حفل تأبين الشاعر الراحل محي الدين البرادعي

الراحل عاش مغرقاً في شفافيته ومفرطاً في واقعيته لا يعبأ بالشكليات.

28/كانون الثاني/2009


أقام اتحاد الكتاب العرب مساء أمس حفلَ تأبينٍّ للشاعر الراحل خالد محي الدين البرادعي في مكتبة الأسد الوطنية.

وأشار الدكتور علي القيم -معاون وزير الثقافة- في كلمة الوزارة إلى أنَّ الحديث عن البرادعي يعني الحديث عن قامة شعريةٍ وأدبية ومسرحية تركت بصماتها الواضحة في مسيرة الأدب، وخلال أكثر من أربعين عاماً كتب أكثر من خمسين كتاباً وديواناً ومسرحية ودراسةٍ أدبية وفكرية.

وأوضح القيّم أَنّ الذين كتبوا عن الأديب الراحل خالد محي الدين البرادعي أجمعوا على ريادته في مجال المسرح الشعري العربي المعاصر، وأَنّ قصيدته تميزت بالنزعةِ السردية، والحوار المسرحي والحس الدرامي، وكان قادراً بقوةٍ وحنكة على المواءمة بين القيمة الفنية والفكرية والأخلاقية في شعره ومسرحه وكتاباته، وأًنّ أعماله جاءت كلها مزيجاً من التدفق القومي من خلال إبداعاتٍ كثيرة تسلط الضوء على كثير من رموز الأدب والتراث بصورةٍ متجددة.

وأكد الدكتور حسين جمعة -رئيس اتحاد الكتاب - فداحة الخسارة بفقد البرادعي وهو الذي دأب على الكتابة منذ عقود، مشيراً إلى أنّه كان يهفو إلى اكتشاف الأنغام الجمالية المشحونة بعلاقة الطاقة المتوازنة بين العقل والقلب، وقدم ما يزيد على أربعين دراسةٍ علميةٍ وجامعية، وعددٍ غير قليل من الأبحاث والمقالات في سورية والوطن العربي والعالم.

وأشار رئيس اتحاد الكتاب العرب إلى أَنّ شعر البرادعي المسرحي تُرجم إلى لغاتٍ عالمية عدة كالفرنسية، والانكليزية، والتركية والاسبانية، والروسية، والفارسية وغيرها، وقد أسس للحداثة في المسرح الشعري العربي المعاصر، واعتمد شعريةً سردية متنوعة في الوصف، ومخزونٍ تاريخيّ وطني فني وتصويري لا نظير له من الكثافة والدهشة.

وقدم الشاعر نزار بني المرجة -رئيس فرع الاتحاد في ريف دمشق- لمحةً عن حياة الفقيد وأدبه وعمله في الصحافة مشيراً إلى أنّ الراحل وصف نفسه بأنه كان مسكونا بالهاجس القومي، والمقيم في محراب العروبة يقرأُ هموم الجماهير، ويترجم مواجع الأمة، ويمسح جرح العرب براحة الشعر وأصابع النقد وأهداب المسرح فكان صادقاً في وصفه لنفسه إلى ابعد الحدود، فيما أبّنه الأديب حسن حميد بكلمة مؤثرة نيابةً عن أصدقاء الفقيد وقال إنّه رجلٌ شرفٌ للرجال، إن تبكيه وإن تمشي وراءه ودوحة أدب عز للكبار أن يستظلوا بها.

وشكر الدكتور عمر البرادعي نجل الفقيد كل من أسهم بالتأبين ووصف والده الراحل بأنّه كان مسكوناً بهاجس الأمة ومقيما في محراب العروبة، فإذا ما هزه موقف أو مشهد كان يلبي فلا يبطئ، ويصيب فلا يخطئ، وعاش مغرقاً في شفافيته ومفرطاً في واقعيته لا يعبأ بالشكليات.

ولد الشاعر الراحل خالد مُحي الدين البرادعي في قرية يبرود بريف دمشق عام 1934 وأنجز أكثر من خمسين كتابا إبداعيا ونقديا، وترجمت أعماله إلى عددٍ من اللغات خاصةً التي أعاد فيها صياغة التراث العربي مسرحية المؤتمر الأخير لملوك الطوائف.

فاز الراحل بجائزة أفضل أوبريت في الشارقة عام 1994، وفاز بجائزة محمد حسن فقي عام 1996، وبجائزة الأمم المتحدة للطفولة عام 2002، وجائزة الملك الحسن الثاني عام 1996، وجائزة الاثنينية في جدة عام 1996.

ومن مؤلفاته دمر عاشقاً مسرحيةٌ شعرية، والعرش والعذراء مسرحيةٌ شعرية، والمؤتمر الأخير لملوك الطوائف مسرحيةٌ شعرية، والقبلةُ من شفة السيف شعر، وتداعيات المتنبي بين يدي سيف الدولة، وأسطورة الطفل المخلص دراسة ومقالات في الانتماء والوعي وغيرها من الدراسات.




اكتشف سورية


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر