19/أيار/2008

تحدثت قناة الجزيرة في تقرير لها عن شهرة بلدة معلولا التي تقع إلى الشمال الشرقي من دمشق بطبيعتها الهادئة وبيوتها التي تعانق الجبال وتميزها بعدد من المعالم الدينية التي تعود إلى بداية التقويم الميلادي إضافة إلى أن أهلها ما زالوا حتى يومنا الحاضر يتحدثون اللغة الآرامية وهي إحدى اللغات القديمة التي استخدمت في المنطقة وتحدث بها السيد المسيح عليه السلام.

قال مراسل الجزيرة إن بلدة معلولا التي تبعد خمسين كيلومتراً شمال شرق دمشق على ارتفاع ألف وخمسمائة متر عن سطح البحر تتميز بمناخها اللطيف صيفاً وعدد من معالمها الدينية المسيحية، إلا ان أبرز ما يمكن للزائر ان يلاحظه هو أن معظم سكان هذه البلدة ما زالوا حتى اليوم يتحدثون الآرامية.

أضاف التقرير أنه بين أحضان جبال القلمون المتخمة بتاريخ طويل تعيش بلدة معلولا التي تعتبر بالنسبة إلى الكثيرين من أهم معالم السياحة الدينية في سورية ويعتمد سكانها البالغ عددهم ستة آلاف نسمة تقريباً في أحاديثهم على اللغة الآرامية وهي إحدى اللغات السامية الضاربة في القدم وتناقلتها الأجيال مشافهة.

رغم أن بلدة معلولا حافظت على لغتها لقرون طويلة من خلال توارثها عبر الأجيال إلا أن هذه اللغة لم تُحفظ كأحرف مكتوبة إلا في السنوات الأخيرة من خلال معهد تعليم اللغة الآرامية الذي أقيم في البلدة وهو الأول من نوعه في العالم وأنشئ لحماية اللغة الآرامية من الانقراض وخصوصاً مع هجرة عدد من أبناء البلدة إلى المدينة للعمل.

من جهته قال الياس تجرة مدرس اللغة الآرامية في المعهد « نعلم اللغة الآرامية لجميع الأعمار من المستوى الأول حتى الثاني والثالث».

أوضح التقرير أن أهمية هذا المركز تأتي من كونه الوحيد في العالم الذي يدرس اللغة الآرامية بحروفها الأصلية التي يقول القائمون على المؤسسة التعليمية إن العبرانيين عبر التاريخ أخذوا هذه الحروف من الآرامية السورية مشيراً إلى أن المعهد يهدف إلى تخريج أفراد قادرين على تعليم هذه اللغة للأجيال المقبلة.

بدوره أشاد الشاعر والمفكر الفلسطيني عز الدين المناصرة بدور القيادة في سورية في الحفاظ على هذه اللغة من الاندثار.