صحيفة الحياة تواكب معرض الفنان السوري فاضل فضة والفنانة الكندية فرنسين غي في كندا

11/كانون الثاني/2010

أقيم مؤخراً معرض للرسم التجريدي للفنان السوري المقيم بكندا فاضل فضة، بالاشتراك مع الفنانة الكندية فرنسين غي (الفرنسية الأصل)، في صالة «اندريه ماثيو» للفنون في مدينة لافال المجاورة لمونتريال.

وعن هذا المعرض أفردت «صحيفة الحياة» مقالاً نقدياً حول رسومات كلّ من فضة وغي تحت عنوان «ريشة السوري الكندي فاضل فضة تحاور لوحات فرنسين غي»، حيث جاء في المقال للكاتب علي حويلي، في سياق الحديث عن تطور أسلوبهما: «ويبدو أنّ كلاً الفنانين انتقل من طور الهواية الى الاحتراف والانتماء الى مدرسة الرسم التجريدي، للتعبير عما يختزن كلّ منهما من ثقافة وأحاسيس ومشاعر وهموم وتطلعات. فهما على اختلاف منابتهما الاجتماعية والثقافية والإتنية ومهنهما، يجتمعان في عرض فني مشترك تتجاور فيه لوحاتهما وتتعايش جنباً إلى جنب، كأنّها تسترسل في حوار حيوي صامت، ربما كان أبلغ من النطق. ويدور بين ثقافتين وحضارتين متمايزتين وإن باعد بينهما تعدّد الألسنة وفواصل الزمان والمكان».

ويمضي حويلي في مقاله ليسلّط الضوء أكثر على تجربة الفنانين، حيث يقول: «وعلى رغم أنّهما يرسمان بريشة فنية واحدة، فإنّ كلاً منهما يترجم لوحاته بأسلوب مغاير. فلوحات غي تتميز بنسيج من الألوان يتّشح بعضها بالسواد وبعضها الآخر بالبياض الناصع مع مساحة الأزرق الشفاف الذي يتسلل بين الظلال والنتوءات العميقة. وتتمحور بمجملها كما تقول غي، حول "ثلاثة ثيمات: إنسانية تعنى بالأطفال والمسنين، ووطنية تجسد حبي لكيبك، وبيئية تمثل نقاوة الثلج الذي يشكل جزءاً من حياتنا الثقافية".

أما فضة، فتقودنا لوحاته الى عالم آخر. وأصبحت ريشته بديلاً من قلمه الذي عجز عن التعبير عن مكنوناته الداخلية، وأضحت وسيلة أمثل لبلوغ الحرية التي لا يمكن البوح بها خارج مذبح الرسم. ويرى أن لوحاته "تشكل حالة من الهروب تتأرجح بين الحنين الى الأرض والوطن والجذور وبين الالتزام بقضايا الاغتراب والإنسان والحرية". ولا يخفي فضة أنّ "مسحة التشاؤم" تلف معظم لوحاته، على رغم ما فيها من فسحات مضيئة تنبعث من بين ألوانها الداكنة. ويرى أن تقاطع الألوان الباردة مع الألوان الدافئة بما تحمله من رمزية تاريخية وجغرافية، يترك له هامشاً للإنعتاق من أجواء القلق والاكتئاب والعبور الى رحاب الفرح والاطمئنان. لكن "الريشة تهرب مني الى أمكنة خيالية معزولة لا صلة لها بكل ما تحمله ذاكرتي من مخزون ثقافي وفكري ووطني". ومن المفارقة، أنّ ملكة اللاوعي لدى فضة تقوده رغماً عنه الى عوالم أخرى تنبض بالحياة والبهجة. فطبيعة "المقاطعة الجميلة" كيبيك لها مكانة فريدة في لوحاته التي تؤرخ لتعاقب الفصول بشتائها الأبيض وخريفها المخملي وصيفها الساحر».

وفي حديث أجراه حويلي مع الفنانة الكندية غي حول تجربتها مع الفنان فضة قالت فيه: «إنّها أول مرّة ألتقي فيها مع رسام عربي يتمتع برؤى إبداعية وبُنى فنيّة صلبة وثقافة عميقة الجذور»، مشيرةً الى أن هذا اللقاء يؤكد أن «الفن لغة عالمية عابرة للحدود والقارات والثقافات».

من جهته أكد فضة في حديثه مع حويلي أنّ المناسبة أكبر من عرض عابر وأوسع من لقاء ثنائي. «إنّها إطلالة واعدة على المجتمع والسوق الكيبيكيين، لا سيما أن كثافة الحضور "حوالي خمسة آلاف زائر وفقاً لتقديرات صاحب الصالة" واختيار إحدى لوحاته من قبل مدينة لافال لتتصدر تقويم العام 2010 للفنانين الكيبيكيين، مؤشران إيجابيان يعززان الثقة بأعمالي ومكانتها في الحركة الفنية المعاصرة في كندا».



اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك