المهرجان الغنائي الشبابي الأول في حلب للبحث عن مواهب غنائية جديدة شابة

13/آذار/2010

بعد نجاح تجربتها التي قامت بها العام الماضي في إطلاق المهرجان الشعري الشبابي الأول، أطلقت الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون مهرجانها الغنائي الشبابي الأول في أول أمسية له أقيمت مساء يوم الثلاثاء 9 آذار 2010. وتقوم فكرة المهرجان على تقديم مجموعة من الشباب الموهوبين في مجال الغناء إلى جمهور حلب من خلال مسابقة تتم على أكثر من مرحلة يتم خلالها اختيار الشاب الأفضل وتكريمه من قبل إدارة المهرجان والجمعية، في حين تتم عملية انتقاء المتسابق الأفضل عن طريق كل من لجنة تحكيم متخصصة إضافة إلى رأي الجمهور.

وقد تم خلال يوم الثلاثاء تقديم ثمانية متسابقين خلال مجريات اليوم الأول من المهرجان، ومن ثم سيجري في يوم إضافي لم يحدد تاريخه بعد يقدم فيه عدد آخر من المتسابقين أنفسهم، بعد ذلك سيتم انتقاء أصحاب العلامات الأعلى من كلا اليومين لينتقلوا إلى المرحلة الثانية والنهائية حيث سيتنافس هؤلاء المتسابقون فيما بينهم ليتم اختيار المميزين منهم وتكريمهم في أمسية فنية احتفالية لاحقة.

ويجب على كل متسابق تحقيق أعلى علامة ممكنة من أصل 100 درجة تم توزيعها بحيث تعطي لجنة التحكيم 60 علامة موزعة بشكل ثلاثي متساوي على كل من الجانب الموسيقي وممثلة بتقييم السيد عبد الحليم حريري -عازف الكمان المعروف-، والجانب الغنائي سيضعها السيد عبد القادر أصلي -المطرب وعازف العود-، والثلث الأخير لإدارة الجمعية. أما الأربعون علامة الباقية، فسوف يضعها الجمهور بموجب استمارات تم توزيعها عليهم يقومون من خلالها بتقييم المتسابقين بدرجات تتفاوت من صفر حتى أربعين، انطلاقاً من رغبة إدارة الجمعية في إشراك الجمهور في اختيار الموهبة الأفضل.


السيدان عبد الحليم حريري وعبد القادر أصلي
ولجنة التحكيم

مهرجانات شعرية، موسيقية، غنائية، قصصية:
البداية كانت مع السيد عبد القادر بدور -رئيس الجمعية-، والذي قال لنا بأن العمل على الفكرة جاء بعد نجاح المهرجان الشبابي الأول الذي أقيم بنفس النهج والأسلوب العام الماضي، حيث يتابع قائلاً: «كانت فكرة المهرجان الشبابي الغنائي موجودة، إلا أنه ونتيجة لوجود بعض الصعوبات التي تتعلق بطبيعة التحضير له قررنا تأجيلها إلى هذا العام وإطلاق المهرجان الشبابي الشعري ورؤية مدى تفاعل الناس معه. أدى النجاح الذي حصل عليه المهرجان وقتها إلى إطلاقنا لهذا المهرجان وعدد من المهرجانات الأخرى التي تخاطب المبدعين في كل من العزف على الآلات الموسيقية والشعر والقصة القصيرة إضافة إلى المهرجان الغنائي الذي نشهد أولى أمسياته اليوم». ويتابع بأن شروط المشاركة كانت بسيطة وتتمثل في امتلاك الشخص لخامة صوتية جيدة، وعمر بين 15 و25 عاماً، حيث يضيف بالقول: «يعتبر الهدف العام من هذا المهرجان في المقام الأول تعريف الناس بهؤلاء الشباب الموهوبين وجعلهم يخوضون تجربة حقيقية مميزة لهم من ناحية، ومن ناحية أخرى نشر الوعي الثقافي والفني بين جمهور حلب».

عشرون شاباً تقدموا بطلبات الاشتراك في هذه الأمسية، اختير منهم 8 للوصول إلى هذه المرحلة حسب ما يقول لنا المطرب أحمد خياطة -مدير المهرجان- عنهم وعن المهرجان بشكل عام: «يُعتبر هذا المهرجان نشاطاً فنياً تقوم به الجمعية العربية المتحدة لتعريف سكان حلب بالموهوبين الذين لم يحصلوا على فرصتهم في الماضي. كان عدد المتقدمين للمشاركة 20 شخصاً قبلنا منهم هؤلاء الثمانية الذين وجدنا أنهم يستحقون الظهور والتواجد، حيث لم تكن معايير الانتقاء معقدة بل كان البحث عن وجود صوت مميز لهم من جهة، وثقافة موسيقية أو عامة من جهة ثانية، وأن يكون هاوياً للغناء وليس محترفاً له من جهة ثالثة». ويضيف بأن هؤلاء المشاركين خضعوا بعد ذلك إلى دورة تم تعليمهم فيها كيفية الوقوف على المسرح والغناء، على اعتبار أن أغلبهم وقف على المسرح للمرة الأولى، مضيفاً بأن الأغاني التي اختاروا أداءها اليوم كانت نتيجة لاقتراحاتهم هم دون أي تدخل من اللجنة المنظمة. ويختم بالقول: «فترة البروفات كانت قليلة جداً للأسف بسبب ظروف متعددة، إنما سنحاول اليوم تقديم أمسية مميزة للجمهور. قمنا بدعوة فنانين لهم مكانتهم في المدينة ليكونوا أعضاء في لجنة التحكيم هما السيدان عبد القادر أصلي والسيد عبد الحليم حريري».

الصوت، والأداء، والكاريزما:
يقول السيد عبد القادر أصلي -المطرب وعازف العود- وصاحب أمسية «الثلاثاء الأصلي» الطربية التي تجري في الثلاثاء الأول من كل شهر في مديرية الثقافة في حلب بأن المعايير التي سيتبعها في تقييم المتسابقين هي التركيز على الصوت والأداء ومخارج الحروف وأخيراً الشكل، حيث يقول: «يُعتبر كل ما سبق من عوامل نجاح المطرب. أما عن رأيي في الشباب الموجودين اليوم بشكل عام، فمن الواضح أنهم شباب مميزون وذوو أصوات جميلة ومميزة. ولكن العامل الحاسم اليوم هو كيفية وقوفهم أمام الجمهور وتقديمهم للأغنية المميزة، كما أن اختيارهم للأغنية ومدى تناسبهم مع صوتهم سوف يكون عاملاً كبيراً ومؤثراً أيضاً».

أما عازف الكمان الأستاذ عبد الحليم حريري -المدرس في معهد صباح فخري للموسيقى والباحث في المجال الموسيقي- فيقول بأن المعايير التقييمية الخاصة به هي ذات المعايير الخاصة بالأستاذ أصلي مضافاً إليها تفاعل المطرب مع الفرقة الموسيقية والموسيقى من ناحية، ووجود الكاريزما الخاصة به والتي ستميزه عن صاحب الأغنية الأصلي من ناحية ثانية: «من المهم للمطرب أن يكون صاحب حضور وشخصية فريدة خاصة به، وألا يكون متأثراً بالمغني الأصلي للأغنية التي سيقدمها اليوم».

عبد القادر دقسي
أحد المشاركين بالمهرجان

التوتر كان واضحاً على وجوه الشباب المشاركين برغم الثقة التي تبدو على معظمهم، فأحد المشاركين في المهرجان وهو عبد القادر دقسي عبر أن التوتر موجود لسببين: الأول هو المنافسة والمسابقة، والثاني هو رأي الجمهور به وبزملائه. ويضيف بأن المنافسة «صعبة وسهلة في الوقت ذاته، صعبة بسبب وجود كل هذه الأصوات الجميلة، إنما سهلة في نفس الوقت لأننا أصبحنا أخوة، ولا أحد سيتضايق في حال ربح أخوه». وهو سيقدم اليوم أغنية «أكذب عليك» والتي استغرق تدريبه عليها شهراً، كما ويختم بالقول بأنه يرغب في متابعة دخول مجال الغناء في حال أعجب الجمهور بما يقدمه من صوت وأداء.

حمزة سكماني
أحد المشاركين بالمهرجان

أما حمزة سكماني فيقول بأن هذه المشاركة هي الأولى له في مجال الغناء، إلا أنه سبق وأن وقف أمام جمهور في أمسيات شعرية كان يشارك بها، ويضيف قائلاً: «أعلم أن صوتي جيد نوعاً ما، إلا أنني لم أشارك في أي مسابقة أو مجال للغناء إلا بعد إلحاح من أصدقائي، وآمل أن تنال مشاركتنا اليوم رضا الجمهور. الضغط اليوم كبير علينا خصوصاً وأنا سأكون أول متسابق يغني اليوم وبمشاركة فرقة كاملة. أريد المتابعة كهواية والاحتراف في حال نلت إعجاب الجمهور واللجنة والحكام واخترت "هو صحيح" لأم كلثوم، وهي أغنية مناسبة لصوتي وأتقنها بشكل كبير».

مواهب شبابية:
من الجمهور، كانت البداية مع السيد عبد القادر الحربلي الذي أشاد بفكرة الأمسية والمهرجان بشكل عام، ويشرح لنا السبب: «منذ فترة ونحن لم نعد نسمع عن أسماء شابة في حلب لتغني الطرب الأصيل الذي اعتدنا عليه ونشأنا عليه وذلك مع ميل أغلب الشباب إلى نمط الأغاني الحديثة والرائجة. لهذه المسابقة قيمة كبيرة تتمثل في جعل هؤلاء يعودون إلى درب الطرب الأصيل الشرقي ولا مانع من أن يقدموا أغاني حديثة ورائجة حيث من المهم أن يحافظوا على تراثنا لكي ينتقل من جيل إلى جيل». ‏

الجمهور يترقب مستمتعاً بأداء المشاركين
ويضيف بأنه لا يملك أي قناعات مسبقة عن المتسابقين ولم يسبق أن سمع أحداً منهم يغني من قبل، مختتماً بقوله أنه سيحاول وضع العلامات اعتماداً على معايير معينة موجودة لديه.

أما محمد الأصيل فيقول بأن الفكرة جديدة وفريدة من نوعها من جهة، ومن جهة أخرى فإن ما يميزها هو أنها تختص بالطابع الحلبي الأصيل، حيث يتابع قائلاً: «تشابه هذه الفكرة فكرة برامج الهواة التي نراها في التلفاز، ولكن ما يميزها عن البقية هو أنها حلبية القلب والقالب، وهي أيضاً تقدم أصحاب الموهبة إلى الجمهور الحاضر هنا دون رسائل أو اتصالات، بحيث أن كل ما على المرء فعله هو التواجد في المسرح لتقييم هؤلاء الشباب مباشرة. من جهتي سأحاول تقييمهم بأكثر حياد ممكن وسأعطي العلامة المناسبة لكل شخص».

يذكر بأن الجمعية العربية المتحدة للثقافة والفنون جمعية تهتم بالثقافة تأسست منذ العام 1959، وقد قامت خلال السنوات الأخيرة بتقديم برنامج أسبوعي منوع ما بين المحاضرات والندوات الفكرية والأمسيات الموسيقية والثقافية إضافة إلى فكرة المهرجانات مثل هذا الذي يتم حالياً.


أحمد بيطار - حلب
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك