«حضارة الطين» في صالة دار البعث

ثقافة وحضارة وتاريخ وملاحم الإنسان كتبت على الطين

19/شباط/2009


افتتح فريق «جوالة الأرض» مساء الاثنين 16 شباط في صالة دار البعث للفنون الجميلة، معرضه السنوي للتصوير الفوتوغرافي للعام الحالي 2009 تحت عنوان «حضارة الطين، وتحية للفنان الدكتور مروان مسلماني». ويشارك في إقامة هذا المعرض الذي ترعاه وزارة الإعلام بالتعاون مع دار البعث كل من متحف طه الطه في محافظة الرقة والمؤسسة العربية للإعلان.

ويأتي هذا المعرض السنوي لفريق جوالة الأرض بعد إقامته معرضين هامين خلال العام الماضي 2008 هما «الجولان في عيوننا» في صالة دار البعث، و«الجولان في القلب» في المركز الثقافي العربي في مدينة القنيطرة المحررة.

لقد خلق الله تعالى الإنسان من طين، ومنذ فجر البشرية وحتى وقت قريب كان الطين جزءاً من معظم الأدوات التي يستعملها الإنسان يومياً. ثم إن الألواح الطينية التي بقيت على حالها ووصلت إلينا كما هي وبحالة جيدة نقلت إلينا تراث وملاحم الحضارات التي سبقتنا بمئات وآلاف السنين، وبذلك كان الطين في يوم من الأيام الحامل لثقافة وتاريخ وقصص الشعوب والحضارات التي نقشت عليه. وحتى وقت قريب كانت البيوت التي نقطنها مصنوعة في غالبيتها من الطين والحجر.

وحول المشاركات في المعرض السنوي يقول محمد حاج قاب رئيس فريق جوالة الأرض في تصريح لـ «اكتشف سورية»: «يضم هذا المعرض ثمانين صورة فوتوغرافية التقطها ثمانون شخصاً من سورية وبلدان عربية أخرى، منهم مصورون فوتوغرافيون وآخرون من الهواة الأعضاء في فريق جوالة الأرض الذين يقدمون حوالي عشرين صورة فوتوغرافية في هذا المعرض».

وفي تصريح للمصور وائل خليفة الذي اختيرت لقطته لتكون صورة الغلاف لكتيب المعرض قال: «تبنّى فريق جوالة الأرض فكرة المعرض انطلاقاً من الارتباط الأزلي بين الإنسان والطين، ليقوم صاحب كل لقطة فوتوغرافية بإظهار نظرته الخاصة إلى هذه العلاقة». وأضاف: «في سورية الكثير من المناطق التي لا يعرفها ولم يرها الكثير من أبناء البلد نفسه، وخلال رحلات فريق جوالة الأرض سيراً على الأقدام في مناطق بلدنا لاحظنا وجود تنوع كبير في الأنواع البيئية التي تضمها المنطقة الواحدة، وهذا ما يجعلنا ندرك جمالية الطبيعة التي تمتلكها سورية وضرورة أن نقوم نحن كمصورين بتوثيق هذه المناظر الجميلة حتى يتسنى للجميع رؤيتها في المعارض وعلى شبكة الإنترنت».

وصرح السيد عبد القادر شهيب مدير «متحف طه الطه» في محافظة الرقة لـ «اكتشف سورية» قائلاً: «يقيم المتحف في كل عام مسابقة للتصوير الفوتوغرافي، وبعد مسابقته الثالثة التي نظمها مؤخراً تحت عنوان "حضارة الطين"، تم اختيار عدد من اللوحات للمشاركة في المعرض الحالي». وحول إقامة هذا المعرض في دمشق وبالتعاون مع فريق جوالة الأرض قال شهيب : «أردنا نقل جزء من هذا المعرض إلى مدينة دمشق بالتعاون مع فريق جوالة الأرض من أجل نشر مزيد من الإيضاح حول هذا المفهوم (حضارة الطين)، حيث فقدنا الكثير من رونقها بسبب هذه الكتل الإسمنتية التي تحيط بنا في كل مكان، ونريد بذلك تذكير الحضور من المثقفين البصريين بضرورة المحاولة الجادة منهم للرجوع إلى الحميمية التي عاشها الإنسان مع هذه الحضارة، لأن حضارة الطين هي حضارة كبيرة وعميقة جداً وضاربة في جذور البشرية». وتحدث عن القلاع الضخمة والبيوت التي بقيت على حالها بعد مئات أو آلاف السنين من نشأتها لأنها مبنية من الطين.

وأشارت غادة صالح عضو فريق جوالة الأرض إلى أن نشاطات الفريق لا تقتصر على السير في الجبال فقط، بل في متابعة ما يجري من نشاطات ثقافية متنوعة أيضاً. وقدمت غادة صورة تخص مدينة دمشق القديمة، والتي تقول عنها : «البيوت في دمشق القديمة فيها روح حية نشعر بوجودها من حولنا عندما نسير في حاراتها الضيقة تحيط بنا الجدران الطينية العالية، وكل من يتساءل عن هذا الشعور الفريد يجب أن يعرف أن مصدره نابع من الطين الذي لبسته هذه البيوت فوق جدرانها الحجرية. إن الطين يحب الإنسان والإنسان يحب الطين لأنهما من الجبلة نفسها».

وتجدر الإشارة إلى أن فريق «جوالة الأرض» يتبع إلى الإتحاد الرياضي العربي السوري- الرياضة للجميع- لجنة المشي والرحالة. وهم مجموعة من الأصدقاء والزملاء الفنانين الفوتوغرافيين والتشكيليين والمهتمين بشؤون البيئة والثقافة، يقومون بنشاطات عديدة فنية ورياضية وبيئية، بالإضافة إلى التعرف على المناطق الريفية والسياحية والتاريخية الأثرية ويحملون شعار «اعرف جغرافية وطنك». تأسس الفريق في نهاية عام 2005، وتتمحور النشاطات بشكل أسبوعي بمسير لمدة يوم واحد كل يوم جمعة في الريف السوري ونشاطات اجتماعية وثقافية وفنية.

متحف طه الطه
تأسس المتحف عام 1970 ويضم أربعة أقسام: الأول خاص بالآثار ويتضمن مجموعة كبيرة من الأواني الفخارية وأدوات الحجر والصوان والحلي والسراج وقد قام السيد طه الطه بالتبرع بهذه المجموعة إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف عام 1981 انطلاقاً من حرصه على وضع هذه القطع الأثرية في مكان آمن.

وخصص القسم الثاني للتراث الشعبي وفيه لوحات فطرية وأدوات منزلية وزراعية قديمة وأفلام وثائقية للأغاني الشعبية والنباتات البرية وكذلك أعمال تنقيب الأثري.

وتخصص القسم الثالث بالفن الحديث ومقتنيات المتحف من الأعمال الفنية لتشكيليين من عدة دول عربية وأجنبية منها: سورية-الأردن- لبنان – المغرب – اليمن– ليبيا – العراق– الجزائر– تونس– إيران– روسيا – اليابان– بولونيا– رومانيا– بريطانيا – الدانمرك – أمريكا– فرنسا – ألمانيا – إيطاليا – الأرجنتين – السعودية– الإمارات العربية المتحدة – الكويت – الهنود الحمر.

أما القسم الرابع فتخصص بالأرشيف ويضم الصحف السورية منذ العام 1970 وإلى يومنا هذا وأرشيفاً للصحف والدوريات العربية وأرشيفاً لأكثر من 1000 شخصية إبداعية على مستوى الوطن العربي، وهذا الأرشيف موضوع أمام جميع المهتمين والباحثين. كما أن زيارة المتحف مجانية دون مقابل مادي وتم إنشاء هذا المتحف الخاص عام 1975 ويقوم بتنظيم معرض سنوي منذ عام 1988 للفنون التشكيلية والحفر والنحت والتصوير الضوئي حيث يقام في شهر أيلول من كل عام.

أما القسم الخامس فهو خاص بالمرأة ولكنه قيد الإنجاز ويضم عدة أقسام:
1- الفن الفطري: يضم مجموعة كبيرة من اللوحات الفنية التي نقشت على القماش بالإبرة والخيوط.
2- مئة بورتريه: يضم مئة لوحة بورتريه لمئة شخصية نسائية على مستوى العالم.
3- فنانات من العالم: يضم أعمال الفنانات التشكيليات – النحاتات – فنانات الخط العربي – فنانات التصوير الفوتوغرافي.
4- المرأة في أعمال الفنانين.
5- أدب المرأة.
6- التراث.



حسان هاشم


اكتشف سورية


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 
 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر