ندوة «الفن السوري ذاكرة وطن: تاريخه وعالميته»

عدنان حميدي وعبد العزيز علون وحسان عباس يتفقون على وضع معايير

22/حزيران/2008


أقام المركز الثقافي بـالمزة في 18 حزيران 2008 محاضرةً بعنوان «الفن السوري ذاكرة وطن: تاريخه وعالميته»، وقد حاضر فيها كل من الفنانين التشكيليين عدنان حميدي، والدكتور عبد العزيز علون، والأستاذ حسان عباس.

تناولت الندوة الفن التشكيلي تحديداً، حيث تحدث الفنان عدنان حميدي عن تجارة الأعمال الفنية، والفوضى التي تكتنف هذه التجارة مع غياب الأسس والمعايير ومقاييس التقييم. حيث يقول: «إن تجارة الأعمال الفنية ظاهرةٌ إيجابية وجيدة جداً، والمشكلة تكمن في فوضى هذه التجارة من حيث تسعيرة أعمال الفنانين، ممن هم على نفس السويّة الفنية، حسب ارتباطهم مع تجار الفن وأصحاب الصالات».

التشكيلي عدنان حميدي في محاضرة بعنوان «الفن التشكيلي ذاكرة وطن.تاريخه وعالميته»تحدث حميدي أيضاً عن النِسب الكبيرة للتاجر من قيمة سعر اللوحة، مقارنةً مع حصّة الفنان والتي هي 3ل.س لـ سم الواحد، بينما يحقُّ للتاجر بيعها 300 ألف ليرة سورية. ويقول حميدي في ذلك: «من حقِّ التاجر أن يربح، ونحن -الفنّانين- يجب أن نشجعه لكي يستمر في هذا المجال، على أن المطلوب هو التقييم الصحيح للوحة وإنصافها، بغض النظر عن العلاقات الأخرى».

ثم قام حميدي بتصنيف الفنانين السوريين من السويّة الممتازة إلى أربع أصناف، فالصنف الأول هو الفنان الذي أوجد لنفسه من يتعاقد معه من أصحاب الصالات، وبالتالي ارتاح مادياً، والصنف الثاني ممن هم مازالوا معتمدين على أنفسهم في تسويق نتاجهم الفني، وقد استغنوا عن التجّار بعد أن أصبح عندهم زبائنهم الخاصّين، في حين أن الصنف الثالث ينطوي على الذين تتراوح أعمارهم بين 35-50 سنة، ويقفون في المنتصف ما بين جيل الشباب وجيل الكبار، وقد لجئوا إلى أعمالٍ أخرى بعد أن فقدوا الأمل في العيش من وراء الفن، وأما الرابع فهم الفنانين الذين لم يستطيعوا تسويق أنفسهم مطلقاً، ووصل بهم الحال إلى الرسم وتكديس اللوحات في مستودعاتهم. وبناءً عليه، وجَّه حميدي دعوة إلى القائمين على الفن من جهاتٍ رسمية و خاصة، لأن يبحثوا عن هؤلاء الفنانين في مراسمهم المظلمة، ويساعدوهم على العيش من خلال فنّهم.

الدكتور عبد العزيز علون في محاضرة بعنوان «الفن التشكيلي ذاكرة وطن.تاريخه وعالميته»أما الدكتور عبد العزيز علون، فقد تحدث عن تاريخ الحركة التشكيلية السورية، والتطورات التي طرأت عليها، كما تحدث عن سِعر اللوحة التشكيلية، والفروقات التي تكتنفها كتعقيب على مداخلة الفنان عدنان حميدي، ثم تطرَّق إلى القيمة الحقيقية للوحة التشكيلية، وجَهل العامة في تقييمها وتحديد قيمتها. وفي ختام حديثه، وجَّه علون دعوة إلى المستثمرين التجّار للاستثمار في مجال الفنّ التشكيلي، معتبراً أنه من أفضل المجالات التجارية الرابحة خلال القرن الواحد والعشرين.

في حين تحدث حسان عباس عن مزاولاته الفنية منذ بداية الحركة التشكيلية في القطر، مروراً بكل المراحل وصولاً إلى الوضع الراهن، مؤكداً على أنّ الفنان مرتبطٌ بحدود المكان، والزمان، وبالتاريخ، والجغرافية، ومهما كان توجهه وتأثره في المدارس الغربية، فإن هناك أنفاساً محلية تنبعث من عمله الفني من خلال ارتباطه بالمكان. على أنه أشار إلى أن الفن التشكيلي لدينا مازال يعمل على النول الغربي والنسيج الغربي، ضمن أنفاس محلية. فيقول حسان عباس هنا: «لا أعتبر هذا عيباً، وقد يتطلب الأمر عدَّة عقودٍ كي نتمكن من إيجاد ملامح هويةٍ محلية، يُصبح لها أثراً كبيراً بالفنّ العالمي. فالمهمُّ هنا أن نكون على ثقةٍ بأننا نملك إمكانياتٍ هائلة. وإذا كان الفنّ بمعروفه الحديث قد الاستاذ حسان عباس في محاضرة بعنوان «الفن التشكيلي ذاكرة وطن.تاريخه وعالميته»دخل إلينا منذ ستين سنة، فإن سورية شهدته منذ عصور قبل الميلاد، وقد قدَّمت العديد من الفنانين للعالم الأوروبي في عهد الرومان، وكانت لهم مساهمةً كبيرةً جداً في تكوين العجائن الأولى للفن الأوروبي فيما بعد، وما الآثار الموجودة في بلادنا، إلا دليلٌ على أن هذه الأرض كانت ميداناً للكثير من الحضارات التي سادت ثم بادت، ونحن لسنا بأقل من غيرنا».

وعند سؤالنا له حول الغموض الذي يكتنف حديث حسان عباس في قوله "إننا نعزف على النول الغربي" ثم في نقطة أخرى يشير إلى "إننا مصدرين للفن والفنانين منذ عصور ما قبل الميلاد"، وفي هذا يجيبنا «الفنان السوري وصل إلى أوروبا مهاجراً ولمع إسمه، ولكنه لم يستطع أن يتبوأ مراكز في أوروبا لأسبابٍ عِدَّة، أهمها سيطرة الأشياء التي حملها من وطنه ومحاولته التعامل معها، لكنه سرعان ما انسلخ عنها واندمج مع التوجه الأوروبي والعالمي. وما يقوله البعض عن طغيان ألواننا المحلية، وخطوطنا، وتكويناتنا، وما شابه على نتاجنا التشكيلي، فجميعها لم تقدّم لنا أثراً ذو أهمية، بسبب القراءة غير العميقة للتاريخ من الفنان، إضافة إلى وجوده في وسط غير متمكنٍ بعدْ، وهذا ما أردت قوله بشكل عام».

وتجدر الإشارة إلى أن الندوة خرجت بتوصياتٍ، أهمها تنظيم عملية التسويق، وإعطاء الفنان حقه حسب عمله الفني، والتقييم الصحيح للفنان.



رياض أحمد


اكتشف سورية


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر