ريميكس آسيا في دار الأسد للثقافة والفنون
موسيقيون سوريون يعزفون مع موسيقيي الشرق

19/تشرين الأول/2009

«ريميكس آسيا» هو لقاء تجريبي يجمع بين موسيقيين عرب وآخرين من وسط آسيا، ويعمل على مزج التقاليد الموسيقية الشرقية بين منطقتين تجمعهما صلات ثقافية وحضارية قديمة. تم عقد ملتقى ريميكس آسيا لهذا العام في الإسكندرية، في الفترة من 7 إلى 11 تشرين الأول 2009، تحت إشراف الموسيقيين: خالد محمد علي من العراق، شربل روحانا من لبنان، عليم قاسيموف من أذربيجان. ويعتبر هذا اللقاء أحد أنشطة مؤسسة المورد الثقافي التي تهدف لدعم جيل جديد من الفنانين العرب، ويعقد بالتعاون مع مبادرة الآغا خان لموسيقى آسيا الوسطى، إحدى برامج مؤسسة الآغا خان للثقافة، وكذلك بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقى بـدمشق.

الموسيقى الأذرية تختلط بالموسيقى العربية:
وقد استقبلت دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق هذا اللقاء مساء الجمعة 16 تشرين الأول 2009 بحفلة جميلة أمتعت الجمهور واعتبرت واحدة من ثمار ورشة العمل التي أقيمت في الإسكندرية، وكانت البطولة في هذه الحفلة للآلات التقليدية بأصواتها الساحرة (ناي، كمنجة قديمة، تار، دف) وإن كان هذا لا ينفي بأي حال من الأحوال، جمال ما قدمه الموسيقيون الكبار (خالد محمد علي، شربل روحانا، عليم قاسيموف).

بدأ الحفل بآلة الكمان وآلة التار (وهي آلة تشبه البزق وتستعمل كثيراً في إيران وأذربيجان وبعض المدن في شمال العراق)، بالإضافة إلى آلة القانون وثلاث آلات إيقاعية، لتقديم عمل لمحمد علي عنوانه «حكاية لونجا»؛ ومن ثم عمل «الضيعة» لعازف الناي السوري مسلم الرحال، بمرافقة الآلات الإيقاعية، الذي استقبله الحضور باستحسان وتصفيق حاد، إذ كان هذا اللحن يحمل شيئاً من الفرح والسعادة، وفيه انفردت الآلات الإيقاعية لتدهش الجمهور بالتقنية الفائقة والتكتيك الجميل. كما قدم شباب ريميكس أيضاً أغنية من التراث التونسي بعنوان «على ابن مريم» تتحدث عن السيد المسيح.

ومن ثم جاء دور عازف العود السوري كنان أدناوي وعمله «جوّ»؛ قبل أن يمتلئ المسرح بالعازفين ليقدموا مع الموسيقي العراقي المعروف خالد محمد علي عملين له («ألوان»، «تانغو») وقد حاول في العمل الأول أن يقدم شيئاً من الألوان المعقدة لموسيقى العراق الشقيق.

ووسط تصفيق كبير قدم عازف العود اللبناني شربل روحانا عملاً بعنوان «أم المرادم» حمل طابعاً رومانسياً بطيئاً، أما في عمله الثاني «منارة»، فقد رافقت الموسيقى آهات بشرية تحمل وجعاً وحزناً، كما غنى روحانا أيضاً أغنيته المشهورة «بالعربي».

أما الختام فكان لصاحب الحنجرة القوية المغني الأذربيجاني عليم قاسيموف الذي قدم مع فرقته مجموعة من الأغاني التراثية الأذرية ،وفيها برهن بأن هذه الموسيقى ليست غريبة عن الموسيقى الفارسية أو التركية أو العربية أو الكردية. وقد أنهى قاسيموف وصلته بأغانٍ أذربيجانية ممزوجة مع أغنية «مرمر زماني» من التراث الشامي.

ريميكس آسيا، مشروع موسيقي طموح:
تتألف ريميكس آسيا من مجموعة موسيقيين عرب وهم: أحمد بركات (عود، الأردن)، باسل رجوب (ساكسفون، سورية)، جاك أسطفان (كمان، لبنان)، خالد ياسين (إيقاع، لبنان)، علي شاكر (قانون، عراق)، محمد علي (كمان، مصر)، مسلم رحال (ناي، سورية)، مصطفى سعيد (عود، مصر)، نرجس سلمونة (غناء، تونس)، هاني بدير (إيقاع، مصر)، يسرى حمزاوي (غناء، تونس)، كنان أدناوي (عود، سورية). ومن موسيقيين جاؤوا من وسط آسيا وهم: رؤوف إسلاموف (كمنجة، أذربيجان)، عباس قاسيموف (دويرا، أوزبكستان)، علي أزجارمادوف (تار، أذربيجان)، فرجانا قاسيموفا (غناء ودف، أذربيجان).

أما عن الجهة المنظمة (المورد الثقافي)، فهي مؤسسة غير ربحية تسعى إلى دعم الإبداع الفني في العالم العربي، وإلى تشجيع التبادل الثقافي داخل المنطقة العربية ومع بلدان من العالم النامي. ومؤسسة آغا خان للثقافة (المتعاونة مع الجهة المنظمة) هي المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الآغا خان، للمساهمة في الجهود التي تعنى بالحفاظ على الموسيقى الشرقية وتوثيق وتنمية التراث الموسيقي في دول آسيا الوسطى.

عموماً قدمت ريميكس آسيا أمسية ممتعة، عملت بأمانة على خلط موسيقى المنطقة، وتميز فيها الموسيقيون السوريون بأدائهم ومؤلفاتهم.


الموسيقي العراقي خالد محمد علي

وفي نهاية الحفل كان لـ «اكتشف سورية» هذه الوقفة مع الموسيقي العراقي خالد محمد علي، التي قال فيها حول تجميع ريميكس آسيا: «هذه مشاركتي الأولى مع هذا التجمع وهي تجربة هامة وجميلة وفيها خلطة موسيقية بين الموسيقى الأذرية والأوزبكية والعربية، وكذلك بين الموسيقيين الشباب ومؤلفاتهم، وبعد تدريبات دامت خمسة أيام في الإسكندرية كانت هذه النتيجة الجميلة، و أنا كمؤلف أعطتني هذه التجربة أفكاراً جديدة».

وحول تقديمه للألوان الغنائية العراقية تابع خالد محمد علي: «ذلك يتطلب صوتاً عراقياً ليؤدي النمط العراقي ويمكن أن نفكر بهذا المشروع في الأيام المقبلة».

وعن نشاطاته القادمة في سورية قال: «سورية بلدنا، وينبغي أن يكون لنا فيها مشاريع، وهناك فكرة عمل فردي على العود قيد الدراسة».


.


إدريس مراد
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك