صدر العدد (91) من المجلة الفصلية «الحياة التشكيلية»، والتي تصدرها الهيئة العامة السورية للكتاب - وزارة الثقافة، حيث تضمنت مجموعة من الأبحاث والدراسات الهامة واللقاءات الفنية، والعديد من المواضيع الفنية المختلفة.
استهلت المجلة عددها الجديد بدراسة هامة تحت عنوان: «الرائع والجميل في الفن» ترجمة الدكتور عبد الله السيد وهي تشكل الفصل الثاني من بحث واسع عن استطيقا الفن البيزنطي نشر باللغة الفرنسية من قبل البرفيسور ميشليس –الأستاذ في جامعة التكنيك الوطني بأثينا.
وللدكتور عفيف بهنسي وفي باب علوم الفن جاءت دراسة ثانية بعنوان: «موسم أصيلة.. مهرجان فني في الهواء الطلق.. وتيارات الفن المغربية».. وفيها إسهاب عن مهرجان أصيلة الثقافي وكيف أصبحت أصيلة مركزاً ثقافياً فنياً، يؤكد رسالته سنوياً من خلال مهرجانها الضخم الذي يشهده ضيوف من جميع الأقطارالعربية ومن أوروبا ليشاركوا في عيد أصيلة، هذه المدينة التي أصبحت متحفاً ضخماً مفتوح الأبواب على الجماهير العريضة، ممثلاً بلوحات جدارية وبألوان ترابية، تمثل الفن المعاصر في المغرب والذي يعتمد على اسم المدينة الأصيلة.
وفي باب «مقابلة مع فنان» أجرت المجلة حواراً مع الفنان عبد الله مراد، حيث تحدث فيه عن تجربته الفنية وعن التقنية التي يستخدمها في رسم لوحته، من الطبقات الشفافة والرسم فوق عناصر اللوحة، والكولاج.. وعن عدم تسمية لوحاته كما يفعل البعض، وحول العديد من المواضيع المتعلقة في الفن التشكيلي في سورية.
وفي باب «فنانون من سورية» خصّصت المجلة تقريراً مطولاً عن تجربة الفنان السوري طالب اليازجي كتبها التشكيلي الناقد محمود مكي، وفيه تفاصيل عن موهبة وحياة التشكيلي الراحل طالب يازجي الذي درس الفن في أكاديمية صاريان بحلب في بداية تأسيسها، وسافر بعد تخرجه منها إلى إيطاليا لدراسة فن الحفر في أكاديمية روما للفنون الجميلة، وتضمنت الدراسة عدداً من صور أعمال الفنان.
واعتبرت الدراسة أن الراحل طالب يازجي هو من الفنانين الذين يملكون ثقافة واسعة بالفن وبتقنياته الحديثة، وبالعمارة العربية الإسلامية، لذلك حاول تطوير تجربته الفنية الخاصة به من مختلف أطرافها. وكونه لم ينسجم مع النقاد الذين تعرضوا لتجربته المتطورة والتي لم يستطع النقاد في زمنه أن يتفهموها، جعله ينقطع عن إنتاج العمل الفني الإبداعي في أواخر الستينيات من القرن السابق، فاعتزل واقتصر عمله على التدريس.
وفي نفس الباب دراسة ثانية كتبها التشكيلي الناقد غازي عانا عن النحات المبدع لطفي الرمحين بدأها بعبارة: «النحات لطفي الرمحين من الواقعية المبسطة إلى أقصى حدود التجريد، والإنسان قيمة عليا»، وكتب في مقدمة البحث: «لطفي الرمحين الذي بات مقتنعاً اليوم أكثر من أي وقت مضى بالاستقرار في وطنه الذي غادره قبل حوالي الثلاثين عاماً إلى إيطاليا للدراسة ومن ثم العمل هناك بالنحت مع شقيقه بطرس الذي ما زال مقيماً ويعمل في كرارا إلى اليوم، ولطفي المقيم في فرنسا منذ ثمان سنوات عاد هذه المرة مع عائلته إلى دمشق.. لطفي الرمحين يخوض اليوم وكعادته تجربة تقنية جديدة على مادة الألمنيوم والتي بدأ بالاشتغال عليها منذ ما يقارب العامين وقدم فيها أعمالاً ملفتة من حيث حجمها وتشكيلها..»
وتضمنت الدراسة عدداً كبيراً من صور أعمال النحات لطفي الرمحين والتي ختمها قائلاً: «إن أهمية تجربة لطفي الرمحين تكمن في أكثر من ميزة جعلت من حضوره قوياً ومنفرداً في الساحة التشكيلية السورية، والأكثر دهشة وقبولاً لدى المتلقي. أهمها برأيي تبقى ثقة الفنان بنفسه وتمكنه من أدوات تعبيره المختلفة إلى درجة تجعل المتابع لأعماله يظن أنها منفذة بتلقائية وسهولة».
وفي باب «فنان عربي» كتب الخطاط معصوم محمد خلف مادة بعنوان: نجا المهداوي.. تراجيديا حروفية وإبحار في عالم التأويل!! تضمنت دراسة بحثية عن حياة وإبداع الخطاط التونسي المتميز عربياً والمعرف عالمياً الفنان نجا المهداوي.
اكتشف سورية