على موج البحر مسلسل بتوقيع أسعد عيد والياس الحاج
مسلسل من النوع الروائي البصري المتميز فنياً ودرامياً

24/أيلول/2008

يستعد المخرج أسعد عيد -نقيب الفنانين- للقيام بإخراج المسلسل التلفزيوني «على موج البحر» في ثلاثين ساعة تلفزيونية، وهو من تأليف وسيناريو وحوار الكاتب والفنان الياس الحاج وإنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
وحول فكرة المسلسل قال الكاتب الحاج في تصريح لوكالة سانا: «إن مسارات المسلسل تتمحور حول مواقع الآباء والأبناء في زمن بات فيه الصراع حول البقاء وتحقيق لقمة العيش والتخلص من الاستبداد والقهر الاجتماعي هو الأقوى مسلطة الضوء وبأهمية على، مواقع الرجال والنساء، العادات والتقاليد السامية، القيم والمبادئ النبيلة، العمل، الحرمان من التعليم، بناء المستقبل، الزواج والطلاق، الصدمات النفسية والعاطفية، ركوب المخاطر، المغامرة، المنافسة، المؤامرة، الدسيسة، الانتقام، التحدي، وحتى فجائع الموت». و يكمل «ويهتم المسلسل عبر الكثير من التحولات الدرامية برصد احتفالية طقسية بيئية تخص عالم ناس البحر في تعدد أوجه بُعدها الإنساني الجوهري والفلسفي المجازي العميق، في الدلالة المشهدية الواقعية الشائكة والبسيطة».
يُضيف الحاج «إنّ العمل يركز على ما تعانيه منه أسرنا عامة بمختلف شرائحها ودقائق تفاصيل صراعاتها الخيرية مع سطوة شرور المال والمطامع الغريزية، والتي تنتهي إلى مقولات فكرية وإنسانية جليلة مفادها العودة إلى النقاء والسلام بهدف تأمل كل ما يجيش في خواطرنا من أحداث وحشية بشرية، أفضى بها المال إلى زخم من المفارقات والتناقضات الراهنة في زمن باتت فيه الكثير من العلاقات الزائفة مهيمنة على القيم والمباديء، مخلفةً الفساد الاجتماعي المؤثر بشكل مباشر على النقاء الإنساني والبيئي الحضاري».
وحول تجربته في كتابة أعمال عديدة خاصة بأجواء البحر منها «البحر أيوب»، و«أمواج»، و«جيران البحر»، و«هيلا يا بحر»، و«مرايا القلوب»، و«أنشودة المطر»، و«فرسان الراية»، و«الشرك»، و«من يدفع الثمن»، «زمن الحب والحرب»، و«شواطيء الوفاء»، وغيرها من الأعمال التي تهتم بناس البحر والإبحار، يقول الحاج: «إن يكون لنا إبحار هذا يعني الحياة، براً وبحراً، مداً وجزراً، والحياة تعني ذلك الصراع الشرس اللانهائي بين الأمواج والإنسان روحاً، وعقلاً، وجسداً، وأبجدية، وبدون الصراع يعيش الإنسان كبحار يخون حياته كمن يمشي على رمال هشة تمحو خطاها الأمواج فيمر دون ذكرى هذا يعني الموت في أحشاء القبور بلا معنى».
من جانبه قال المخرج عيد: «تلخص أحداث المسلسل الرئيسية حياة نماذج أسرية عدة من ناس البحر، في تباين مواقعهم الاقتصادية والاجتماعية والعاطفية، وتناقش عبر الكثير من المحطات الدرامية المهمة يعاني منه الناس بمختلف شرائحهم في مواجهة صدمات الحياة وصراعاتهم المستمرة بين الخير والشر».
ويضيف عيد «ينطلق المسلسل من تفاصيل بيئية وحسية بيئية إلى عوالم نفسية عميقة، تصور في تصاعدها العام عملية الصحوة الاجتماعية المقنعة والمثيرة لشخصيات تنحو باتجاه وعي الذات وبلوغ النقاء الداخلي في التآخي والتعايش المشترك ،والتي يتخللها أيضاً رصدٌ دقيق للقيم والتقاليد والعادات الأسرية السامية ومغامرة الآباء والأبناء في سعيهم نحو بناء مستقبل أفضل وما يعترضهم من حياة يومية زاخرة بالمتناقضات والصراعات حول لقمة العيش، مواجهة أنواء البحر في رحلات الصيد الليلية، بيع الأسماك، العمل في مرفأ السفن، الدراسة الجامعية، الفشل، النجاح، وغيرها».
ويُشير المخرج أن للمسلسل أهمية كبرى في موضوع السياحة من خلال تسليط الضوء على مواقع جمالية وبيئية مهمة في سورية التي سماها هوليود الشرق، والتي تنوعت مواقعها الطبيعية بتعدد أحداثها الواقعية البصرية في الجبال والوديان والغابات المتصلة بالشواطيء الصخرية والرملية والمغر والأحياء وبيوتاتها القديمة والحديثة الفقر والثراء والمطاعم الواقعة على البحر وغير ذلك من مواقع جمالية وسياحية يبرزها سيناريو النص في معالجة فنية وتقنية بالغة التأثير، كما يستثمر العمل بعض الأغاني الفلكلورية الموظفة والتي لها دور فاعل عبر خضم الأحداث.
وعن رأيه الفني في النص يقول عيد «إنه مكتوب بحرفيةٍ رفيعة المستوى في مهنيتها العالية الجودة ضمن سيناريو مُحكم في تنامي مساراته على صعيد المعالجة الدرامية والفنية، بما يُتيح التعامل مع مشاهده بطريقة التنوع البصري الجذاب وأيضاً حوارات شخصياته سلسلة رشيقة بلغتها الدافئة والعفوية العميقة، والتي تتميز بنكهة حيوية لا تخلو من الطرافة الخاصة بناس البحر ودلالتها الصورية الذكية والمسلسل برأيي من النوع الروائي البصري المتميز فنياً ودرامياً».


شهيدي عجيب
سانا

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك