تصميم المدينة القديمة يوناني-روماني. ومهندسها كان أبولودور الدمشقي (Apollodore) رئيس مهندسي الإمبراطور تراجان (98-117م). وكان هو من صمم ونفّذ معظم أبنية الإمبراطورية الرومانية، بما فيها أبنية روما نفسها وأهمها فوروم تراجان. قال م. بويت (M. Poete): «روما لم تخترع تخطيط المدن بل وجدته وادعته لنفسها». وأشار إلى نفس الشيء كل من لافدان (M. P. Lavedan) وبريسك (S. Breyssek). كان تأثير الفن السوري كبيراً على الرومان وكذلك كان التأثير الديني. وأيد هذه الفكرة شاعر روما الساخر جوفينال (Juvenal) حينما قال: «أن العاصي يصب في التيبر آتياً معه باللغة والعادات والفن».
أبنية روما مثل فوروم تراجان وحمامات كاراكالا وقصور سفيران وقصر فيليب العربي وجسر ميسي على الدانوب، كلها مشابهة لما في سورية من أبنية تعود إلى عهود متتالية للأباطرة والباباوات من أصل عربي.
في البداية، لم يكن لتدمر تصميم معين للبناء، فتوضعت بيوتها كيفما اتفق حول نبع أفقا وحول معبد بل. وسكن الناس في القسم الغربي من تدمر. وكانت بيوتهم مبنية بالحجارة الصغيرة واللبن والطين. ولكن حينما ازدهرت تدمر في القرون الثلاثة الأولى للميلاد، وتكاثر عدد سكانها، بدأت النهضة العمرانية. وبُنيت معظم الأبنية المهمة في تدمر خلال هذه القرون الثلاثة.
في مدخل تدمر كانت هناك أربعة أعمدة أقيمت على شرف شخصيات هامة في المدينة، وكانت تماثيلهم منصوبة عليها. ولكن لم يبق منها سوى واحد، وغالباً ما كانت لتجار أو رجال أعمال.
|