التشكيلي غسان جديد يحتفي بمدينة طرطوس القديمة في غاليري قزح

افتتح في غاليري قزح للفنون التشكيلية بدمشق، مساء الجمعة 15 شباط 2011، معرضاً تشكيلياً للتشكيلي غسان جديد، الذي قدم خلاصة تجربته التشكيلية عبر 25 عملاً تشكيلياً من مقاسات مختلفة.

يؤكد التشكيلي غسان جديد من خلال هذه الأعمال على تجذره بالمدينة التي أحب والتي عايشها منذ نعومة أظفاره طرطوس القديمة والمعتقة برائحة البحر، فيكتفي برسم المكان بما يحتويه من بيوت ومعالم واضحة، مستخدماً إيقاعات لونية قريبة من عالمه الطفولة وما تختزله الذاكرة المتقدة من ملامح هذه المدينة القديمة، فيقدم أعماله التشكيلية بعناصرها المتكررة والمتجددة من خلال عملية تجسيد مبسط لما تمليه الذاكرة عن خمسينيات القرن الماضي، لذا يحتفي الفنان بمدينته الأم عبر لوحاته التي أخذت من بيوت طرطوس ومعالمها مفردات تشكيلية، عمل الفنان على قولبتها كيفا يشاء برموز وإشارات قدمها الفنان عبر خطوطه اللينة والفطرية النابعة من رحم الذاكرة.


من أعمالي التشكيلي غسان جديد في غاليري قزح

فطرطوس بما تحتويه كانت وما تزال التيمة الرئيسية التي يقدمها التشكيلي غسان جديد من غير كلل أو ملل فيقدمها متجددة بذاتها وبألوانها المتناقضة المجسدة على سطوح ودهاليز طرطوس الخمسينيات بأبوابها وطرقها الحجرية لتغدو لوحته كرقعة الشطرنج تتناثر عليها البيوت والساحات والشواهد الأثرية، معتمداً على التبسيط والاختزال التشكيلي.

التشكيلي غسان جديد

تعود تجربة الفنان المخضرم غسان جديد إلى سبعينيات القرن الماضي فحفلت تجربته بالكثير من المعارض الفردية والجماعية وعن ذلك يقول لـ «اكتشف سورية»: تخرجت من كلية الفنون الجميلة عام 1971 ، حيث توالت معارضي التشكيلية ومنها مع التشكيلي حمود شنتوت في صالة أورنيا عام 1984، كما عرضت أعمالي عند الأستاذ أسعد زكاري، وفي دمشق وحدها قدمت أكثر من 40 معرضاً فردياً، كان أخرها معرضاً فردياً في المركز الثقافي الفرنسي، كما عُرضت أعمال في معظم المحافظات السورية ومنها في حمص وحلب، ولي الكثير من المعارض الفردية في لبنان وتونس و ألمانيا وفرنسا وغيرها من البلدان العربية والأجنبية ».

تيمته الرئيسية والتي ميزة تجربته التشكيلية هي مدينة طرطوس وهنا يتقاطع الفنان مع الكثير من الفنانين ممن تغنوا بمدينتهم الأم ومنهم التشكيلي السوري الكبير ناظم الجعفري: «منذ الصغر وأنا مفتوناً بمدينتي التي نشأت وكبرت فيها، فكانت وما زالت محور أعمالي التشكيلية، وخاصة تقديم طرطوس القديمة في خمسينات القرن الماضي، والتي أرسمها بعفوية طفل صغير، فذاكرتي محملة بالكثير من التفاصيل عن شوارع ومعالم هذه المدينة التي أقدمها بتشكيل مغاير من خلال الخطوط اللينة والتشكيل المبسط، ضمن فراغ ذو إيقاع متزن بالإضافة إلى إدخال رموز خاصة كالقمر المرتحل والسلم كحركة صعود دائماً وغيرها من الرموز ذات الدلالات المختلفة».

يقدم الفنان غسان جديد الكثير من المعالم الأثرية في مدينة طرطوس مؤكداً من خلال ذلك على عمق تاريخ هذه المدينة: «لقد كانت طرطوس مدينة مفتوحة على البحر وكأنها جزيرة يحيط بها البحر من جهاتها الثلاث، وقد عمدت على تأكيد ذلك من خلال بعض الأعمال، كما أنني قدمت بعض الملامح لما تحويه هذه المدينة ومنها قاعة الفرسان، المرفأ الروماني القديم، طاحونة الهواء، سور طرطوس والمتحف، بالإضافة إلى جزيرة أرواد وغيرها الكثير. وهي مواضيع أعيد صياغتها من لوحة للأخرى بتعابير تشكيلية مغايرة».

من أجواء معرض التشكيلي
غسان جديد في غاليري قزح

أما عن أسلوبه الخاص في تقديم مدينته التي يحب فيقول لنا: «تنحو أعمالي نحو المزج ما بين المدرسة التجريد والتعبيرية الحديثة مستخدماً ألوان الأكراليك وما يقدمه هذا الخيار من رمزية خاصة تعبر عن مكنوناتي التي أتغنى بها، وهو خيار يتوافق مع جوهر الذاكرة وما تحمله من رمزية خاصة».

يذكرأن التشكيلي من مواليد طرطوس عام 1946، خريج كلية الفنون الجميلة بتقدير ممتاز عام 1971. كانت له علاقات طيبة مع أحمد جبيلي والفنان لؤي كيالي، والفنان إلياس زيات. شارك في معارض الدولة منذ عام 1956. أقام أكثر من 40 معرضاً شخصياً في المحافظات السورية، وفي عدد من الدول العربية والأجنبية، كتب عنه كثيرون منهم الشاعر الراحل ممدوح عدوان وفاتح المدرّس. ومن الجدير ذكره أيضاً بأن معرض التشكيلي غسان جديد مستمر لغاية 17 آذار 2011 ، في غاليري قزح للفنون التشكيلية.

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية