السعي نحو الجمالية في التجريد 18/آذار/2009
تحت رعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع محترف جورج الزغني في لبنان، افتتح معرض الفنان اللبناني الدكتور عادل قديح في صالة فاتح المدرس.
يضمّ المعرض 39 عملاً تحت عنوان «أبيض أزرق»، ويبدو من العنوان رسالةً واضحة نحو التجريد، فالأبيض الذي اعتاد الجميع أن يعقبه الأسود بالذكر يحاول عادل قديح أن يتبع الأزرق به.
وتتضح من خلال الأعمال عملية سعيٍ نحو ذاتيةٍ عالية مطبوعة بالتجريد في تجربةٍ تنجلي تفاصيلها من خلال اللوحات التي تتموضع ألوانها لتعمل على تشكيل تكوينات ذات مناخ تجريدي صرف يطغى على المنجز الفني في المعرض، إذ تسعى الأعمال نحو تفرد في الجمالية التي تشكل هاجساً فنياً واضحاً في معالم العمل الفني، إضافةً إلى توجهها نحو إيجاد بصمة تغني التجربة الذاتية وتعزز مكانة الهوية الفنية لصاحبها.
في تجربة عادل قديح تخرج اللوحات عن نطاق المتوقع أو الاعتيادي لتكون مختبراً إبداعياً خالصاً من حيث التكوينات ضمن إطارها والحالة البصرية اللونية وضربات الفرشاة القوية فتعمل على الاستقطاب البصري من خلال منجز إبداعي عالي المستوى وتقنية عالية تدعمها التجربة الغنية و الدراسة الأكاديمية لصاحبها.
من جهةٍ أخرى تستطيع الألوان وبتعبيرية عالية أن تحمل وظيفةً تشكيلية لتنقل العمل الفني إلى الاكتمال وتنقل تفاصيله تاركةً المتلقي أمام الإثارة والدهشة دافعةً إياه لطرح التساؤلات من خلال ما فيها من مكنونات.
يذكر أنّ الفنان عادل قديح من مواليد النبطية في لبنان عام 1947، وهو حائز على دكتوراه في الفنون التشكيلية، ودبلوم دراسات معمقة في الفنون التشكيلية من جامعة باريس الثامنة، وإجازة في التاريخ ودبلوم رسم وتصوير من الجامعة اللبنانية، كمال أنّه يعرض فردياً منذ عام 1972.
|