معزوفات تشبه الحلم في صعود وهبوط درامي مدروس

ضمن فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية، وبرعاية وزارة الثقافة الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون، وبالتعاون مع سفارة المملكة الإسبانية في دمشق؛ قدَّم معهد رامون يوي أمسية بيانو أحيتها العازفة الإسبانية إيولاليا سوله. عزفت إيولاليا بداية مقطوعة "مغازلات"، التي كانت عبارة عن غزل حقيقي بين أصابعها، أولدت رعشات خرجت متسللة من البيانو، ثم مقطوعة «حوار على الحاجز الحديدي المشبك» وفيه ارتفع الريتم، وبعصبية الألحان كان ذلك الحوار دامياً على ذلك الحاجز.

بعدها «رقصة الفاندانغو والقندل» و«شكاوى الشابة الجميلة»، التي قدمتها وكأنها تستمع بكل صبر إلى أنّات وشكاوى تلك الفتاة الجميلة التي رافقتها مع كلّ حركة إصبع.

ومعزوفة تحمل اسم «البلبل» التي كانت أجمل وأرق من صوت البلبل، كان بلبل سوله يغرد على قناديل ليلها، وكأنه فرحٌ أو باكٍ لا يهم، كان تغريده رائعاً.
ثم عزفت مقطوعات لـ«فديريكو مانبو»، ومنها معزوفة «لتخدير الألم» التي كان تشعرك العازفة من خلال انسياب أصابعها الرشيقة على البيانو بأنك تطير دون أن تشعر أين أنت راحل، تفقد الإحساس بمن حولك وحتى بنفسك.

ومعزوفة «لاختراق الأرواح»، ثم «لاستلهام الحب» التي قدمتها وكأنها تنظر إلى حبيبها وتراقصه على أزرار البيانو، مصدرة لحناً مفعماً بالحميمية والدفء. وبعدها «للاستشفاء» و«لاستحضار صورة الماضي»، وأخيراً معزوفة «لاستدعاء الفرح»، التي عملت من خلالها على استحضار كلّ الفرح الموجود في العالم لتضعه في القاعة، وترسم بسمة خفيفة على وجوه الحاضرين.

إيولاليا سوله برشاقة أناملها وإحساسها، أحيَت حفلا فريداً من نوعه شيء يشبه الحلم في صعود وهبوط درامي مدروس.

تٌعدُّ إيولاليا أهم عازفة معروفة في بانوراما الموسيقا الإسبانية الحالية، من مواليد برشلونة، بدأت دراستها الموسيقية مع المايسترو بيري باييريبيرا، كما تلقت العديد من ورشات العمل على أيدي عازفي بيانو مشهورين أمثال أليثيا دي لاروشا وولياب كيمف.

قدَّمت أمسيتها الأولى مع الفرقة السمفونية، مؤدية تنويعات لثيسار فرانك، وكان عمرها 14 عاماً. بدأت مسيرتها الفنية على المستوى الدولي عام 1980 في قاعة كارنجي هول في نيويورك.